أستاذ الحديث بالأزهر يوضح حكم إمامة الألدغ للناس؟

أخبار مصر

الدكتور محمد إبراهيم
الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث بالأزهر

أوضح الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف بالأزهر الشريف حكم إمامة الألدغ للناس قائلا:-

"مِن شروط صحة الإمامة؛ أن يكون لسان الإمام سليمًا، لا يتحول في النطق عن حرف إلى غيره، كأن يبدل الراء غينًا، أو السين ثاء، أو الذال زايًا، أو الشين سينًا، أو غير ذلك من حروف الهجاء. وهذا ما يقال له: [ألثغ]؛ لأن اللثَغ في اللغة تحوُّل اللسان من حرف إلى إلى حرف، ومثل هذا يجب عليه تقويم لسانه، ويحاول النطق بالحرف صحيحًا، بكل ما في وسعه،

ماذا لو عجز الإمام عن تطبيق ذلك؟ 

 فإن عجز بعد ذلك؛ فإن إمامته لا تصح إلا لمثله، أما إذا قصَّر، ولم يحاول إصلاح لسانه؛ فإن صلاته تبطل مِن أصلها، فضلًا عن إمامته، 

ما حكم الفقهاء الأربعة في ذلك الإمام؟

وهذا الحكم متفق عليه بين الحنفية، والشافعية، والحنابلة، إلا أن الحنفية يقولون: إن مثل هذا؛ إذا كان يمكنه أن يقرأ موضعًا من القرآن صحيحًا، غير الفاتحة، وقرأه؛ فإن صلاته لا تبطل، لأن قراءة الفاتحة غير فرض عندهم، وخالف في ذلك كله المالكية، فقالوا: إن إمامته صحيحة مطلقًا، كما هو موضح في مذهبهم].

والحاصل: أن جمهور الفقهاء - عدا المالكية - قالوا ببطلان إمامة الألثغ، وأنها لا تصح إلا إذا أمَّ ألثغ مثله، لكن ليس له أن يؤم الأصحاء، بل تبطل صلاته من أصلها - فضلا عن إمامته - إذا كان يمكنه تقويم لسانه، فلم يفعل!

والسادة الحنفية يصححون صلاته؛ إذا كان ذكيًّا لمَّاحًا، فقرأ من آيات القرآن - غير الفاتحة - ما لا يشتمل على الحروف التي يلثغ فيها؛ لأن الفاتحة عندهم ليست فرضا!

وكذلك كان يفعل واصل بن عطاء، كببر المعتزلة، كان به لَثَغٌ في الراء، فكان إذا خطب؛ تجنَّب كل كلمة فيها راء!

وكان شيخنا الإمام محمد خليل الخطيب رضي الله عنه؛ به لَثَغٌ خفيف في الراء، فكان يتجنب الإمامة والخطابة، وكان حنفي المذهب!

ومن ذكائه وحكمته وبلاغته - رضي الله عنه - أنه دُعي - وهو شاب - لإلقاء قصيدة  في إحدى الجمعيات، فنظم قصيدة عصماء، خَلَتْ من حرف الراء، ثم ألقاها، فأبهر الحاضرين!

وإذا بطلت صلاة الإمام؛ بطلت صلاة المأمومين عند الحنفية ورواية عند الإمام أحمد، خلافا للشافعية، والأَوْلَى القول بصحة صلاة المأمومين إذا وقعت صحيحة!

ولا يجوز للألثغ أن يتقدم للإمامة؛ ما دام في القوم من هو أصحُّ منه لسانا، فإن فعل فقد خالف السنة، وأثم، وعرَّض صلاة المأمومين للبطلان، أو على الأقل للخلاف في صحتها، وبالله التوفيق.