بعد غرق مركب "رشيد" .. لماذا تنطلق الهجرة غير الشرعية من محافظة البحيرة؟

تقارير وحوارات

غرق مركب - أرشيفية
غرق مركب - أرشيفية

قطري:  موقعها الجغرافي وتقاعس الأجهزة الأمنية
مظلوم: الظروف الاقتصادية والبطالة 
‏ ‏
فاجعة جديدة على شواطئ البحر المتوسط مركب للهجرة غير الشرعية تغرق بمدينة رشيد في ‏البحيرة، ولم يكن الحادث الأول من نوعه، بل تعددت تلك المأساة مع زيادة الأعباء المعيشية، ‏وباتت حوادث الهجرة غير شرعية في البحيرة مشهد دائم، وسط تقاعس الأجهزة الأمنية، بحسب ‏ما أكده الخبراء.‏

وترصد"الفجر"، خلال التقرير التالي، أبرز حوادث الهجرة غير الشرعية والتي حدثت في مدينة ‏البحيرة.‏

غرق مركب رشيد

وغرق أحد مراكب للهجرة غير الشرعية وتدعى "موكب الرسول 1" بمنطقة شمال شرق بوغاز ‏رشيد على بعد 12 كم تقريبًا من البوغاز وسواحل كفر الشيخ، حيث  أقلعت من قرية مسطروه ‏الواقعة بين مركزى بلطيم ومطوبس بكفر الشيخ،  كان على متنها نحو 400 من المهاجرين غير ‏الشرعيين من جنسيات السودان وأريتريا والصومال ومصر، ونجحت قوات خفر السواحل ‏وحرس الحدود بالاشتراك مع الأهالى فى انقاذ 164 منهم 117 مصرى و43 من جنسيات ‏مختلفة و4 من طاقم المركب، وتم انتشال 155 جثة حتى الآن.

غرق مركب على متنه 13 شخصًا في 15 نوفمبر 2015‏

وفي 15 نوفمبر 2015، غرق مركب صغير كان على متنه 13 شخصا فى طريقهم للهجرة ‏غير الشرعية لدولة إيطاليا، وتمكن رجال حرس الحدود مع الصيادين من انتشال جثث 3 ‏أشخاص.‏

وتبين لفريق البحث من التحريات الأولية أن الضحايا استقلوا المركب من بوغاز الدخيلة ‏بالإسكندرية، وكانوا فى طريقهم لاستقلال مركب آخر كبير بمنطقة بورسعيد، تمهيدا لسفرهم، إلا ‏أن المركب تعرض لارتفاع وتلاطم فى الأمواج أدى لغرقه، وتم انتشال جثث 3 أشخاص من ‏الضحايا، كما تم إنقاذ 5 آخرين.

غرق 39 مصري في 27 أغسطس 2012‏

وفي السابع والعشرين من أغسطس لعام 2012، تعرض قارب صيد مصري، يحمل 40 ‏مهاجرًا غير شرعيًا، للغرق في البحر المتوسط، أمام السواحل الليبية، ولم ينج منه سوى شخص ‏واحد، وكان  المركب الذي كان يستقله، أبحر من ميناء رشيد ضمن قافلة تضم مركبين آخرين، ‏كانت وجهتهم إلى أوروبا، كما أن حمولته القصوى 15 فردًا فقط، حيث أدى ثقل المركب إلى ‏تسرب مياه البحر داخله، ومن ثم غرقه؛ فيما اضطر ركابه جميعًا إلى القفز في البحر.‏

غرق قاربين في اتجاهم لإيطاليا في 30مارس 2010‏

كما طاردت قوة من حرس الحدود قاربين للصيد في المياه الإقليمية المصرية بمحافظة كفر ‏الشيخ، المطلة على البحر المتوسط، بعد التنبه إلى أنهما يحملان مهاجرين غير شرعيين إلى ‏إيطاليا، ما أدى إلى غرق أحد القاربين، ووفاة ثلاثة، ممن كانوا على متنه، بينما تم إلقاء القبض ‏على 23 آخرين.‏

إحباط محاولة 26 مصريًا الهجرة غير الشرعية لليونان

وفي منتصف مايو الماضي، احبطت قوات الأمن محاولة 26 مصريا ، محاولة سفر عن طريق ‏الهجرة غير الشرعية لدولة اليونان عبر ساحل البحر الأبيض المتوسط من مدينة إدكو بمحافظة ‏البحيرة .‏

موقعها الجغرافي

ويرى اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، أن العامل الأساسي في انتشار ظاهرة الهجرة غير ‏الشرعية، هو غياب الرقابة الأمنية، وتقاعس جهاز الشرطة مع منظمي هذه الرحلات، وعدم ‏وجود تشريع لتوقيع عقوبات رادعة ضد هؤلاء.‏

وأضاف"قطري"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن اختيار منظمي رحلات الهجرة غير ‏شرعية لمنطقة البحيرة تحديدًا نظرًا لبعدها عن أنظار الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى موقعها ‏الجغرافي وقربها من لدول الأوربية، موضحًا أن مدة الإبحار ما بين البحيرة وبين السواحل ‏الأروبية قليلة عن باقي الأماكن الأخرى بمصر، ما يدفع منظمي الهجرات غير شرعية باختيار ‏هذا المكان لإنطلاق رحلتهم.‏

وطالب"قطري"، بتفعيل دور الأجهزة الأمنية والتكاثف في هذه المنطقة تحديدًا، مع الرقابة ‏الدائمة وعمل دوريات بشكل مستمر وتفتيش دائم، للحد من وجود الظاهرة بشكل نهائي.‏

الظروف الاقتصادية

وبسؤاله عن لماذا تعد البحيرة منطلق رحلات الهجرة غير الشرعية من مصر، علق اللواء جمال ‏مظلوم، الخبير الاستيراتيجي، :"مستوى المعيشة في البحيرة ضعيف جدا، ونسبة مستوى الفقر ‏والبطالة مرتفعة بنسبة كبيرة، بالإضافة أن أكثر الشباب يعملون بمهنة الصيد، والعائد ضعيف ‏ولن يستطيعوا على تحمل أعباء الحياه، لذا السفر إلى الخارج هو طوق النجاة بالنسبة لهم".‏

وأضاف "مظلوم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن قضية الهجرة غير الشرعية تتطلب ‏تحمل الدولة مسئوليتها تجاه الشباب، مشيرًا إلى أن مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية تتمثل ‏في حل مشكلة البطالة من خلال إيجاد فرص عمل للشباب وإقامة مشرعات صغيرة لاستغلال ‏طاقات الشباب وتأهيلهم، بدلا من القائهم في احضان الغرب.‏

وتابع"مظلوم"، البحيرة منطقة تفتقر الكثير من الخدمات، بالإضافة إلى أن نسبة الأمية بها كبيرة ‏مع تدهور لمستوى المعيشة، وكل هذه عوامل سهل استغلالها من الجماعات الإرهابية في ‏استغلال أحلام الشباب لسفرهم خارج مصر، وبالتالي من السهل استخدامهم كأداه في عمل غير ‏شرعي.‏