ننشر نص كلمة السفير حسام زكي  الخاص بآخر تطورات الأوضاع في غزة

عربي ودولي

بوابة الفجر

ننشر نص كلمة السفير حسام زكي 
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية فـي المؤتمر الإنساني الدولي من أجل السكان المدنيين في غزة. 


وكان نص البيان كما يلي: 

  
السيدات والسادة، 
إن التدهور الكبير الذي شهده الوضع الإنساني منذ اجتماع الشهر الماضي، والتزايد المطرد في أعداد الشهداء، وتفاقم الوضع الغذائي وصولًا إلى حالات تقترب من المجاعة.. وانهيار الوضع الصحي بشكل كامل تقريبًا وانتشار الأمراض على نحوٍ وبائي يُشير بوضوح إلى أن الجهود الإنسانية والإغاثية لا يُمكن لها أن تُحدث أثرًا ملموسًا، أو أن تغير في صورة الوضع الإنساني، من دون وقفٍ كامل وشامل لإطلاق النار. 
الجامعة العربية ترى أن كل خطوة لإنقاذ السكان المدنيين والتخفيف من معاناتهم في غزة هي جديرة بالترحيب. إلا أن العهود التي تقطعها الدول لا تحمي المدنيين من ويلات القصف والتهجير القسري والموت جوعًا أو مرضًا. تلك هي الحقيقة التي تتجدد كل يوم أمام أعيننا على نحو فاضح ومؤلم.. فاضح لمواقف المُجتمع الدولي الذي مازال عاجزًا -وبسبب عدم وضوح مواقف دول غربية هامة- عن استجماع إرادته لوقف المذبحة فورًا، ومؤلم لكل أصحاب الضمائر في العالم الذين يُتابعون ارتحال نساء غزة وأطفالها من شمالها إلى جنوبها، هربًا من ضربات عشوائية لا تُميز بين طفل ومقاتل، ولا ترحم شيخًا أو مريضًا. اليوم.. لا مكان يذهب إليه مئات الآلاف الذين تنقل بعضهم بين أكثر من ملاذ آمن عبر الشهرين الماضيين، بعد أن اتضح بجلاء أن لا مكانَ آمنًا في غزة، لا في الشمال ولا الجنوب.. لا في مدارس الأونروا ولا في المستشفيات. كل إنسان في غزة هو هدف محتمل ومُستباح للقتل في أي وقت، وأي مكان. 
إن التعهدات الإنسانية والالتزامات بتقديم المساعدات ستظل محدودة الأثر في إنقاذ السكان ما دام استمرت آلة الحرب. أما إحكام الحصار والتحكم في كميات المساعدات التي تدخل القطاع ونوعيتها من قبل جيش الاحتلال، فهو في حقيقة الأمر حكمٌ مؤجل بالإعدام على مئات الآلاف الذين لا تصلهم الإغاثة في الوقت المناسب. إن فتح ممرات إنسانية مستدامة، عبر آلية فعّالة وناجزة، يظل أولوية مُلحة، ربما بما يفوق حجم المساعدات التي يتم حشدها أو التعهدات التي يتم الالتزام بها. وأخيرًا، تظل الأولوية المُطلقة هي وقف هذه الحرب التي تجاوزت كل حدود الإجرام، وقوضت الثقة في منظومة القانون الدولي الإنساني. 
إننا نتطلع لرسالة، واضحة وحاسمة وموحدة، تخرج عن هذا المؤتمر تدعو إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار. 
شكرًا لكم،