نادية صالح تكتب: راكب يسأل سائق تاكسى! حتنزل يوم 25؟؟!!

مقالات الرأي




اعتدت منذ فترة على أن أترك سيارتى وأتجنب السواقة فى هذا الازدحام وشجعنى توفر التاكسيات، فأصبحت استخدمها خصوصًا فى تلك المشاوير السريعة، ورغم أنها مشاوير سريعة كما قلت إلا أن الأمر لا يسلم غالبًا من فضفضة وحوارات مع السائق أظنها فرصتهم للفضفضة وتمضية الوقت خلال عملهم المرهق.. وطبعًا لا يخلو الأمر من فائدة وتأمل لحالنا وحياتنا مع خفة دم شعبنا الطيب الذكى و«الحويط» وحاجات كتير نعرفها وتستجد علينا خصوصًا فى هذه الأيام الصعبة فهى مرحلة انتقالية مهما حاولنا أن نصفهاونغضب منها ومن سلوكياتنا فيها، وفى ذلك اليوم الذى أحكى لحضراتكم عنه وجدت السائق يحكى معى عن ذلك الراكب الذى فاجأه بعد ركوبه قائلاً: أنت نازل يوم 25؟!

وإليكم أيها السادة.. نص ذلك الحوار تقريبًا الذى حكاه لى السائق:

الراكب: حتنزل يا أسطى يوم 25؟

السائق: 25 إيه؟

الراكب: 25 يناير اللى جاي.

السائق: ليه؟!

الراكب: عشان نتظاهر.. يعنى عجبك الحال؟!

السائق: لا مش عجبنى الفوضى والمظاهرات عمال على بطال اللى انتو عايزين ترجعوها الظاهر.. يا بنى استهدوا بالله.. سيبوا البلد تمشي.. الحكومة والريس بيشتغلوا.. إيه؟ عايزين كله حالاً.. الصبر كويس.

الراكب: يعنى مش حتنزل؟

السائق: لأ.. مش حانزل.. وباين عليك لسه.. السائق: فى مقتبل حياتك.. وفى أيدك دبلة يعنى مجوز.. استهدى بالله يا بني.. خللى المركب تمشي.. دا الكلام ده بيخللى الواحد قرب يقول ياريت اللى جرى ما كان ولا كنا نزلنا ولا طلعنا.

الراكب: بتململ الظاهر عجبك الحال ولا لك ضهر.

السائق: أنت عايز تقلبها خناقة.. أنا يابنى مش بتاع خناقات.

الراكب: لا مفيش داعى.. خلاص فهمت: أنت مش نازل.

السائق: لا يا سيدى مش نازل ولو حبكت وضرورى يبقى ياريت حضرتك تنزل.

الراكب: يكون أحسن برضه.. حسابك إيه؟!

السائق: لا بالسلامة.. وربنا يهديكو.

وبعد هذه الحكاية لاحظوا أيها السادة ذكاء وخفة ظل السائق أو المصرى.. ولابد أن اعترف لحضراتكم أن هذه الواقعة أو الحكاية أزاحت عن تفكيرى ما كان يساورنى أحيانًا من القلق عندما كنت أسمع بعضهم يحذر من توقع قيام بعض السفهاء والمغرضين بمحاولات للعودة إلى التظاهر وإشائعة الفوضى فى البلاد بعدما بدأنا نستشعر الاستقرار وبدأ البناء واستكملنا خارطة الطريق بنجاح: هذه الحكاية وقبلها مما سمعته وعرفته أيقنت أنها دعوة «خايبة» لم ولن تجد لها أى صدي، بل على العكس سيكون الناس أمامها على درجة كبيرة من الوعى كما كان حال هذا السائق، وسوف يعتبرها الناس دعوة تقترب من البلطجة وسوف ينالهم من احتقار الناس الكثير، بعد أن اكتشفوا أغراضهم القبيحة ونواياهم الشريرة.

ولعل ذلك يكون مرشدًا لمن يريد أن يحسب الحساب حتى يتقى شر غضبة الشعب والجماهير التى استوعبت الدرس وتعلمت من التجربة السابقة لهؤلاء المخربين الذين يخدمون أهداف أعداء تخطط للهدم..، أما نحن فنخطط للتقدم للأمام، وقديمًا قالوا: البانى طالع والفاحت نازل.. نحن لا ننظر للخلف أبدًا إلا للاستفادة من التجارب. فإذا سأل بعضهم! حتنزل؟

فليكن ردك كما قال سائق التاكسى المحترم: انزل حضرتك.. يعنى «غور» الله لا يرجعك!

نحن لا ننزل.. لأننا نصعد ونصعد بإذن الله.. والله المستعان.