على الرغم من تطوره يمكن إسقاطه بسهولة

منطاد سكاي ديو في سماء لبنان لماذا تصر إسرائيل على مساس السيادة الإقليمية؟

عربي ودولي

بوابة الفجر

لا تهدأ إسرائيل، ودوما ما تصر على اصطناع المشاكل، بالرغم مما يحدث، وعلى الرغم من انشغالها في السعي نح انجتياح غزة، ومع ذلك فإن الإصرار على خرق الاتفاقيات والمساس بالسيادة الإقليمية، بدافع حماية نفسها تحاول فرضه كأمر واقع، لا سيما بعمليات التجسس.

 هذا النوع من المناطيد لا سيما منطاد سكاي ديو يُستخدم لأغراض عسكرية، حيث يشارك في مهمات تجسس ودفاعية

كشف العميد المتقاعد هشام جابر، الخبير الإستراتيجي والعسكري، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، عن أن المنطاد الإسرائيلي "سكاي ديو"، الذي أُطلق فوق جنوب لبنان مؤخرًا، دخل الخدمة فور إطلاقه في السابع من يناير. 

أكد  هشام جابر في تصريحات إعلامية، أن هذا النوع من المناطيد لا سيما منطاد سكاي ديو يُستخدم لأغراض عسكرية، حيث يشارك في مهمات تجسس ودفاعية، مع التركيز على مراقبة وجمع المعلومات.

تتابع بوابة الفجر كل جديد حول الإجراءات والسلوكيات التي يقوم بها الكيان العدو في كل المجالات العسكرية والإقليمية لا سيما مجالات التجسس ومنها إطلاق منطاد سكاي ديو فوق جنوب لبنان.

ماذا لدينا عن منطاد التجسس سكاي ديو؟

تم تطوير المنطاد "سكاي ديو" بواسطة الصناعات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع شركة تيكوم الأميركية المتخصصة في تصنيع المناطيد، وتم تسليمه إلى القوات الجوية الإسرائيلية في عام 2022، وذلك حسبما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

يتولى المنطاد مهمة اكتشاف الطائرات المسيرة والصواريخ الكروز، التي قد تنطلق من إيران أو سوريا، ويستهدف أيضًا أهدافًا صغيرة صعبة الاكتشاف. يأتي إطلاق هذا المنطاد في سياق تصاعد الأوضاع العسكرية على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث تستمر التوترات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله لأكثر من ثلاثة أشهر.

وأضاف جابر: "حاليًا، يقوم المنطاد بمهام تجسس في المنطقة، بعد تدمير حزب الله لكاميرات التجسس التي نصبتها إسرائيل، خاصة في القطاع الشرقي والمنطقة المتاخمة لـ مزارع شبعا المحتلة، والرادار في جبل الجرمق الاستراتيجي".

يمكن إسقاطه بسهولة 

أشار العميد المتقاعد هشام جابر إلى أن إسرائيل اختارت استخدام المنطاد "سكاي ديو" بعد العملية، وكشف وظائفه المتقدمة في المراقبة والتصوير، حيث يُرسل الصور مباشرة إلى غرفة عمليات الجيش. يتميز المنطاد بقدرته على المراقبة والتقاط الصور في نطاق يصل إلى 50 كيلومترًا، مما يتيح له تغطية مستمرة من الناقورة إلى صيدا جنوبي بيروت.

وفي حال تحركه فوق البحر المتوسط نحو صيدا، يتيح له القدرة على المراقبة حتى بيروت وفي العمق اللبناني. وأكد جابر أن كلما انخفض ارتفاعه، زادت دقة الصور التي يلتقطها المنطاد، مشيرًا إلى أنه على الرغم من تطور التكنولوجيا، يمكن إسقاطه بسهولة في حال كان على ارتفاع منخفض.

خرق للبروتوكولات ومساس بالسيادة الإقليمية

حسب رئيس مؤسسة "جاستسيا" الحقوقية، عميد الجامعة الدولية للأعمال بول مرقص، يُفسر البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف المادة 46 في إطار القانون الدولي العرفي والقانون الإنساني، التجسس خلال نزاع دولي مسلح كجمع المعلومات سرًا أو بناءً على ادعاءات كاذبة. وهذا ينطبق بوضوح على المنطاد الإسرائيلي.

وأشار مرقص إلى توجيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتعريف التجسس على أنه يشمل جمع أو محاولة جمع المعلومات في الأراضي المحتلة من قبل طرف عدو، باستخدام ادعاءات كاذبة أو بطريقة سرية ومتعمدة.

وتابع في تصريحات صحفية: "يمس التجسس بمبدأ السيادة وقاعدة عدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي فهو مخالف للقانون الدولي".

ورأى أن "سيادة الدولة تمتد أيضا إلى البحار الإقليمية وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وإلى الأجواء الوطنية وفقا لاتفاقية الطيران المدني الدولي (اتفاقية شيكاغو)".

كانت المقاومة الإسلامية في لبنان استطاعت استهداف قاعدة "ميرون" الأكثر تجهيزًا وحماية، لذلك فإن استهداف منطاد عملية أسهل. يتسم المنطاد بحجمه الضخم، ورغم عدم الكشف الأبعاد الدقيقة، وذلك فإن فكرة استبدال المنطاد بالقواعد العسكرية، ربما لن يكون أمرًا فعَّالًا. كما أن المناطيد السابقة التي صنعتها "إلتا" كان طولها يتجاوز 55 مترًا. يمكن أن يؤدي حجم المنطاد الكبير إلى جعله مرئيًا بشكل كبير، وقد يكون هذا الأمر مسألة حساسة في بعض الظروف العسكرية.