هل تعلم ما هو التمثال الذي يخشي زيارته السائحين ؟

منوعات

تمثال جد حر
تمثال جد حر


تمثال جد حر أي ”المنقذ” هو تمثال من الحجر البازلتي الأسود، لكاهن فرعوني يجلس، جلسة القرفصاء، وتغطيه بالكامل أدعية وتعاويذ سحرية مكتوبة باللغة المصرية القديمة، يعود تمثال هذا الكاهن إلى العصر المتأخر أي حوالي ” 323 – 317 ق.م”، وقد تم اكتشافه في عام 1909 بمدينة “أتريب الأثرية” بمحافظة القليوبية، وهو من أشهر القطع الفنية بالمتحف المصرى.

 

هذا التمثال يحمل الصفات الفنية لما يعرف بـ “ألواح حورس الطفل”، والتي ظهرت فى العصر المتأخر ، وكانت تستخدم لأغراض علاجية,خصوصا في العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة ،الرموز المحفورة بتلك الألواح هي رموز قصد بها مخاطبة عالم آخر هو العالم النجمى.

 

 وكان العالم النجمى فى نظر المصرى القديم هو عالم متداخل مع عالمنا و ليس منفصلا عنه و هو العالم الذى تذهب إليه الأرواح بعد الموت، وهو أيضا المصدر الذى تأتى منه كل الأشياء، وفيه أيضا تكمن أسباب كل الأمراض، ومن ثم كان الكهنة فى مصر القديمة يقومون بمعالجة المرضى عن طريق الاتصال بهذا العالم، وإذا تأملنا هذا التمثال نجد أنه يحمل كل الرموز الموجودة بألواح حورس الطفل، فالكاهن يجلس، ويضع أمامه لوحة نرى فيها حورس الطفل ،وهو يطأ بقدميه تمساحين يتجه كل منهما عكس الآخر.

 

فالمرض فى الأصل هو عبارة عن خلل فى توازن الإنسان، وما تفعله الرموز الموجودة بألواح حورس الطفل هو أنها تخاطب العالم النجمى بلغته “لغة الرمز”

 

وتعيد التوازن مرة أخرى إلى منظومة الطاقة لدى المريض، هذا التوازن هو الذى يساعده على الشفاء، كما نجد فوق ظهر التمثال صورة لـ “حكا” رمز السحر الأزلى، و هى الطاقة الأساسية أو البنية التحتية التى تشكل الأساس الذى قامت عليه منظومة الطاقة فى الكون، وكان كهنة مصر القديمة يعرفون كيفية التعامل مع تلك الطاقة واستخدامها فى العلاج , لأنها هى الطاقة التى تستطيع التعامل مع أسباب وجذور كل ما هو موجود فى عالمنا المادي.

 

ومن ثم كان التعامل مع طاقة التمثال وما يحمله من رموز يتم باستخدام الماء, حيث يقوم الكهنة بصب الماء فوق التمثال وتركه ينساب، ويتجمع فيما يشبه الحوض الصغير الذى يقع تحت أقدام حورس الطفل، ويترك الماء ليتفاعل مع الرموز الموجودة بالتمثال , حيث يتم شحن الماء بطاقة هذه الرموز القوية , وبعدها يعطى الماء للمريض ليشربه أو يغتسل به , حيث تقوم الطاقة الموجودة بالماء بإحداث التوازن داخل جسم المريض ، ومن تساعده على الشفاء.

 

وعلي الرغم من أن لهذا التمثال حضور قوى جدا باعتباره قطعة فنية نادرة ، خاصة مع تلك الابتسامة الهادئة المفعمة بالطمأنينة والسكينة , التي تنقل للمريض مشاعر ايجابية تساعده على الشفاء، كما كانوا يعتقدون ،إلا أن هذا التمثال أحدث ضجة خاصة فى الفترة الأخيرة بسبب الشائعات التى دارت حوله باعتباره تمثال مسحور ، ومن ثم احجم السائحين والمرشدين السياحيين عن زيارته أو الاقتراب منه، علي الرغم من عدم وجود دليل علي ذلك ، ما يجعل هذا الاعتقاد مجرد شائعات غير حقيقية استمدت قوتها من المهارة التي كان يتمتع بها المصري القديم في استخدام السحر بكافة أنواعه ، عزز هذا الاعتقاد الغموض الذي ما زال يسيطر علي أسرار استخدام المصريين القدماء للسحر.