قيادي بحركة المقاومة الشعبية الفلسطينية يكشف لـ"الفجر" كواليس الحرب في غزة (حوار)

عربي ودولي

القصف الإسرائيلي
القصف الإسرائيلي على غزة - أرشيفية

لن نسمح بتهجيرنا من أرضنا كما فعلوا في الماضي أجدادنا 

يتم استهداف قوات الدفاع المدني والإسعاف حتي لا يتم مساعدة أهالي غزة 

الصحفيين هدف لقوات الاحتلال لكي لا يتم نقل الصورة الحقيقية للعالم

أهالي غزة يصنعون الطعام في مبادرات فردية وجماعية للمصابين والمهدوم منازلهم 

نتعامل مع تصريحات نتنياهو على أنه مريض نفسي 

يتم قذف مربعات سكانية كاملة بها المئات من المدنيين
 

ضحايا غزة

 

منذ أكثر من إثني عشر يومًا والعالم يتابع حالة الحرب، التي تزايدت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، حيث كانت البداية في صباح يوم السابع من أكتوبر عندما نجحت حماس بالتسلل إلى غلاف غزة والاشتباك مع القوات الإسرائيلية المنتشرة في عملية أطلقت عليها "طوفان الأقصي"، وكما هو المتوقع جاء الرد عنيفًا من قبل قوات الاحتلال.

 

ولكن ليس هذا هو الأسواء في الحرب الأخيرة المشتعلة بين حماس وقوات الاحتلال في قطاع غزة، حيث اتخذت تلك الجولة طابعًا أكثر عنفًا، خاصة بعدما أمهلت قوات الاحتلال سكان شمال القطاع 24 ساعة لمغادرة منازلهم، ولم تكتف بذلك بل استهدفت بعض السيارات وشاحنات كانت تقلهم وهم في طريقهم نحو الجنوب؛ مما أسفر عن قتل 70 شخص من بينهم نساء وأطفال. 

 

ضحايا القصف في غزة


وفي الوقت ذاته، دعت حركة حماس سكان المناطق الشمالية من عدم مغادرة منازلهم وعدم الوثوق بالوعود الإسرائيلية.

ولنتابع الوضع عن قرب تواصلت "الفجر" مع عبد الله أبو محمود، القيادي بالمقاومة الشعبية الفلسطينية بقطاع غزة، والذي أكد أن القطاع معرض للقصف بعنف في كل لحظة، كما أنه لا يوجد به ملجئ يتم الاحتماء بداخلها وقت القصف.

ورغم القصف والدمار المحيط بالقطاع، ترفض الأهالي الخروج من أرضهم، فهم درع واقي ضد الاحتلال، خاصة وأن جميعهم ينتظروا أن يتم قصف منزلهم أو استشهاد أبنائه.
ويعيش الأهالي الكثير من المشاكل أبرزها أن محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة لم يتم دخول السولار حتى تعمل بشكل طبيعي، فضلًا عن تعطيل الآلات رفع المياه من الآبار الموجودة هناك، قائلا:" حتي الانترنت غير متوافر في كافة المناطق بقطاع غزة، ولكنه موجود بمناطق معينة فقط".

 

الإطعام في غزة
الإطعام في غزة


 وكان نص الحوار كما يلي:

كيف تم إخلاء المنازل بعد تحذيرات قوات الاحتلال بقصف مناطق بقطاع غزة؟

قال "أبو محمود" هناك بعض المواطنين قاموا بالإخلاء المنازل خوفًا علي أطفالهم ونسائهم، ولكن الرجال مازالوا في منازلهم رغم ثقتهم أن الاحتلال ليس له عهد، وبالفعل تم قصف الأهالي النازحين إلي الجنوب وهم في الحافلات؛ مما أسفر عن قتل العشرات من النساء والأطفال، وسط صمت عربي ودولي.
 
ما هي الإجراءات التي يتبعها الأهالي في قطاع غزة لحظة القصف الإسرائيلي الغاشم؟

أوضح أن هناك شنطة ظهر تحتوي علي الهويات والأوراق الرسمية المهمة والأدوية والأغراض الشخصية الثمينة من الذهب والأموال، مشيرًا إلى أن أهل غزة لا يستطيعون حمل مفروشات أو ملابس معهم وقت القصف.
كما يتم الاستعداد من قبل النساء بملابس الصلاة أو ملابس بغطاء رأس حتي تخرج دون أن ينكشف منها شيء.

هل يتم إطلاق صفارات الإنذار قبل القصف الإسرائيلي؟

إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تطبق أي معايير إنسانية، بل إنها تقوم بقصف المدنيين وقوات الإسعاف، وفريق الإنقاذ، حتى لا يتم إنقاذ المصابيين ويتم إبادة الشعب الفلسطيني.
كما يتم استهداف الصحفيين لكي لا يتم نقل الصورة الحقيقية للعالم وكشف جرائم الحرب التي تمارسها قوات الاحتلال على أهالي فلسطيين من نساء وأطفال ورجال مدنيين، مشددًا على أن الدفاع المدني من الإطفاء والهلال الأحمر الخاضعين لحماية دولية، لم يسلموا من القصف، بل يتم قتلهم حتي لا يكون هناك أي مساعدة تقدم لأهالي غزة.


