سعد نبيل يكتب: مصطفى كامل.. حظ أم فهلوة؟!

الفجر الفني

سعد نبيل
سعد نبيل

  لاشك في أن الفنان مصطفى كامل، يحمل تاريخًا فنيًا من تأليف وكتابة الأغاني، وساهم في وقت من الأوقات في نجاح وظهور عدد كبير من الفنانين السوبرستار في وقتنا الحالي، فضلا عن الأغاني الوطنية التي تركت أثرا في وجدان الشعب المصري، ولكن ظل لسنوات كثيرة وبالتحديد بعد أن خسر معركته أمام أمير الغناء العربي هاني شاكر، في تولي منصب نقيب المهن الموسيقية منذ سنوات، ولم يحيي حفلات كثيرة وعدد الأغاني التي طرحها تعد على الأصابع. 

 

لعب الحظ والنصيب دورا في يوم وليلة، مع الفنان مصطفى كامل، وذلك بعد الأزمة الكبيرة والشهيرة بين مجلس النقابة، وشعبة عازفي الإيقاع، والتي أثارت الجدل الواسع داخل الساحة الفنية بالكامل، ونتج عنها استقاله أمير الغناء العربي هاني شاكر، لعقد بعدها انتخابات عاجلة على مقعد النقيب، ليتقدم وقتها الفنان مصطفى كامل للانتخابات وفاز بيها، لتبدء معركة آخرى في حياة ومسيره "كامل".

 

على الفور أعلن النقيب مصطفى كامل الحرب، ودشن حملة بعنوان "تطهير النقابة من الفساد والفاسدين"، واصدر قرار في أول اجتماع مجلس نقابة، بوقف عدد من أعضاء المجلس السابق والتحقيق معهم بتهمه التربح والكسب غير المشروع من أموال النقابة والتي تعد حق كل موسيقي وعازف ينتمى إلى هذه النقابة. 

 

 وعلى مدار عام كامل، سعى النقيب الحالي في رفع شأن الموسيقي والفنان واصحاب المعاشات، وذلك من خلال رفع قيمة المعاشات وزياده وصلت لـ30%، بالاضافة إلى تجديد مقر النقابة واعادة هيكلة المقر، وحل بعض الازمات والمشاكل التي كانت تشهدها النقابة وابرزها ملف شعبة المهرجانات والرابر.  

 

إلى هنا يظهر مصطفى كامل، كطوق نجاة لكل عازف وموسيقي هدر حقه المادي والمعنوي، ودرع وسيف للنقابة تتصدى للفساد والفاسدين، على حد قول النقيب في العديد من لقاءاته الصحفية والإعلامية، فضلا عن أنه اقسم وتعهد أمام الجميع على عدم التربح الغير شرعي، ودخول أموال تخص النقابة والعمل على تطهرها من كل فاسد تسول له نفسه من داخل مجلس المهن الموسيقية، بستغلال منصبه في التربح أو الرشوه أو غيرها من صور الفساد الإداري والفني. 

 

سرعان ما شهدت الساحة الغنائية تحولا كبيرًا وملحوظًا، في مسار مصطفى كامل العملي، والفني بعد توليه لهذا المنصب النقابي، حيث أن التحول كان واضحًا في ظهور "النقيب"، بشكل متكرر في الحفلات والبرامج التلفزيونية، وهو ما أثار الجدل بين المتابعين والنقاد، سُئل الجمهور عن طبيعة هذا التحول، وهل هو مجرد تطوير فني أم استفادة من المنصب الذي شغله. 

 

التساؤلات تتعلق بالبدايات المتواضعة لمصطفى كامل، وكيف كان يغيب عن الأضواء قبل توليه رئاسة النقابة، هل كان هناك تحول فعلي في مهاراته الفنية، أم أن المنصب النقابي أعاد إحياءه في الساحة الفنية، وأصبحت مشاركته في الحفلات الكبيرة شيئ إجباري على البعض، أم على سبيل المجاملات؟!

 

  الجدل يتسارع حول مشاركته في حفل مخصص للفنانين من جيل التسعينات، والتي لولا المنصب الذي يحمل حقيبته، ما كان أصبح مشاركًا، فهل كانت مشاركته استعراضًا فنيًا أم تحركًا استراتيجيًا لتسليط الضوء عليه وعلى النقابة، بالاخص أنه قدم أعمالًا ليس من غنائه في الأساس، ومردود الفعل على أداءه لم يكن مرضي له، ومن أبرز رد فعل هو الدكتور مدحت العدل الذي نشر عبر حساباته الرسمية متسائلًا: "هل كانت مشاركة مصطفى كامل في الحفل لأنه ينتمي جيل التسعينات أم لأنه نقيبا للموسيقيين؟!".  

 

في النهاية، هل ينطبق عليه المثال الشهير "ودنك منين يا جحا؟"، لإنه سيظل محط جدل، بسبب طريقته في التعامل وادارة النقابة ووهو اسلوب “الحظ والفهلوة”، لذلك يحتاج إلى توضيحات دقيقة لكيفية مشاركته واحياء هذا الكم من الحفلات في وقت قصير، وهو في الماضي لم يحظي بربع تلك المشاركات؟