بالصور ..."الفجر " تعايش زوار المقابر في ثاني أيام عيد الأضحى



رحاب جمعه

شيوخ المقابر : الرحمة للجميع .. ولن نحصل على أجر مقابل تلاوة القرآن

زوار المقابر : أرواح الموتى تكون في انتظارنا .. والزيارة استكمال لصلة الرحم

رئيس لجنة الفتوى السابق : الميت ينتظر الصدقة والدعوة ..ويجوز توزيع الرحمة في القبور

مع الساعات الأولى لليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك رصدت كاميرا الفجر زيارات الأسر المصرية للقبور، وفي شرح صورة للمشهد، رأينا الكثير من الأسر الذين يحرصون على زيارة أقاربهم الموتى لمعايدتهم، وكل أسرة يكون معها أطعمة من الفواكه والأرغفة ويقوموا بتوزيعهم مع بعض الأموال كرحمة على روح الأموات من ذويهم، كما يقوموا باستئجار الشيوخ لقراءة قصار الصور على روح الأموات ايضا مقابل الأطعمة والأموال .

وبسؤالنا عن ما وراء تلك الزيارات قالت صفية عبد النعيم إنها تأتي لزيارة أبيها المتوفي في الأعياد والمواسم، مشيرة إلى أنه توفي منذ عامين قامت بزيارته خلالهم عدة مرات خلال الأعياد وفي المواسم مثلا في الأربعين أي بعد مرور أربعين يوم من وفاته، وفي السنوية أي بعد مرور سنة على موته، وهكذا في أول عام أما بعد العام الأول تكون الزيارة في الأعياد وفي الذكرى السنوية فقط، موضحة أن هذه العادات والتقاليد قد تربت عليها .

وأشارت إلى أنها تأتي هي وباقي عائلتها وعائلات أخواتها معتقدة أنها تأتي لمعايدة أبيها وهو يكون بانتظار زيارتهم، موضحه أنها تقوم بزيارة المقابر في عيد الفطر في اليوم الأول أما في عيد الأضحى فتزورها في ثاني أيام العيد، حيث أن أول يوم يكون للأضحية والثاني لزيارات الأهل والأقارب الموتى والأحياء .

وأضاف محمد سعيد إنه يتردد على زيارة شقيقته المتوفية في سن صغير، كل يوم جمعة بجانب الأعياد، موضحا إنه يأتي لزيارتها لكي يطمئن عليها ويقوم باستئجار شيخ من الشيوخ الموجودين بالمقابر كي يقوم بقراءة القرآن على روحها حتى يصل القرآن لها وتطمئن داخل قبرها .

وقالت أمال عبد النعيم أن البعض يزعمون أن أرواح الموتى تخرج لاستقبال أهاليها وزوارها كل يوم اثنين وخميس وفي الأعياد ، مؤكدة أنها لم تتغيب عنهم في الزيارات حتى لا يغضب الموتى منها بسبب عدم زيارتها لهم، مشيرة إلى أنها تقوم بتوزيع الأطعمة والفواكه وبعض الأموال كصدقة تشفع للأموات، مؤكدة أن زيارة القبور تعد استكمالا لصلة الرحم .

ومن ناحية أخرى قال أحد الشيوخ المتواجدين بالمقابر، والذي رفض ذكر اسمه أنه يأتي إلى المقابر للموعظة ولقراءة القرآن دون أجر، مشيراً إلى أن الأطعمة والأموال التي يأخذها من زوار القبور ما هي إلا رحمة على روح المتوفي ويأخذها منهم على سبيل العادة وليس كأجر على قراءته للقرآن ، مؤكدا أن الرحمة للجميع .

فيما أوضح الشيخ ياسين محمد أحد الشيوخ المترددين على مقابر الفيوم أن شيوخ المقابر نوعان فمنهم من يقرأ القرآن ولا ينتظر مقابل، ويقوم فقط بالحصول على الرحمة الموزعة على الأموات ، ومنهم من يطالب زوار المقابر بالأموال مقابل القراءة ومن لا يدفع لا يقرأ له .

وقال الحاج حسني تربي بمقابر الفيوم، إن زوار المقابر نوعين نوع يأتي للزيارة وتوزيع الأطعمة والأموال وقراءة القرآن وهذا النوع لم تتعدى زيارته الساعتين، والنوع الثاني هم الأسر الذين يتخذون من القبور مجلسا لهم حيث أنهم يقومون بتحضير الأطعمة ويقوموا بافتراشها في المقابر ويقوموا بتنظيم جلسة للزيارة وتناول الأطعمة والمشروبات وهذا النوع يأتي من بداية اليوم وتستمر الزيارة حتى نهايته .

وأكد أن شيوخ المقابر أيضا نوعان منهم من يقوم باستغلال حفظه وقراءته الجيدة للقرآن، فيقوم باستغلال الأسر وأخذ الأموال مقابل القراءة، والنوع الثاني يكونوا بحاجه إلى الأموال والأطعمة التي توزع كرحمة فيتخذون من قراءة القرآن وسيلة إلى الكسب ولكن بدون استغلال.

وحول تلك العادة أكد لنا الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا ، قال أن زيارة القبور جائزة في العيد وغيره، للرجال والنساء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا) رواه مسلم، وزاد الترمذي: (فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ)، وهذا يشمل الرجال والنساء.

محذراً من ارتكاب المخالفات الشرعية في المقابر، كالاختلاط بالرجال، والتبرج المحرم، كما أشار إلى أن زيارة القبور ممنوعة للنساء الشابات وتجوز للعجائز بناء على قول الرسول (ص) لعن الله زائرات القبور .

وتابع : لا ترحل ليلة من الليالي إلا وتأتي أرواح المتوفيين وتعلو فوق منزل صاحبها إذا رأت ما يدور بالبيت خير تعود لمكانها سعيدة أما إذا كان شر تعود مكتئبة حزينة، موضحا أن الأموات ينتظرون الزيارة حيث إنه ينتظر الصدقة والدعوة التي هو بأمس الحاجه إليها ويعجز لسانه عن النطق بها ، مؤكداً أن القرآن الكريم نزل للأحياء وليس للأموات ، وأشار أن الصلاة على القبور لا تجوز .

وأكد الأطرش إنه يجوز توزيع الحلوى في الأعياد وغيرها، ولكن المقابر ليست مكانًا مناسبًا لذلك، وأن زيارة القبور غرضها الموعظة والاعتبار، وليس الطعام والشراب، فإن اقتصر الأمر على التصدق بالمال على الفقراء فذلك أفضل.