بسبب افتتاح جامع الظاهر.. السياحة: نتوقع دخول 400 ألف سائح قبل 2023

أخبار مصر

جانب من الافتتاح
جانب من الافتتاح

قال السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، إنه بافتتاح جامع الظاهر بيبرس البندقداري اليوم الأحد في منطقة الضاهر، أصبح لدينا نقطة جذب سياحي جديدة، سوف تجتذب ما يقرب من 400 ألف سائح أجنبي حتى نهاية 2023م، وذلك لأن الشعب الكازاخي يعتبر الظاهر بيبرس هو جده الأكبر. 

بسبب افتتاح جامع الظاهر.. وزير السياحة: نتوقع دخول 400 ألف سائح أجنبي قبل نهاية العام 

جاء تصريح الوزير أثناء كلمته في حفل افتتاح الجامع اليوم الأحد والذي شهده، وزير الأوقاف وسفير كازاخستان، والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، وعدد كبير من قيادات الوزارة. 

ومر بها جامع الظاهر بيبرس بعدة مراحل والتي بدأت منذ عام 2007 بتوقيع اتفاقية تعاون بين الحكومتين المصرية والكازاخية لترميم مسجد الظاهر بيبرس، وقد بدأ مشروع ترميم المسجد عام 2007 ثم توقف عام 2011 ثم استأنفت الأعمال في عام 2018. تضمن مشروع الترميم أعمال تخفيض منسوب المياة الجوفية بالمسجد، وكل الأعمال الإنشائية والترميم الدقيق والمعماري، واستبدال الأحجار التالفة والمتهالكة، وتغير نظم الإضاءة وترميم الأجزاء القديمة بإيوان القبلة.

والظاهر بيبرس البندقداري هو أحد وأهم حكام دولة المماليك البحرية، حيث يعتبر المؤسس الحقيقي لهذه الدولة، فضلًا عن ذلك فهو صاحب الحملات الشهيرة ضد الصليبيين والمغول، وهو الحائز على حب الجماهير وشهرة شعبية جارفة بين جموع الشعب المصري.

والسلطان الظاهر مشهور بعلامة خاصة وهي الفهد، والتي دائمًا ما توجد على منشآته المعمارية كي تشير إلى أنه صاحب المنشأة، إلا أنه لم يتبق لنا إلا القليل من آثار هذا السلطان، ومنها بقايا مدرسته في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وكذلك مسجده في قليوب، وقناطره الشهيرة في أبو المنجى، ثم مسجده الأكبر في القاهرة، بمنطقة الظاهر.

وأمر الظاهر بيبرس ببناء هذا الجامع في عام 665 هجرية 1277م، وكلف بالبناء اثنين من خواصه وهما المهندسان بهاء الدين بن حنا، وسنجر الشجاعي واختار هذا المكان تحديدًا حيث كان هو المكان الذي يلعب فيه الكرة، فأنشأ فيه المسجد وجعل باقي الميدان وقفًا على الجامع.

وكانت أولى محاولات ترميم هذا الجامع في العصر العثماني، حيث تعرض المسجد لإهمال من قبل الحكام التاليين للظاهر بيبرس عبر التاريخ، حتى جاء العثمانيون مصر، وصدرت وثيقة من الباب العالي بالبدء في ترميم المسجد عام 1018 هـ، وكان الفرمان يتضمن فقط ترميم رواق القبلة، وتم الترميم بالفعل.

ولما احتل الفرنسيون مصر كانوا وبال على الجامع، حيث ركّبوا فيه المدافع واتخذوه قلعة، وهدموا مئذنته وجعلوها قاعدة عسكرية وأطلقوا عليها اسم تشكوفسكي، وجعلوا مساكن ومبيت الجنود

أما في عصر محمد علي فقد تحول المسجد معسكر لطائفة التنكازية السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون، وتم أيضًا نقل عدد كبير من أعمدة المسجد إلى الجامع الأزهر وأنشئ بها رواق الشراقوة الشهير، وذلك بسبب صراع بين الشيخ الشرقاوي وأحد الأئمة، فشرع في نقل الأعمدة من جامع الظاهر بيبرس إلى الجامع الأزهر لإنشاء الرواق الخاص به.

وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي عام 1882 م قاموا بتحويل الجامع إلى مذبح وذلك لإبعاد ذبح الحيوانات عن العمران وحتى الآن يطلق عليه أهالي المنطقة مذبح الإنجليز.

وفي عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، حيث أزالت منه كل المباني المستحدثة، وذلك بعد أن كانت الحكومة المصرية وافقت على جعل مباني جامعة القاهرة في صحن المسجد، ثم أوقفت لجنة الآثار العربية هذا الإجراء وأزالت كل المباني المستحدثه منه، وفي الستينات صار الجامع عبارة عن ممر مؤدي لحديقة عامة كانت تخدم أهالي المنطقة.

والمسجد ذكره المقريزي، حيث تبلغ مساحته 12 ألف متر، وبقى منه الجدران الخارجية والتي يبلغ ارتفاعها 12 متر، وهي ذات طابع دفاعي حيث أن الظاهر بيبرس أراد أن يخلد انتصاراته على الصليبيين من خلال المسجد فأعطى الجدران شكل المباني الدفاعية، واستقدم الرخام والأخشاب من يافا والتي شهدت انتصاراته على الصليبيين، والباقي من ذلك الجدران الخارجية.

كذلك تبقى من الأجزاء الأصلية الشبابيك ذات الزخارف الجصية، ولا زال الكلام للدكتورة هند منصور- وخصيصًا الشبابيك الأعلى مستوى، وهى ذات زخارف نباتية من الجص بديعة التكوين والأشكال، المداخل التذكارية الثلاثة للمسجد أصلية باقية من تاريخ الإنشاء، وكذلك النصوص الكتابية عليها أصلية بما في ذلك النصوص التأسيسية، وجزء من رواق القبلة أصلي بحوائطه ودعاماته.

وشهد جامع الظاهر بيبرس مشروع ترميم شامل وهو المشروع الذي بدأ عام 2007 بمنحة من دولة كازاخستان قدرها 22 مليون جنيه مصري، ثم توقفت أعمال الترميم عام 2011م، ثم أُعلن استئنافها أمس حيث تستغرق الأعمال 18 شهرًا ةتبلغ إجمالي التكاليف ما يقرب من 120 مليون، واليوم يأتي افتتاح الجامع بعد انتهاء ترميمه تمامًا.