أحمد فايق يكتب: أفيخاى أدرعى يهدد بضربة استباقية فى سيناء لتخويف العالم من الاستثمارات فى محور تنمية القناة

مقالات الرأي



■ ضغوط إسرائيلية للحصول على الاستثمارات الجديدة بالقناة من خلال شركات متعددة الجنسيات

■ تل أبيب تخشى تغيير التركيبة الديموغرافية لسيناء ومطالبة مصر بتعديل اتفاقية كامب ديفيد

■ المصريون ردوا على «أدرعى» بصور لضباط مصريين وورائهم لوحات مبيت الجنديات الإسرائيليات

فجأة خرج أفيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، يقول هذا النص على صفحته الشخصية: إذا حاول تنظيم ولاية سيناء استهداف مواطنينا فعلينا أن نسبقه ونضربه بحزم وتصميم.. فى جبال إيلات جرت اليوم مراسم التسليم والتسلم فى قيادة فرقة إدوم الجنوبية بحضور قائد المنطقة الجنوبية الميجر جنرال سامى تورجمان.

من كلمة القائد المنتهية ولايته: «يتصاعد تهديد الإرهاب من سيناء بقيادة تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى المعروف اليوم باسمه الجديد ولاية سيناء لتنظيم الدولة الإسلامية، هذه المنظمة تهدد باستهداف مواطنى إسرائيل وجنود الفرقة وقد تحاول تحقيق تهديداته فى أى لحظة. واجبنا أن نسبقه ونضربه اذا حاول ذلك بحزم وتصميم».

من كلمة القائد الجديد: «فى الجانب الآخر من الحدود وقعت تغييرات ملموسة التى تتطلب منا أن نكون مستعدين لأى سيناريو أو انزلاق بالوضع كى نواصل حماية بلدات الجنوب والحفاظ على الهدوء».

هذا الكلام لا معنى له سوى أنه تهديد واضح ومباشر بنقل الحرب الباردة إلى السطح، لكن تعليقاً واحداً على صفحته من أحد المصريين وضح لماذا قال أدرعى هذا الكلام، فقد قال «قلتلنا مبروك فى رمضان والعيد ولحد دلوقتى ماقلتش مبروك على قناة السويس ياراجل دى حتى قلة أصل».

أفيخاى أدرعى يستمتع يوميا بالشتيمة والبهدلة على الفيس بوك، يذكرنى بحسن عابدين فى فيلم درب الهوى حينما يقول «أنا عاوز واحدة تهزقنى تهزقنى».

هو يتعمد يوميا كتابة تعليقات وتصريحات لا يقابلها إلا السخرية والبهدلة والشتيمة، يحاول مئات المرات أن يقترب من المصريين ولا يقابله سوى تاريخ الدم الذى لن ينساه أحد.

كلام أفيخاى أدرعى هذه المرة له عشرات التفسيرات، أهمها أنه يهدد بضربة استباقية فى سيناء فى هذا التوقيت بالذات، على المدى القصير تسعى إسرائيل إلى تشتيت انتباه الجيش ما بين تأمين حفل افتتاح قناة السويس وبين التحسب لضربة عسكرية إسرائيلية، فلو كانت نيته خالصة أو إسرائيل تهتم فعلا لأرسلت معلومات إلى المخابرات المصرية وكان الجيش المصرى سيتعامل مع الإرهابيين، لكن إسرائيل تصنع الإرهاب كى تستخدمه وسيلة للضغط على مصر.

تصريحات «أدرعى» استخدم فيها تسمية ولاية سيناء وليس إرهابيى داعش، وهناك فارق كبير، ففى العراق وسوريا وليبيا يطلقون عليه داعش وفى مصر يسمونه «ولاية سيناء».

لكن الهدف الأهم هو توجيه رسالة للعالم كله بأن سيناء ليست آمنة، وهى دعوة مفتوحة لكل الدول التى تفكر فى الاستثمار بمحور تنمية القناة أن تنسحب.

