بايدن سارق وترامب غارق.. أمريكا تقع في شر أعمالها والدراما تحتل المشهد

عربي ودولي

ترامب وبايدن - أرشيفية
ترامب وبايدن - أرشيفية

تضارب المشهد السياسي في أمريكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقضاياه وبين مؤيديه وشعبيته التي تزداد يومًا بعد الآخر، فإن الرئيس السابق الذي حرض على خروج مظاهرات جماهيرية من أنصاره قائلًا:" لا يمكننا السماح بهذا بعد الآن، أنهم يقتلون الأمة بينما نجلس نحن في الخلف ونتفرج"، ترامب ليس بالرئيس السهل الذي يترك كرسيه بسهولة، لا سيما بعد اتهامه للرئيس جو بايدن بأنه سارق للانتخابات، مشهد معقد ومستقبل ضبابي وسيناريوهات متعددة تحملها الأشهر المقبلة.

قضايا ترامب والانتخابات

وفي السياق ذاته، فإن القضايا والدعاوي ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جعلت لدى مؤيديه الرغبة في دعم مرشحهم إلى النهاية، حتى بات يفكرون أن ما يفعله الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، لعبة من أجل إشغال مرشحهم وعدم تمكينه الوقت حتى يتفرغ للانتخابات الرئاسية.

وزادت هذه القضايا من شعبية ترامب حتى بين صفوف الجمهوريين أنفسهم، ولكن السؤال يطرح نفسه فإن ترامب سلم نفسه يوم الخميس الماضي إلى السلطات في أتلانتا بسبب التهم الجنائية، فكيف لرئيس خلف القضبان يترشح للانتخابات؟.

في حقيقة الأمر لا بد أن نرجع بالذاكرة إلى المرشح الاشتراكي " ليندون لاروش" الذي ترشح للانتخابات عام 1992 وهو مسجونا بتهم الاحتيال والتهريب الضريبي، لذلك فأن من الناحية القانونية يستطيع الشخص الترشيح للانتخابات ولو أدين وأصبح خلف القضبان.

ترامب يحظى بشعبية عارمة والسر في المهدئات

وتعد الانتخابات الأمريكية أمر مهم جدًا، في الوقت الذي يرى فيه ترامب أن القضايا الموجه له تافهة ولا صحة لها من الأساس، وبالرغم من أن ترامب لم يستطيع إقناع  القضاء بأن بايدن سرق الانتخابات، فإن الكثير من مؤيدي ترامب يؤمنون بكلامه، وبات ترامب وقضاياه منذ توليه إلى هذه اللحظة متصدر المشهد السياسي من الناحية الإعلامية.

فمنذ إقصاء ترامب عن الرئاسة وهناك كيمياء بينه وبين مؤيديه احتار فيها العالم، فهذا الشخص يعرف كيف يدخل لعقول الشعوب بالتملق في الحديث عن استياءهم وعن المعاناة والمشاكل التي تملأ حياتهم، والتي لا يملك سوى تقديم المهدئات لها وليس الحلول الكاملة.

دراما تحتل المشهد السياسي في أمريكا

وهناك تضارب شديد حول شخص ترامب هو الأب الروحي الذي يواجه المهاجرين الذين يحاولون سرقة أمريكا من أبناءه، وهو الرجل الأمريكي الذي يرى في المهاجرين لصوصا يقتحمون ثقافة بلاده واقتصادها، وهو من زلزل المتجمع الأمريكي، فهو يحظى برضى كبير من نصف الشعب أو أكثر.

ويكمل ترامب دائرة رضى الشعب عنه بأنه مستعد للاعتقال بكل فخر وعزة من أجل سبل إبقاء الانتخابات الرئاسية نزيهة!! مشهد عنيف وسيناريوهات قادمة فلا بايدن سيصفح عنه إذا أدين ببعض التهم، ولا سجنه أن فاز في الانتخابات يمنعه من إدارة الدولة، ولا المؤسسات الموجودة داخل هذا المجتمع ستكون سعيدة بإدانته، ولا الحزب الجمهوري يدرك المشهد ولا يتصور مستقبله السياسي.

دراما لا تنتهي في حياة الانتخابات الأمريكية، حيث القضاء والنيابة والمجرمون لا يغيبون عن تفاصيل المشهد،  فأصبح حال ترامب كحال من يصارع طواحين الهواء أملًا في هزيمتها، فهو أضحى الحل والمشكلة.