‏بعد انتهاء التمرد.. هل تستمر روسيا في حروبها بالداخل والخارج؟

تقارير وحوارات

مجموعة فاجنر
مجموعة فاجنر

‏وقعت روسيا خلال الأيام القليلة الماضية في حرب داخلية نشبت بين مجموعة فاجنر الروسية وحكومة روسيا بوتين، وبعد تدخل عدد من الجهات الخارجية استطاع رئيس بيلاروسيا إنهاء التمرد الواقع في البلاد لأنه سينتهي بحدوث حرب أهلية ستؤدي بالحكومة الروسية وعلى الجانب الآخر ما زالت روسيا مستمرة في حربها الخارجية مع أوكرانيا.


مجموعة فاجنر في إفريقيا

لم يجد تمرد اليوم الواحد نفعًا في روسيا ولم يضع حدا لإمبراطورية مجموعة فاجنر العسكرية الروسية خارج الحدود الروسية، خاصة في القارة الأفريقية، وبعد يومين من أزمة التمرد، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن مجموعة فاجنر ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، مشددًا على أن تمرد قائدها يفغيني بريغوجين لن يؤثر على علاقات موسكو بحلفائها.


قال لافروف، "إن عناصر فاغنر يعملون هناك بصفة مدربين، بالطبع سيتواصل هذا العمل"، في مقابلة أجرتها معه قناة "آر تي" الروسية.


ويضع الغرب مجموعة فاجنر في منصب أداة للنفوذ الروسي، وهدفها خدمة مصالح موسكو ومنافسة مصالح الأوروبيين، كما أن مجموعة فاجنر متّهمة بارتكاب تجاوزات في مناطق انتشارها وبالاستيلاء على الموارد الطبيعية، وعلى الجانب الآخر، أخذ لافروف أن التمرّد المسلّح لقائد فاجنر ورجاله المنتشرين في أوكرانيا لن يغيّر شيئا في العلاقات بين روسيا وحلفائها.


وأضاف "يتلقى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالات من (شركاء أجانب) عدة.. للتعبير عن تأييدهم له".
وأضاف "مع الشركاء والأصدقاء (لا يغيّر ذلك شيئا)، أما مع (بلدان) أخرى فبصراحة لا أكترث لذلك، العلاقات مع الغرب بمجمله مدمّرة".

‏تمرد مجموعة "فاجنر"


أحدث تمرد مجموعة فاجنر المسلح شرخًا في السلطة الروسية، وانعدام الاستقرار في بلد يمتلك السلاح النووي "ليس بالأمر الجيد"، وترجع الخلافات بين الجانبين إلى وقت سابق، على هامش معركة الاستيلاء على مدينة باخموت الأوكرانية، والتي دارت على مدى الشهور الماضية، حيث كان يرغب في الحصول على إشادة بجهود قواته وتزويدهم بالأسلحة والعتاد، وفي مطلع مايو الماضي، أعلن بريغوجين قائد فاجنر عن استعداده لتسليم المواقع في مدينة باخموت إلى قوات أحمد الشيشانية، وذلك على إثر خلاف مع الدفاع الروسية التي لم تزوده بالأسلحة والذخيرة على حد وصفه، ثم اتهم وحدة عسكرية روسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت، وكرر تعهده بسحب مجموعته من باخموت، إذا لم يقدم الجيش الروسي مزيدًا من الذخيرة.


حرب روسيا وأوكرانيا

‏وكانت قد اندلعت حرب دموية بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير 2022 وأسفرت الحرب عن العديد من الخسائر للطرفين، وتدخلت العديد من الجهات الدولية لحل الأزمة التي أثرت على العالم بأكمله بشكل سلبي وأحدثت أزمة اقتصادية عالمية وقال الرئيس الأوكراني "إن المفاوضات ستكون مقبولة عندما تستعاد الأراضي الأوكرانية بما فيها شبه جزيرة القرم أي بحدود ما قبل 2014"، وتمتلك أوكرانيا المبادرة العسكرية وهي دولة ذات سيادة والتفاوض يجب أن يكون معها وليس مع الدول الغربية.


‏وحتى هذه اللحظة ما زال الغرب يقدم النصائح والمساعدات، ولكن أوكرانيا ليست الطرف الذي يجب أن يتم التفاوض معه.