أهل السودان يواجهون خطر الموت بسبب اشتباكات الخرطوم

تقارير وحوارات

الخرطوم
الخرطوم

تعيش الخرطوم على وقع مأساة المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة محاور من العاصمة الخرطوم، فيما تتجه الأنظار إلى العاصمة السودانية بسبب المعارك الدامية ومدى خطورة بقاء المواطنين في منازلهم وسط هذه الاشتباكات.

أزمات خانقة

وأطلت الأزمات وعلى رأسها أزمة خانقة في مياه الشرب، فقد عانت أجزاء واسعة بالأحياء السكنية في العاصمة الخرطوم من شح شديد لمياه الشرب بعد نقص الإمداد المائي من المحطات المزودة لمواطني الخرطوم بالمياه الصالحة للشرب.

وتفاقمت تلك الأزمة أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك المياه في شهر رمضان، وعادة ما تتبع أزمة المياه والكهرباء، أزمة في رغيف الخبز التي بدأت فعليًا بظهور الصفوف الطويلة أمام المخابز في أحياء الخرطوم.

سكان الخرطوم

وتنقسم العاصمة السودانية الخرطوم إلى ثلاث مدن، هي الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري، وهذه المدن مجتمعة تشكل الخرطوم الكبرى، بعدد سكان يتراوح ما بين ثمانية إلى عشرة ملايين نسمة، منهم مقيمون، ومتنقلون إليها يوميًا للعمل وكسب الرزق. والنسبة الأكبر من السكان يقطنون في مدينتي الخرطوم وأم درمان.

وتقع الاشتباكات الجارية في المدن الثلاث، دون وجود خط فاصل بين الجيش وقوات التدخل السريع. وفي حال اتساع رقعة القتال، سيكون أمام قاطني الخرطوم طريق واحد للنزوح وهو الجنوب، تحديدًا إلى المدن الواقعة على النيلين الأبيض والأزرق.

مصير المدنيين

وفيما يتعلق بسكان الخرطوم بحري، أمامهم خيار التحرك شمالًا أو شرقًا، للابتعاد عن مناطق القتال. بينما سينبغي على سكان أم درمان، إن هددت الأوضاع العسكرية أمنهم، النزوح إلى المدن الواقعة غرب وشمال وجنوب أم درمان.

ونشرت صحيفة التايمز تقريرًا تقول فيه إن المدنيين في السودان يختبئون بينما يقتتل الجنرالان من أجل السلطة في البلاد.

صراع الجنرالات

وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات انتشرت في العديد من مناطق البلاد، بسبب صراع بين القائد العسكري في البلاد، عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

وهذا أول نزاع بين الطرفين منذ أن تحالفا من أجل الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير، في 2019، ولكن الخلاف معروف بين البرهان قائد الجيش، وحيمدتي قائد قوات الدعم السريع. بشأن الطريقة التي تحكم بها البلاد.

 

عدد الضحايا

وباستعار المعارك أغلقت العديد من المراكز، وهو ما صعب وصول الإعانات إلى من يحتاجها، ويمنع وصول المصابين إلى المستشفيات. وذكرت التايمز في تقريرها أن 250 طالبًا و25 أستاذًا علقوا في مدرسة تبعد بأقل من ميل عن القصر الرئاسي، وتركوا يوم السبت الماضي كاملا دون أكل ولا شراب.

ويتوقع أن يرتفع عدد الضحايا بسبب المعارك العنيفة التي استعملت فيها الأسلحة الصغيرة والقنايل والمدفعية وحتى طيران الجيش.