الإخوان يفشلون في أول اختبار قبل 28 نوفمبر

أخبار مصر



نجحت السلطات المصرية، أمس، في اختبار التعرف على جدية جماعة الإخوان المسلمين على الحشد في المظاهرات التي دعت إليها «الجبهة السلفية»، أحد الكيانات المنضوية ضمن «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة الإخوان، الجمعة المقبل، بينما أعلنت جماعة «أجناد مصر» مسؤوليتها عن حادث تفجير وقع بمحيط جامعة حلوان قبل يومين، أسفر عن إصابة 5 من رجال الشرطة.

وقال مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية للشرق الأوسط، إن «قوات الأمن شددت قبضتها، أمس، على محيط ومداخل الميادين والشوارع الكبرى، التي شهدت وجودا أمنيا مكثفا مدعوما بمجموعات قتالية وخبراء مفرقعات، وقامت بتمشيط الشوارع لضبط أي عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون أو مواد متفجرة أو حارقة وتأمين المنشآت والمقار الحكومية والشرطية»، مضيفا أن «القوات سيطرت على عدة تجمعات إخوانية شرق وجنوب القاهرة».

ودخل الأزهر على خط الدعوات الرافضة للتظاهر في يوم 28 نوفمبر الحالي، عبر رفع المصاحف بغرض فرض الهوية الإسلامية، وأفتي أمس، بأنها «إحياء لفتنة وخيانة للدين والوطن».

ودفع تحالف تقوده جماعة الإخوان بأنصاره إلى الشارع للتظاهر، أمس، في تحد واضح للسلطات المصرية، بعدما حظرت الحكومة، أنشطة «تحالف دعم الشرعية» وذراعها السياسية حزب «الاستقلال». ويرى مراقبون أن «مظاهرات أمس كانت اختبارا حقيقيا لقدرة الأمن على فرض سيطرته، والتعرف على جدية جماعة الإخوان قبل أسبوع من المظاهرات، التي دعا إليها أنصارها».

ففي المطرية (شرق القاهرة)، انفجرت عبوة محلية الصنع أثناء قيام قوات الأمن بعمل كردون أمنى بمحيط العبوة، لكن دون وقوع أي إصابات. وفي الجيزة أبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوة بشارع العريش. كما أضرم عدد من عناصر الإخوان النار في 3 حافلات ركاب تابعة لهيئة النقل العام، بعد إلقاء زجاجات المولوتوف عليهم في منطقتي بولاق وإمبابة. وتزايدت أعمال العنف التي استهدفت منشآت وميادين ومواقع شرطية عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، واتهمت جماعة الإخوان، المصنفة رسميا وقضائيا جماعة إرهابية، بالوقوف وراء هذه التفجيرات التي قتل خلالها المئات من الأشخاص بينهم عناصر تابعة للجيش والشرطة، خصوصا في شبة جزيرة سيناء. وواصلت الحملات الأمنية عملها في تطهير ومداهمة البؤر الإرهابية بشمال سيناء، وقال العميد محمد سمير المتحدث العسكري، أمس، إنه «تم قتل عنصرين من الإرهابيين نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات بمحافظة شمال سيناء، وضبط 61 فردا من العناصر الإرهابية بشمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية وبورسعيد»، موضحا أنه «تم تدمير 7 عربات من أنواع مختلفة و23 دراجة بخارية من دون لوحات معدنية تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية».

وقالت مصادر عسكرية وأمنية، إن «القوات المسلحة بدأت في عمليات عسكرية موسعة في شمال سيناء، مدعومة بتغطيات جوية من مروحيات الآباتشى الهجومية، وعناصر من الوحدات الخاصة بقوات التدخل السريع، وتمكنت عناصر الجيش الثالث الميداني من ضبط عنصرين تكفيريين بالقرب من مدينة القسيمة بوسط سيناء، بالإضافة إلى ضبط عربة نصف نقل محملة بمواد غذائية لدعم العناصر التكفيرية في جبال وسط وجنوب سيناء».

من جهة أخرى، تبدأ محافظة شمال سيناء مطلع الأسبوع الحالي، في تنفيذ إخلاء المرحلة الثانية من المنطقة العازلة من الحدود المصرية الواقعة في اتجاه الشمال الشرقي مع قطاع غزة بمسافة 500 متر إضافية، لتصل إجمالي المساحة المطلوب إخلاؤها إلى كيلومتر واحد، وذلك على خلفية وجود أنفاق في منطقة الشريط الحدودي يزيد طولها على 800 متر. وعممت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة، أمس، للتحذير من مظاهرات «رفع المصاحف» يوم 28 نوفمبر. وسبق أن تظاهرت الدعوة السلفية في هذا الموعد نفسه قبل 3 سنوات بميدان التحرير بوسط العاصمة إبان حكم المجلس العسكري للبلاد، وهي المظاهرة المعروفة إعلاميا بـ«جمعة قندهار».

وقال الأزهر في بيان له، أمس، إن «الدعوة إلى رفع المصاحف ليست إلا إحياء لفتنة كانت أول وأقوى فتنة قصمت ظهر أمة الإسلام ومزقتها»، لافتا إلى أن «هذه الدعوة ليست إلا اتجارا بالدين وإمعانا في خداع المسلمين باسم الشريعة وباسم الدين، فهي دعوة إلى الفوضى والهرج، ودعوة إلى تدنيس المصحف، ودعوة إلى إراقة الدماء قائمة على الخداع والكذب».

في سياق آخر، أعلنت جماعة «أجناد مصر» مسؤوليتها عن حادث التفجير الذي وقع بمحيط جامعة حلوان قبل يومين، وأسفر عن إصابة 5 من رجال الشرطة، وقالت الجماعة، في بيان نشر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»، إن «هذا الهجوم يأتي كرد سريع على الضباط المتربصين بشباب الجامعات».