مى سمير تكتب : المجد للمتمردات والمبدعات

مقالات الرأي



كعادتها السنوية نشرت مجلة أربيان بيزنس قائمة أقوى 100 امرأة عربية، وحصدت وزيرة التعاون والإنماء الدوليين فى الإمارات العربية الشيخة لبنى القاسمى لقب أقوى امرأة عربية عام 2014 وجاءت فى المركز الثانى المخرجة السعودية هيفاء المنصور، بينما احتلت وزيرة الدولة الإماراتية ريم الهاشمى المركز الثالث.

لكن ماذا عن تواجد المرأة المصرية فى هذه القائمة العربية، هناك سبع سيدات مصريات نجحن فى دخول القائمة الشرفية للنساء العربيات، انحازت قائمة فوربس العربية للنساء المتمردات اللاتى رفعن شعار التمرد، قد يكون التمرد إعلاميا أو اجتماعيا أو سياسيا ولكن فى النهاية كل من انضممن لنادى أقوى مائة امرأة قالت لا بشكل ما، واحتفظت الفنانة يسرا بموقعها المتميز فى القائمة، فقد قالت بطريقتها وأعمالها لا للإقصاء ولهيمنة الرجال على الفن، وكسرت القاعدة الذهبية أن عمر الفنانة فى الفن قصير، وأن نجاحها فى الفن هو مجرد نص ساعة من الشباب.

أول مصرية فى القائمة هى السيدة ميرفت التلاوى التى احتلت المرتبة الخامسة عشرة، ووصفتها المجلة بأنها واحدة من أكثر الشخصيات النسائية فى مصر تميزا، فهى الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، كما شغلت أيضا منصب نائب مدير معهد الأمم المتحدة الدولى للبحث والتدريب من أجل النهوض بالمرأة، كما شغلت منصب وزيرة التأمين والشئون الاجتماعية، وعملت كسفيرة فى اليابان والنمسا، وفى الآونة الأخيرة تم انتخاب التلاوى رئيسًا للمجلس القومى للمرأة المصرية وكانت عضوًا فى لجنة الخمسين التى تولت مهمة تعديل الدستور المصرى، ورغم ما حققته ميرفت التلاوى فى الماضى وأهلها لدخول نادى نساء فوربس، فإن ميرفت التلاوى تخطط الآن إلى تحقيق إنجاز مهم للمرأة، فمن خلال المجلس القومى للمرأة تسعى التلاوى إلى حصول المرأة على أكبر نسبة تمثيل نسائى فى البرلمان المصرى.

السيدة المصرية الثانية فى القائمة هى القاضية تهانى الجبالى التى احتلت المرتبة الثالثة والعشرين، وبحسب المجلة فإن السيدة تهانى الجبالى دخلت التاريخ عندما تم تعيينها فى عام 2003 كأول قاضية مصرية، وكانت أيضا أول امرأة يتم انتخابها فى المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، ولدت السيدة تهانى الجبالى فى عام 1951، وحصلت على شهادة الحقوق من جامعة القاهرة عام 1973، وهى إحدى أهم المدافعات عن حقوق المرأة وحرية التعبير، وقد تم تعيينها مؤخرا فى منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، المثير أن المجلة لم تذكر أن تهانى الجبالى دخلت التاريخ من باب جديد، فهى أول امرأة يفصل على مقاسها مادة فى دستور الإخوان، فبعد مواقفها المعارضة للإخوان، كان الحل الوحيد أمامهم تخفيض عدد قضاة المحكمة الدستورية حتى تفقد تهانى منصبها ،وبالفعل خرجت تهانى من المحكمة الدستورية ولكنها لم ولن تخرج من العمل العام أو النضال، فقد فهمت تهانى ما عجز رجال الإخوان عن فهمه، فالمناصب زائلة، وأكبر دليل أن مرسى وإخوانه فقدوا كل مناصبهم بعد أقل من سنة من إقرار الدستور الذى أخرج تهانى من منصبها.

بعد السيدة تهانى الجبالى احتفظت الكاتبة المصرية الدكتورة نوال السعداوى بتواجدها فى القائمة وحلت هذا العام فى المرتبة السادسة والعشرين، ووصفتها المجلة بأنها أمضت حياتها فى مناصرة حقوق المرأة وقد دفعت ثمن دفاعها عما تؤمن به، حيث أقيلت من منصبها فى وزارة الصحة بعد نشرها لكتاب يهاجم ختان الإناث، وتعرضت للسجن فى عهد الرئيس الراحل السادات بعد أن ساعدت فى إصدار مجلة نسائية، وهى أيضا مؤسس ورئيس جمعية تضامن المرأة العربية والمؤسس المشارك للجمعية العربية لحقوق الإنسان، إلى جانب أنشطتها المتعددة حصلت الدكتورة نوال على درجات فخرية من مختلف أنحاء العالم على عملها كطبيبة، فى الحقيقة فإن نوال السعداوى ظلت خارج بيت طاعة كل الأنظمة، فلايوجد نظام أو حتى ثورة قادرة على استيعاب نوال السعداوى.

وتعد يسرا هى أول ممثلة فى القائمة، والرابعة فى ترتيب المصريات حيث أتت فى المرتبة التاسعة والعشرين، وصفتها المجلة بأنها واحدة من نجوم الترفيه فى العالم العربى، استعرضت المجلة مشوارها الفنى، واعتبرت تعاونها مع الفنان عادل إمام والمخرج يوسف شاهين من أهم المحطات البارزة فى عملها الفنى، كما وصفت المجلة يسرا بالمغنية المعروفة، على الرغم أنها لم تقدم سوى عدد محدود من الأغانى، كما أشارت المجلة إلى عملها كسفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة.