ماذا حدث في منطقة تل الهوى؟

أمس القريب استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي المنطقة تل الهوي بالكامل، الأمر الذي أدي لاستشهاد أسر بالكامل، من بينهم أسرة خالد الأسبط، الناطق الإعلامي بإسم المقاومة الشعبية، والذي استشهد هو زوجته وأبنائه الثلاثة، ولكن هذه هي سياسة إسرائيل باستهداف النساء والأطفال والمدنين العزل.

ورغم القصف العنيف الذي شهدته تل الهوى، ألا أن أهالي المنطقة يرفضون النزوح أو الخروج من منازلهم والتمسك بحقهم في وطنهم.

 

كيف تري تحذيرات إسرائيل بالإخلاء والتهجير إلي الجنوب؟

إن اقتراحات النزوح وإخلاء المناطق أمر خارج النقاش فهذا أمر مستحيل، فالشعب الفلسطيني باقي في وطنة حتي الموت، فتم تهجيرنا مرة في الماضي، قام به أجدادنا في عام 48 حينما قاموا بإخلاء منازلهم ولن نكرر هذا الخطاء مرة أخري، فنحن قرارنا إما النصر أو الشهادة”.

“وقت دخول عناصر حماس إلي غزة لم يتم الإعتداء على المدنيين ولا على النساء والأطفال بل تم التعامل مع العسكريين والجنود، حتي الأسري كانوا من المجندين والعسكريين”.
 
كيف تري قصف معبر رفح ومنع دخول الإمدادات لأهالي غزة؟


هذا أمر طبيعي، في محاولة لإخفاء فشل الجيش الذي لا يقهر، والذي يعتمد علي المرتزقة فهم ليسوا أصحاب أرض ولكنهم من جنسيات مختلفة، مشيرا إلي أن قوات حركة حماس رغم قلة الأسلحة والإمكانيات الإ أنهم أستطاعوا أن يلحقوا الهزيمة بقوات الإحتلال، لاننا من حقنا ان نحمي وطننا ضد العدوان ونحرره من الإحتلال. 
 


ماذا يحدث في حالة عدم السماح بدخول الإمتداد المصرية من معبر رفح؟


قطاع غزة تتعرض للحصار منذ 17 عام، ولا يوجد إلا محطة كهرباء واحدة وعدم وجود سولار يعني أن هناك إنقطاع للكهرباء، ولا إمكانيات للمستشفيات فالمعدات والإمكانيات لا تسطتيع تقديم مساعدات بشكل كبير للمصاببين، فقطاع غزة يحتاج إلى الكهرباء والمياة والأدوات الطبية. 
 


كيف تري التحرك العربي لحل الأزمة الراهنة وتقديم المساعدات ؟

هناك تفريق من أهالي فلسطين بين الشعوب والحكام، فالشعوب هم أشقاء يحملون هم القضية الفلسطينية، ولكن الحكام فقد تم غسل أيدينا منهم … فنحن الأن يتم قصفنا بطائرات وأسلحة أمريكية تدعم الكيان المحتل بداخلها بترول عربي، فالحكام العرب يحافظون علي علاقاتهم بأمريكا ويخافون علي مصالحهم السياسية معها دون النظر أو الخوف علي أهالي غزة، ولا يمد أي حاكم عربي شعب غزة بالأسلحة خوفا من أمريكا. 
 


ما تعليقك على تصريحات رئيس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلي حول منع وصول الامدادات ؟


إننا لا ناخذ تصريحات العدو علي محمل الجد وليس له اي اعتبار فهو ليس له كلمة، وبالنسبة لتصريحان رئيس الوزراء فنحن نتعامل معه علي إنه مريض نفسي فهو يعلن حالة الحرب فأين التكافوه في الحرب نحن يتم قصفنا بأحدث الأسلحة، قوات الإحتلال تعمل على إبادة الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، وتمارس جرائم حرب ولايوجد تدخل عربي أو دولي لحماية أهالي غزة من تلك الجرائم.
مستطردا أنه حتي المباني التابعة للولايات المتحدة يتم قصفها لان بها المئات من أهالي غزة، فتلك المباني لم تعد أمان ولا وجود للأمان باي مكان داخل حدود قطاع غزة.
 


ماذا عن القصف من قبل قوات الإحتلال بهدف القضاء على قوات حركة حماس داخل قطاع غزة ؟


لا وجود لقوات من حركة حماس داخل قطاع غزة فهم يقولوا بأن قوات حماس تختبئ داخل أنفاق وهذا غير صحيح لو كان كلامهم صحيح كان تم إعتقال القوات ولكن الهدف هو أن يمنعوا قوات حماس من إستكمال مقاومتها وأن تصدر للعالم أن حركة حماس هي السبب في إبادة شعب غزة، ولكن هذا الأمر غير صحيح ولن يستطيعوا أن يصلوا بغزة للهاوية فغزة في درع واقي بأهلها وشعبها.

 

وأختتم "أبو محمود" حواره مع "الفجر" قائلا:" إنه رغم الوجع والألم والمصابب الجلل الا ان شعب غزة حاضنن لبعضة البعض ويقوم بعمل مبادرات فردية وجماعية لتحضير وجبات غذائية لكل من تقطعت بهم السبل إثر العدوان اللإسرائيلي على القطاع، فأهالي غزة لم ولن يسقطوا.