إن إسرائيل تسعى إلى أن تحصل على الاستثمارات فى محور تنمية قناة السويس من خلال شركات «متعددة الجنسيات»، وذلك كى تضمن أنها ستربح من ورائنا، والسبب الثانى والأهم أن يكون لديها قدم فى مصر بدعوى حماية الاستثمارات فيما بعد.

لقد أيقنت إسرائيل أهمية توسعة قناة السويس ومحور التنمية وتأثير هذا على الأمن القومى المصرى، إن أول المتضررين من محور تنمية قناة السويس هو ميناءا إيلات وأشدود الإسرائيليان اللذان يقدمان خدمات لوجسيتية للسفن التى تمر فى قناة السويس.

إن تنمية محور قناة السويس ستؤدى إلى تغيير فى التركيبة الديمغرافية فى سيناء، وستتحول من شوكة فى ظهر الوطن إلى أحد أهم مصادر دخله، تعالوا نرى المشهد بهدوء وبعيدا عن تطبيل المطبلين وإحباط المحبطين.

أولا: العاصمة الإدارية الجديدة على طريق العين السخنة ستؤدى إلى إعمار سكانى على طريق سيناء، ومن المتوقع أن نجد خلال 15 عاما ما لا يقل عن 3 ملايين أسرة.

ثانيا: من المتوقع استثمارات جديدة صينية وفرنسية وروسية وإماراتية وسعودية فى محور تنمية القناة، وهذا سيؤدى إلى حماية دولية لسيناء، بمعنى أن كثيراً من الدول ستكون لها مصالح فى سيناء تدفعها للحفاظ على استقرارها.

ثالثا: مع الاستثمارات الكبيرة فى المحور من المتوقع توفير عشرات الآلاف من فرص العمل، وبالتالى ستنقل مئات الآلاف من الأسر مقر إقامتها إلى سيناء، وهذا سيؤدى إلى تغيير التركيبة السكانية.

الأهم من ذلك أن إعمار سيناء بالبشر والاستثمارات سيؤدى إلى تعديل اتفاقية كامب ديفيد إجباريا، فليس من المنطقى أن نرى ملايين البشر فى منطقة جغرافية دون توفير قوات جيش وشرطة تنظم الأمن وتحميهم، وهو المنطق الذى لا تستطيع إسرائيل الصمود امامه كثيرا، وسيجد دولا كثيرا تدعمه خاصة تلك الدول التى لها استثمارات فى سيناء !

الهدف من رسالة أدرعى هو محاولة وقف تنمية سيناء، وتحذير العالم كله من الاستثمار فيها، لقد رد المصريون على «العبيط» الإسرائيلى بصور لضابط يقف أمام لافتة مكتوب عليها «مبيت المجندات الإسرائيليات» وقام بعضهم بعمل «منشن لصفحة أدرعى، وبعض المصريين ردوا عليه بصورة لضابط طيار مصرى يقف ووراءه لوحة مكتوب عليها «إلى إسرائيل» وهو يرفع صباعه الاوسط.

رد المصريون أيضا بنشر قائمة بالمطارات العسكرية الإسرائيلية من الشمال الى الجنوب وهو بيان دقيق جدا يوضح اننا نعرف الكثير عنهم، ونصت القائمة على مطارات من الشمال الى الجنوب، ومنها:

1- مطار الرامات :

-- أسراب 109 و110 و117 مقاتلات اف16

والمسافة بين المطار والحدود المصرية حوالى 180 كلم

2- مطار بن جوريون:

-- يعتبر خط انتاج لمقاتلات «كافير» وفى هذه المطار مخزون من مقاتلات

«ميج21» و«سكاى هو» ونافلات «سي130»

والمسافة بين المطار والحدود المصرية حوالى 100 كلم

3- مطار تيل توف:

-- أسراب 106 و133 مقاتلات اف15

--أسراب 114 و118 مروحيات CH-53

-- سرب 210 طيارات بدون طيار «ايتان»

والمسافة بين المطار والحدود المصرية حوالى 85 كلم

4-مطار هاتزور:

-- أسراب 101 و105 مقاتلات اف16

والمسافة بين المطار والحدود المصرية حوالى 70 كلم