في ذكرى وفاته الـ 14.. "أحمد مظهر" جنرال اختار التفرغ للفن بعد نصيحة من "جمال عبدالناصر" (بروفايل)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تحل اليوم الذكرى الـ 14 لوفاة الفنان "أحمد مظهر"، الذي لقب بفارس السينما المصرية لما له من تاريخ في العمل العسكري قبل التحاقه بالفن، وعرف بعشقة للملاكمة وركوب الخيل، ظهر كثيرًا على الشاشة الفضية في أدوار جسد خلالها أدوارا عديدة عن شخصية الفارس .
 
حياته العسكرية 
ولد "مظهر" في حي العباسية في 8 اكتوبر 1917، وتخرج الفنان الراحل من الكلية الحربية عام 1938, مع زملائه الرئيس محمد أنور السادات والرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر وزكريا محي الدين وثروت عكاشة ثم التحق "مظهر" بسلاح  المشاة قبل أن ينتقل إلى سلاح الفرسان, وتدرج حتى وصل إلى قيادة مدرسة الفروسية عام ,1952 كما اختاره "عبد الناصر" لعضوية التنظيم الذي قام بثورة يوليو حتى أن الضباط الأحرار عقدوا بعض الاجتماعات في منزله وعرف عنه قربه من تنظيم الضباط الاحرار .

مساندته لثورة 23 يوليو 
برغم سفره إلى فنلندا، بسبب مشاركته في الدورة الأولمبية التي شارك فيها بصفته بطلا للفروسية, وحقق أرقاما عالمية, إلا أن الفنان الكبير لعب دورا كبيرًا ومتميزا في مساندة ثورة 23 يوليو لكنه لم يشارك في تنفيذها. 
وفي عام 1956، أي بعد أربع سنوات من الثورة أحيل مظهر إلى التقاعد برتبة عقيد، ليعمل سكرتيرا عاما بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب متفرغا للعمل السينمائي كما نصحه صديقة جمال عبد الناصر .

رفض جميع المناصب
قام "فارس السينما" المصرية، أحمد مظهر برفض جميع المناصب التي عرضت عليه مثل زملائه الذين شاركوا في الثورة، ويذكر أن صديقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ظل بقية حياته يردد القصص البطولية التي قام بها "مظهر" من أجل نجاح ثورة يوليو, حيث قام ببعض الاتصالات السياسية لصالح الثورة, فقد كان متزوجا من ابنة الدكتور محمد صلاح الدين وزير الخارجية الشهير في حكومة الوفد قبل الثورة. 

عبدالناصر ينصحه بالتفرغ للتمثيل
يذكر أنه أثناء تصوير الفيلم  " رد قلبي "، رفضت القيادة العليا للقوات المسلحة إعطاء "فارس السينما" تصريحاً لاستكمال التصوير، فذهب أحمد مظهر إلى الرئيس عبد الناصر يشكوا له ما فعله معه قيادات الجيش، فما كان من ناصر إلا أن يُلبي له طلبه وقام بنصحه بالتفرغ الكامل للتمثيل، لأنه يرى أن دوره كممثل لا يقل أهمية عن وجوده بين صفوف القوات المسلحة في هذه المرحلة، ويمكنه أن يخدم وطنه من خلال الأعمال الفنية، واقتنع مظهر بكلام الرئيس جمال عبد الناصر. 

رفضه لأي أدوار تمثل ثورة يوليو 
في العام 1975 كان الفنان أحمد مظهر مرشحا لبطولة فيلم "الكرنك" الذي قام ببطولته كمال الشناوي في دور ضابط المخابرات خالد صفوان.
 وبالفعل تلقى السيناريو المأخوذ عن قصة الكاتب نجيب محفوظ، وبعد أن قرأ مضمون الفيلم اعتذر عن عدم المشاركة، فقد تنبه إلى أن الأحداث تشير تلميحا إلى شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بما قد لا يرضى عنه , كان أحمد مظهر يعتبر نفسه جاء من ثورة يوليو و رفضه المشاركة فى أي عمل يقلل من أهمية ثورة يوليو أو الرئيس السابق جمال عبد الناصر  .

وتدخل  أحمد مظهر لدى الرئيس عبد الناصر ليخلص محفوظ من قبضة المشير عبد الحكيم عامر, حيث كتب نجيب رواية "ثرثرة فوق النيل " التي صدرت عــام 1961 وقراها المشير وثار عـلى ما تضمنته من انتقادات لسلبيات في المجتمع, ونقل البعض لنجيب قول المشير عنه "نجيب زودها ويجب تأديبه ووقفه عند حده", ونقل محفوظ ما سمعه لاحمد مظهر وطلب منه المساعدة .

تكريم الفنان الراحل 
قام الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات بتكريم "فارس السينما"، أحمد مظهر، حيث قلده الأول وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1969م وكرمه الثاني أيضا بوسام آخر رفيع في احتفالات مصر بعيد الفن ونال أحمد مظهر أكثر من 40 جائزة محلية ودولية على مدى مشواره الفني

وفاته
وعند عمرٍ ناهز الـ84 عام، يأتي يوم الأربعاء الثامن من مايو، سنة 2002 معلنًا وصول "فارس السينما" المصرية احمد مظهر إلى المحطة الأخيرة من محطات حياته المشرفة كـ"رجل في القوات المسلحة ومشارك في ثورة يوليو، وكـ" فنان قدم الكثير من الأعمال الفنية المتميزة"، مات مظهر في مستشفى الصفا بالمهندسين، على إثر التهاب رئوي حاد للغاية، وقد شيعت جنازته بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، ودفن بمقابر باب الوزير قرب قلع صلاح الدين الأيوبي.