عبدالمجيد حسن يكتب.. السل والملاريا أمراض العصر

مقالات الرأي

عبدالمجيد حسن
عبدالمجيد حسن

تخطى العالم شبح كورونا بنجاح رغم إصابة ووفاة الملايين من أنحاء مختلفة إلا أنه لم يصبح ذعرًا يخشاه الجميع مؤخرًا بعدما لجأت حكومات الدول إلى إنهاء الإغلاق وعدم فرض إجراءات احترازية شديدة منعًا لتناقله.

إلا أن العالم مقبل على أمراض من نوع آخر قد تصبح أكثر خطورة من كورونا نظرًا لعدم توافر علاج لها أو لقاح للقضاء عليها.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه، لا يزال السل أحد أهم الأمراض المعدية القاتلة في العالم، إذ يصاب سنويًا أكثر من 10 ملايين شخص بالمرض، ويفقد أكثر من مليون شخص حياتهم بسبب هذا المرض الذي يمكن الوقاية والشفاء منه، ولا يزال السل المقاوم للأدوية مساهمًا رئيسيًا في مقاومة مضادات الميكروبات، حيث يصاب ما يقرب من نصف مليون شخص بالسل المقاوم للأدوية كل عام.

وسلط الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، الضوء على مرض السل في الأمم المتحدة، مؤكدًا وجود تحديات مستقبلية، على الرغم مما تحقق خلال الفترة بين عامي 2000 و2021، بشفاء 74 مليون حالة، مُعربًا عن قلقه لعدم تسجيل لقاحات مضادة للسل منذ مائة عام

والسل هو مرض تسببه جراثيم تنتقل من شخص لآخر عبر الهواء، ويؤثر عادةً على الرئتين، ولكنه يمكن أن يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ أو الكلى أو العمود الفقري، ويمكن أن يموت الشخص المصاب بالسل إذا لم يحصل على العلاج.

تشمل الأعراض العامة لمرض السل الشعور بالمرض أو الضعف، وفقدان الوزن، والحمى، والتعرق الليلي. تشمل أعراض مرض السل في الرئتين أيضًا السعال وألم الصدر وسعال الدم. تعتمد أعراض مرض السل في أجزاء أخرى من الجسم على المنطقة المصابة.

وتنتشر جراثيم السل في الهواء عندما يسعل الشخص المصاب بمرض السل في الرئتين أو الحلق، أو يعطس، أو يتكلم، أو يغني. ويمكن لهذه الجراثيم البقاء في الهواء لعدة ساعات، حسب البيئة. ومن الممكن أن يصاب الأشخاص الذين يستنشقون الهواء المحتوي على جراثيم السل بالعدوى؛ وهذا ما يسمى عدوى السل الكامنة.

الأشخاص المصابون بعدوى السل لديهم جراثيم السل في أجسامهم، لكنهم ليسوا مرضى لأن الجراثيم غير نشطة، لا يعاني هؤلاء الأشخاص من أعراض مرض السل، ولا يمكنهم نقل الجراثيم إلى الآخرين. ومع ذلك، فقد يصابون بمرض السل في المستقبل، وكثيرًا ما يوصف لهم العلاج لوقايتهم من الإصابة بمرض السل.

يعاني الأشخاص المصابون بمرض السل من جراثيم السل النشطة، مما يعني أنها تتكاثر وتدمر الأنسجة في الجسم. وعادة ما تظهر عليهم أعراض مرض السل والأشخاص المصابون بمرض السل في الرئتين أو الحلق قادرون على نشر الجراثيم للآخرين. توصف لهم أدوية يمكنها علاج المرض

لا يمكن للشخص المصاب بعدوى السل الكامنة أن ينقل الجراثيم إلى أشخاص آخرين. لا تحتاج إلى إجراء اختبار إذا كنت قد قضيت وقتًا مع شخص مصاب بعدوى السل الكامنة. ومع ذلك، إذا قضيت وقتًا مع شخص مصاب بمرض السل أو شخص يعاني من أعراض السل، فيجب عليك إجراء الاختبار

ويمكن علاج مرض السل عن طريق تناول عدة أدوية لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا. من المهم جدًا أن ينهي الأشخاص المصابون بمرض السل تناول الدواء، وأن يتناولوا الأدوية تمامًا كما هو موصوف لهم. إذا توقفوا عن تناول الأدوية في وقت مبكر جدًا، فقد يصابون بالمرض مرة أخرى؛ وإذا لم يتناولوا الأدوية بشكل صحيح، فإن الجراثيم التي لا تزال على قيد الحياة قد تصبح مقاومة لتلك الأدوية. يعتبر علاج السل المقاوم للأدوية أصعب وأكثر تكلفة. في بعض الحالات، يجتمع موظفو إدارة الصحة المحلية بانتظام مع المرضى المصابين بالسل لمراقبتهم وهم يتناولون أدويتهم. وهذا ما يسمى العلاج بالمراقبة المباشرة (DOT). تساعد تقنية DOT المريض على استكمال العلاج في أقل وقت ممكن.

وفي الوقت ذاته حذر الزعماء الأفارقة من أن العالم يواجه "أكبر حالة طوارئ لمكافحة الملاريا" خلال العقدين الماضيين.

وتتحمل إفريقيا العبء الأكبر من حالات الملاريا على مستوى العالم، وتمثل 96% من الوفيات الناجمة عن المرض، وفقا لبيانات عام 2021، وما يقرب من 80% من تلك الوفيات تحدث بين الأطفال دون سن الخامسة.

ومع تضاؤل الاهتمام بالمرض، يقول الخبراء إن التهديدات مثل أزمة المناخ زادت من المشكلة، تخلق درجات الحرارة المرتفعة والأمطار ظروفًا مثالية لتكاثر البعوض.

كما أن تزايد وتيرة الأحداث المناخية الغريبة، مثل الفيضانات والأعاصير، في جميع أنحاء القارة في السنوات الأخيرة يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض.

وشهدت موزمبيق، على سبيل المثال، ارتفاعات حادة في معدلات الإصابة بالملاريا بعد إعصار فريدي في وقت سابق من هذا العام، ومثل هذه الكوارث تجعل من الصعب وصول الأدوية والخدمات إلى المناطق المتضررة.

واجتمع بعض رؤساء الدول والخبراء للدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن الملاريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، قائلين إن التقدم المحرز في القضاء على المرض يواجه انتكاسات خطيرة بسبب مقاومة البعوض المتزايدة للمبيدات الحشرية، وانخفاض فعالية الأدوية المضادة للملاريا. الأدوية والاختبارات التشخيصية.

وبذلك نستنتج أن العالم قد يواجه شبح السل والملاريا خلال العقود المقبلة وهي الأمراض التي قد تكون أكثر فتكًا من فيروس كورونا.