من رئيس وزراء لسجين في زنزانة.. سجل باكستان الأسود مع الزعماء

عربي ودولي

عمران خان - أرشيفية
عمران خان - أرشيفية

يرتدي العمل السياسي في باكستان ثوبًا بالغ الخطورة؛ فيظل الزعيم يترصده الموت من كل مكان، في حالات التألق، وحتى مع أفول نجمه، فيقبع في زنزانة مظلمة وبها مرحاض مفتوح وسجل أسود من الاغتيالات.

 

عمران خان والانتخابات المقبلة

 

وفي سياق متصل، ذكر عبد الصمد يعقوب المتحدث باسم الإنصاف الباكستاني، أن الحزب سيفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن حبس عمران خان رئيس الوزراء السابق،  من المؤكد أن يزيد تعاطف الناخبين معه بشكل كبير وسيثمر ذلك في العودة مرة أخرى، وقال إن خان بدأ قضاء فترة حبس 3 سنوات،كما قررت لجنة الانتخابات، منعه من ممارسة العمل السياسي لمدة 5 سنوات مقبلة، وذلك حسب سكاي نيوز عربية.

وندد يعقوب بالاحكام الموجه إلى خان، مشيرًا إلى أن بلاده لديها تاريخ قاس مليء بالإيذاء والإقصاء السياسي، وأن عمران خان هو سادس رئيس وزراء يتم حبسه.

ووضع يعقوب عدة سيناريوهات ستعكسها هذه الأحكام لصالح الحزب، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية في وقت لاحق.

وفي مقدمة هذه السيناريوهات، أن حزب الإنصاف من أكثر الأحزاب شعبية في باكستان، لذا في الفائز في الانتخابات، لا سيما أن الأحزاب الحاكمة مرتبكة من شعبية خان، وتحاول جاهدة تأجيل الانتخابات، وأن الحزب لديه بنيه تنظيمية قوية، تستعد للانتخابات، وأنه سوف يحصل على أصوات كثيرة.

 

منع عمران سياسيا

 

وعلى الصعيد نفسه، تمنع القوانين الباكستانية أي شخص تثبت إدانته الترشح لأي منصب عمومي إلا بعد مرور خمس سنوات من صدور قرار الإدانة، كما أرجعت لجنة الانتخابات الباكستانية قرارها بمنع رئيس الوزراء السابق من ممارسة العمل السياسي لخمس سنوات، إلى إدانته قضائيا.

وحكم على خان بالحبس لمدة ثلاث سنوات، بتهمة بيع هدايا منحت للدولة بطريقة غير قانونية بعد أن حصل عليها هو وعائلته خلال فترة ولايته الممتدة من عام 2018 إلى 2022، بينما ينفي خان ارتكابه هذه الجريمة.

 

مسيرة سياسية

 

ولد خان في عام 1952 بمدينة لاهور بإقلسم البنجاب، ودرس في جامعة أكسفورد، واحترف رياضة الكريكت التي تحظى بشعبية كبيرة في باكستان لدرجة أنه توج فيها بالفوز ببطولة العالم، ومن خلال هذه الشعبية استطاع عمران خان تأسيس حزب الإتصاف عام 1996 وتعرض للاعتقال بسبب معارضته للسلطات الباكستانية.

وفي عام 2013 احتل حزبه المركز الثالث بين الأحزاب حصولًا على الأصوات في الانتخابات، وحينها تقدم خان ليتولى منصب الوزارة في عام 2018، وفي تلك الفترة  وقعت خلافات شديدة بينه وبين أحزاب معارضة، انتهت باتفاق المعارضة في البرلمان على عزله، وهو ما تم بالفعل في أبريل 2022.

ومنذ هذه اللحظة، وهو يقود احتجاجات في الشارع؛ رفضا لعزله، ومطالبًا بانتخابات مبكرة على أمل أن تعيده للسلطة، وردًا على ذلك قامت الشرطة الباكستانية التصدي للوضع واستخدام القنابل المسيرة للدموع وخراطيم المياة لتفريق أنصار خان.

 

لعنة رئاسة الوزراء

 

ولم يهدأ الوضع السياسي في باكستان التي تعد أكثر الدول سجلًا في الجريمة السياسية، فإن منصب رئيس الوزراء في باكستان لطالما على موعد مع الاغتيال مبكرًا، فكانت أولى العمليات الغدر هي التي أطاحت "بياقت خان"؛ أول رئيس وزراء لباكستان في تاريخها.

وأصبح لياقت خان رئيسًا للوزراء فور فوز حزبه الرابطة الإسلامية في الانتخابات التشريعية، ورغم جهوده الجبارة لبناء الدولة إلا أن خصومه السياسيين كانوا له بالمرصاد، وفي منتصف أكتوبر عام 1951، كان لياقت علي خان في نشاط حكومي بمدينة روالبندي قرب العاصمة إسلام آباد، وفي تلك الأثناء تقدم إليه قاتل مأجور، وأرداه قتيلا، في حادثة هزت عرش البلاد.

ومن محاولات الاغتيال التي أحدثت ضجة في العقود الأخيرة، الحادث الشهير الذي تعرض له يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء الأسبق،ورغم تضارب الأنباء حول وجوده بالموكب وقتها، إلا أنه كان المستهدف الأول.

ونالت عائلة بوتو النصيب الأعظم من العنف السياسي في باكستان، وذلك بدءًا من إعدام ذو الفقار علي بوتو رئيس الوزراء الأسبق عام 1979، ولحق به نجله مرتضى بوتو عام 1996، ولم تسلم نساء هذه العائلة من سلسلة الاغتيالات أيضا، حيث اغتيلت بنظير بوتو رئيسة الوزراء عام 2007.