بوابة الفجر

أسرار مدينة أخيتاتون.. «تل العمارنة» قرية أثرية في قلب جبال المنيا

تل العمارنة بالمنيا
تل العمارنة بالمنيا

عندما تطأ قدماك البر الشرقي لمركز ديرمواس، جنوب محافظة المنيا، وتحديدا بقرية تل العمارنة فأنت أمام واحدة من أقدم العواصم التى عرفها التاريخ والتى عرفت قديما باسم مدينة اخيتاتون «قرص الشمس أو افق الشمس»


فيرجع ذلك الاسم إلى قبيلة بنى عمران التى جاءت من اليمن وعاشت في تلك المنطقة وعمروها ببناء المستوطنات وظلو في المنطقة فترة طويلة وأطلق عليها ذلك الاسم لأنهم من عمروا المكان.

تل العمارنة بالمنيا 

«عبادة الإله الواحد»

تقع مدينة اخيتاتون أو كما يطلق عليها الان تل العمارنة جنوب مدينة المنيا بنحو 65 كم بالبر الشرقي لنهر النيل وهي احدي اقدم العواصم المصرية عرفها التاريخ ويرجع تاريخها للملك اخناتون  عندما قاد ثورة دينية واعلن عن تغيير دين الدولة لعبادة الإله الواحد  وكان الكهنة يتربصون به فقرر نقل العاصمة ووقع اختياره علي ذلك المكان وترك العاصمتين منف وطيبة وشيد هناك العاصمة المصرية لدولته في العام الرابع من حكمه حتى يتمكن من عبادة “آتون” دون مضايقات.

تل العمارنة بالمنيا 

قرية تل العمارنة

وتمتد قرية تل العمارنة بطول الضفة الشرقية للنيل لمركز ديرمواس بمسافة  خمسة أميال وتبعد عن مركز ملوي نحو عشرة كيلو مترات جنوبا شرق النيل وهي منطقة محاطة بسلاسل من الجبال وتمتد المدينة القديمة علي مساحة 25 كم من قرية الشيخ سعيد حتى قرية الشيخ عبد الحميد جنوبا ويحيطها الجبل من الجنوب والشرق والشمال وحدها الغربي نهر النيل.

تل العمارنة بالمنيا 

«اكتشاف المدينة»

وكان أول ما ذكر عن تلك المدينة في الغرب عن طريق  الكاهن الفرنسي كلود سيكر الذي كان يسافر عبر وادى النيل وكان ذلك في عام 1714 م.

وأول خريطة تفصيلية تم رسمها بمعرفة علماء نابليون بونابرت عام 1799 والتى نشرت في كتاب وصف مصر بين عامى 1821 و1830 وتم اكتشاف القبر الملكى علي يد اليساندروبارسانتي في عام 1892.

وتم اكتشاف تمثال نفرتيتى الشهير في السنوات الأولى للقرن العشرين مابين أعوام 1907 إلى 1914 على يد بعثة معهد الشرق الألماني بقيادة لودفيج بورشاردت والتي قامت بالتنقيب في المدينة علي نطاق واسع ووجد التمثال بين منحوتات اخري في ورشة النحات تحتمس ويتواجد التمثال حاليا في متحف برلين الجديد بالمانيا.

وأهم المقابر التى تم اكتشافها  مقابر مري رع، أحمس، بنتو، ومقبرة العائلة الملكية التي يعتقد أنها قد تم حفرها للملك وعائلته

«عبادة الإله الواحد»

تم بناء المدينة كعاصمة جديدة للفرعون اخناتون لعبادة الاله الواحد اتون في عام 1346قبل الميلاد وكان الملك متعجل لبناء المدينة فتم بناء معظم المبانى من الطوب اللبن والابيض وغطيت اهمها بالحجر المحلي وتحتفظ المدينة حاليا بتفاصيل كثيرة عن مخططها الداخلي وتعد المدينة المصرية القديمة التى تحتفظ بذلك ويرجع ذلك إلى هجرة المدينة بعد وفاة الملك عندما قرر الملك توت عنخ امون « ابن اخناتون» مغادر المدينة والعودة لطيبة « الاقصر»

« لوحات ترسيم الحدود»


وكان أول من رسم حدودا لدولته هو الملك اخناتون الذي وضع 14 لوحة جدارية توضح الحدود للدولة وتوضح شروط الملك لتاسيس العاصمة الجديدة

وقد عثر علي تلك اللوحات ولاكنها كانت بحالة سيئة ولاكن يوجد واحدة منهم توضح الحدود بشكل جيد والتى يرجع تاريخها إلى السنه الخامسة من عهد اخناتون وتسجل تلك اللوحات رغبة الملك في إنشاء معابد لعبادة الإله أتون وإنشاء العديد من المقابر الملكية.