مسجد الحسن بن صالح في المنيا.. مكان مقدس وتاريخ غني بالتضحيات (صور)

محافظات

مسجد الحسن بن صالح
مسجد الحسن بن صالح بالمنيا، الفجر

في قلب مدينة البهنسا، وعلى بُعد نحو 18 كيلومترًا من مركز بني مزار، تتواجد الأرض المقدسة المعروفة بالبهنسا، وتعتبر هذه الأرض مكانًا مقدسًا يحتضن العديد من قبور الصحابة والتابعين لرسول الله، حيث تم دفن نحو 5 آلاف صحابي وتابعين وأتباع التابعين في هذه الأرض المباركة، ومن بين معالمها المهمة يأتي مسجد الحسن بن صالح، الذي يُعتبر أقدم من مسجد الأزهر.

مسجد الحسن بن صالح في المنيا

عندما تصل إلى أرض البهنسا المقدسة، التي يطلق عليها أيضًا "البقيع الثاني"، ستجد نفسك أمام مئات الزوار الذين يتوافدون من جميع أنحاء المحافظة لزيارتها، وفقد أصبحت هذه الأرض محطة للتأمل والزيارة للعديد من الأهالي والمؤمنين.

تاريخ مسجد الحسن بن صالح بالمنيا

ينتمي مسجد سيدي الحسن بن صالح بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب إلى التراث الإسلامي والقبطي الذي يُشرف عليه وزارة الآثار، وتأسس المسجد في العام 332 هجريًا وتم تجديده في العصر الفاطمي.

معلم مسجد الحسن بن صالح في محافظة المنيا

يتألف المسجد من صحن مكشوف في الوسط ورواقين، ويتميز بوجود أكثر من 42 عمودًا مزينًا بنقوش وكتابات قديمة، كما يحتوي على أطلال ساقية ماء استُخدمت للوضوء، حيث تم رفع المياه من قناة تحت المسجد والمتصلة بالبحر اليوسفي، وتتميز مأذنته بارتفاعها وجمال النقوش المزينة على شُرفاتها.

بالقرب من مسجد سيدي الحسن بن صالح، تحيط به العديد من المقابر والأضرحة التي تضم أجساد أصحاب رسول الله الذين شاركوا في غزوة بدر الكبرى.

تشهد الأرض المقدسة هذه تضحيات عظيمة، حيث استشهد أكثر من 400 من الصحابة والأمراء خلال الفتح الإسلامي لمدينة البهنسا،ومن بين الشهداء البارزين علي وجعفر بن عقيل بن أبي طالب والحسن بن صالح بن الحسين بن علي بن أبي طالب وزياد بن سفيان بالحارث بن عبد المطلب ومحمد بن عقبة بن سعيد بن القاسم.

يعد مسجد الحسن بن صالح والمنطقة المحيطة به منطقة ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث يتجاوز تاريخها العهد الفاطمي ويمتد إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

وفي عام 21 هـ، أرسل عمر بن الخطاب القائد العسكري عمرو بن العاص مع 8000 مقاتل للدفاع عن البهنسا. وفي هذه الغزوة، استشهد العديد من المقاتلين، بما في ذلك علي وجعفر بن عقيل بن أبي طالب والحسن بن صالح بن الحسين بن علي بن أبي طالب وزياد بن سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ومحمد بن عقبة بن سعيد بن القاسم.

تعتبر أرض البهنسا المقدسة ومسجد الحسن بن صالح مكانًا يستحضر فيه المؤمنون تاريخهم وتراثهم، ويأتون لهذا المكان للتأمل والزيارة والصلاة.