قصة بداية الاعتكاف خلال شهر رمضان

تقارير وحوارات

عبادة الإعتكاف
عبادة الإعتكاف

الاعتكاف هو لزوم المسجد لعبادة الله تعالى، فالإنسان عندما يقوم بالإعتكاف فهو ينقطع عن الإنشغال بالخلق وبكل أمور الدنيا وينشغل بالله سبحانه وتعالى وحده، فالإعتكاف يساعد الإنسان على فعل كل ما يقربه من الله تعالى فيستأنس الإنسان بالله وحده بدلًا من الخلق. 

الإعتكاف في المساجد


تاريخ الاعتكاف 


بدأ الإنسان في ممارسة الاعتكاف منذ القدم وقبل ظهور الإسلام، حتى أن الإعتكاف كان معروفًا في الجاهلبة قبل الإسلام، فعندما سأل عمر بن الخطاب الرصول صل الله عليه وسلم "كنت نذرت في الجاهلية أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام". فقال النبي صل الله عليه وسلم له "أوفِ بنذرك". وهو ما يدل على أن الإعتكاف من بقايا دين ابراهيم. 

والاعتكاف عبادة موجودة في الشرائع السابقة لقوله تعالى:" وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " وعبادة الإعتكاف موجودة في كل الديانات السماوية وإن اختلفت طريق  ممارستها.


الاعتكاف في المسيحية


وذكر في كتاب المسيحيين المقدس في سفر يوئيل النبي “قدسوا صومًا، نادوا باعتكاف”، ويذكر أن السيد المسيح كان يعتكف في صومه على الجبل، فيُنصح الصائم بالإعتكاف لأنه يصمت عن كلام البشر فلا يكون أمامه سوى أن يكلم الله، والسكوت عن الكلام في الإعتكاف لا يُعطل عن الصلاة والتأمل وذلك كما شرح البابا شنودة الثالث حال المسيحي الصائم.

نموذج لخيمة السعف التي تبنى في عيد أيام المظلة


والاعتكاف في اليهودية

ويمارس اليهود الإعتكاف في عيد يسمى "عيد المظلة" من خلال إقامة مظلات مصنوعة من الأشجار والنخيل في الساحات والشوارع أو على أسطح البيوت والهدف من ذلك أن يتذكروا الحياة في البرية والأكواخ فهم يتخلون عن الحياة الروتينية اليومية ولا يكون هناك فرق بين غني وفقير، وبعض المحلات والمؤسسات تغلق أبوابها في هذا العيد أو تداوم نصف دوام.


الاعتكاف في الإسلام 

والاعتكاف في الشريعة الإسلامية هو أن يمكث المسلم في المسجد للتعبد والإعتكاف هو سنة مؤكدة عن الرسول صل الله عليه وسلم. وقد يكون الإعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أو في غيرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "  كانَ النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَعْتَكِفُ في كُلِّ رَمَضَانَ عَشَرةَ أيَّامٍ، فَلَمًا كَانَ العَامُ الَّذِي قُبًضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشرِينَ يَوْمًا".

ويستطيع المسلم أن يمكث في المسجد للتعبد لله تعالى فهو مشروع بإجماع القرآن والسنة، فالإسلام أجاز الإعتكاف ليكون وسيلة يتقرب بها العبد إلى ربه وهي عبادة محدودة تكون بين الحين والآخر ليعمق المسلم صلته بربه من خلال أن يقوم بكل ما يتاح له من العبادات فبعود إلى حياته اليومية العادية بقلب ملئ بالإيمان.