المصرية الخامسة فى القائمة هى الإعلامية لميس الحديدى التى احتلت المرتبة الواحدة والثلاثين، بحسب المجلة فإن لميس الحديدى وزوجها عمرو أديب يشكلان معا الثنائى الإعلامى الأكثر أهمية فى مصر، ووصفتها المجلة بأنها تتمتع بأسلوب يجمع بين الشجاعة والصراحة فى إدارة الحوارات، وقد تم رفع دعوى ضدها بتهمة التحريض على الفوضى وتهديد الأمن الوطنى، وإلى جانب عملها التليفزيونى هى أيضا الرئيس التنفيذى لصحيفة العالم اليوم أول صحيفة اقتصادية مستقلة فى مصر، كما عملت لميس الحديدى كمراسل للشئون الاقتصادية بالقاهرة لمحطة الجزيرة بين عامى 1996 و2004، وقبل أيام من إعلان القائمة كانت مؤسسة الإعلامية مى شرياق قد اختارت لميس ضمن ابرز الإعلاميات العرب اللاتى رفعن راية العصيان، فبسبب مواقفها من حكم الإخوان تعرضت لميس إلى تهديدات بالقتل.

ويلى لميس الحديدى اسم صاعد فى عالم الإعلام المصرى وهى الصحفية المستقلة حنان سليمان التى أسست مؤسسة المندرة الإعلامية والمعنية بإنشاء المواقع الالكترونية والمنابر الإعلامية فى المجتمعات المحرومة فى الريف المصرى، بدأ مشروع المندرة فى عام 2012، وكان أول مشروع للمندرة هو تدريب 90 صحفيًا فى صعيد مصر والسماح لهم بالمساهمة فى بوابة محلية تغطى 11 منطقة بالصعيد، وتسعى مؤسسة المندرة إلى بناء نموذج رائد فى مجال الصحافة المحلية المستقلة وغير الربحية.

وفى المرتبة الستين، أتت المذيعة المصرية هدى قطب التى تعد واحدة من أبرز الوجوه الإعلامية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عملت فى عدد من المحطات الأمريكية إلى أن التحقت فى عام 1998 فى العمل بمحطة إن بى سى، ومنذ عام 2007 تشارك فى تقديم البرنامج النهارى الرئيسى للمحطة «اليوم»، كما تعد هدى قطب إحدى أبرز الناشطات فى مكافحة مرض سرطان الثدى الذى هاجمها منذ ست سنوات ونجحت فى الشفاء منه.

قائمة نساء فوربس هذا العام احتفت لأول مرة بمهندسة مصرية ففى السنوات السابقة غلب على المصريات فى القائمة الفن والأدب والإعلام، وفى المرتبة السادسة والستين أتت المهندسة المصرية الدكتورة غادة عامر والتى تحتل منصب نائب الرئيس التنفيذى للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا وهى منظمة غير حكومية وغير ربحية مقرها الشارقة فى الإمارات وتهدف إلى تشجيع الاستثمار فى العلوم إقليميا وعالميا، وقد شغلت الدكتورة غادة عامر من قبل منصب رئيس قسم الهندسة الكهربائية فى المعهد العالى للتكنولوجيا بجامعة بنها، كما أسست شركة للأبحاث فى مصر.

فى المرتبة الثامنة والستين أتت الكاتبة المصرية منى الطحاوى إحدى أبرز الناشطات فى مجال حقوق المرأة سواء من خلال مقالاتها وكتاباتها المتعددة أو من خلال المقابلات والحوارات التى تجريها، فى عام 2012، منحت مدرسة ميسورى للصحافة وسام الشرف على إنجازاتها الصحفية ، واختارتها دورية كولومبيا للصحافة ضمن أهم 20 امرأة فى عالم الإعلام والصحافة.

احتلت المصرية داليا مجاهد المرتبة التسعين، وهى أول سيدة مسلمة محجبة تعين فى البيت الأبيض كمستشارة للرئيس أوباما لشئون الأديان عام 2009، وقد تركت داليا عملها فى البيت الأبيض وهى حاليا تدير شركتها الخاصة.

وفى المرتبة الرابعة والتسعين جاءت السيدة أنيسة حسونة المدير التنفيذى لمؤسسة مجدى يعقوب، وهى أيضا محاضر فى المعهد الدبلوماسى والمعهد المصرفى فى القاهرة، بدأت حياتها المهنية كدبلوماسية فى وزارة الخارجية المصرية، ثم عملت فى مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وجامعة الدول العربية، ثم فى بنك مصر إيران فى منصب المدير العام المساعد، وأخيرا شغلت منصب المدير العام لمنتدى مصر الاقتصادى الدولى، كما تشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ولكن أنيسة قررت التفرغ بشكل كبير لمؤسسة مجدى يعقوب بأسوان وهى مؤسسة تلعب التبرعات والدعم المدنى الدور الرئيسى فى تمويل عمليات القلب لأطفال مصر.

وفى النهاية حل بالقائمة اسم اعتاد التواجد فى هذه القائمة وهو اسم سيدة الأعمال المصرية سحر السلاب التى احتلت المرتبة السابعة والتسعين، ووصفتها المجلة بأنها تقريبا سيدة الأعمال المصرية الأولى، فى الفترة من 1981 إلى 2008، شغلت سحر السلاب منصب نائب رئيس مجلس والعضو المنتدب للبنك التجارى الدولى سى أى بى والذى يعد أكبر بنوك القطاع الخاص فى مصر، كما خدمت فى الحكومة المصرية كنائب لوزير التجارة حتى مارس 2010، هذا إلى جانب عملها فى شركة أسرتها التى تعمل فى مجال الحلول التكنولوجية والهندسة.