كاتب سعودي يدعو لمشاركة "إسرائيل" في التحول الوطني بالمملكة

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


رفض الكاتب المحلل السياسي سلمان الأنصاري الإدلاء بتعليق لـ "سبق" حول مقاله الذي نشرته صحيفة "TheHill الأمريكية" ووجد ردود فعل غاضبة في موقع "تويتر" طالبت بالردّ عليه بعدما استعرض مكانة السعودية في الشرق الأوسط والمخاطر التي تهددها واقترح مشاركة "إسرائيل" في مشروع التحول الوطني بالمملكة.

 

وكان "الأنصاري" قد قال في مقاله: "إسرائيل هي الأكثر كفاءة وقدرة على المساهمة فيها لأن لديها سمعة جيدة في هذا المجال باعتبارها واحدة من أكثر الدول تطوراً وتقدما من الناحية التكنولوجية في مجال التعدين، و هي الأولى عالمياً في صناعة الألماس".

 

وحمل مقال "الأنصاري"، وهو مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية "سابراك"، عنوان: "كيف يمكن لإسرائيل أن تساهم في رؤية السعودية 2030".

 

وأضاف: "طرح موضوع طبيعة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل يثير العديد من النظريات والفرضيات والحجج المشحونة بالعاطفة والجدل، وبعض هذه الطروحات قد يكون لها ما يبررها، وبعضها ليس أكثر من تخمينات عشوائية. هذه الآراء مثيرة للاهتمام، خاصةً أنها طرحت بالرغم من عدم وجود أي علاقة قائمة بين البلدين، ومع ذلك، فإن الخطاب السائد قد يشير ليس فقط أنه في مصلحة البلدين أن يشكلوا تحالف متكامل، ولكن أيضا في مصلحة الشرق الأوسط بشكل أكبر وحلفائهم العالميين".

 

 وأردف: "في الواقع، هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن وجود عدو مشترك المتمثل في إيران سيساعد على تسريع أي نوع من التقارب بين ما يعتبران من أقوى دول منطقة الشرق الأوسط (السعودية وإسرائيل)، وقد يكون ذلك صحيحًا نسبيًا، ولكن الحقيقة الأهم تتمثل في فرصة تأسيس علاقة أكثر متانة عن طريق إقامة علاقة عميقة الجذور بين البلدين والتي تتشكل في سياق شراكة اقتصادية مفيدة للطرفين".

 

وتابع: "للتوضيح، فإن العرب واليهود كانوا، تاريخياً، من أقوى الشركاء في مجالات التجارة والثقافة والشراكة الأمنية، وكانوا في تعايش سلمي نسبي لعدة قرون، سواءً كانت في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا أو حتى إسبانيا".

 

وقال "الأنصاري": "عندما نتحدث عن التاريخ الحديث، فمن المعروف أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل التزما بسياسات خارجية عقلانية ومتوازنة على مدى السنوات الـ70 الماضية، فلا أحد منهما سعى إلى أي أعمال استفزازية أو عدائية ضد بعضهما البعض".

 

وأضاف: "من المهم أيضا أن نلاحظ أن هنالك المئات من اليهود القادمين من أنحاء كثيرة من العالم يعملون حالياً في المملكة العربية السعودية، ويساهمون في المشاريع المالية والبنية التحتية ومشاريع الطاقة".

 

 وأردف: "بطبيعة الحال، المملكة العربية السعودية تمر بأكبر تحول اقتصادي في تاريخها، وأعتقد أن إسرائيل هي الأكثر كفاءةً وقدرةً على المساهمة فيها، وإن مهندس هذه المرحلة الانتقالية، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يعتبر من قبل المراقبين السياسيين شخصية براغماتية ومشجعة للتطوير، وجميع المؤشرات تشير إلى أنه الأكثر استعداداً لإقامة علاقات دائمة مع إسرائيل".

 

وتابع: "أحد أهداف هذه المرحلة الانتقالية الواردة فيما يسمى "خطة التحول الوطني"، تركز استراتيجياً على تنويع مصادر الدخل والتعدين، وذلك يمثل فرصة ذهبية و نادرة لإسرائيل للمشاركة والإسهام في تعزيز الاقتصاد السعودي".

 

وقال "الأنصاري": "إسرائيل لديها سمعة جيدة في هذا المجال باعتبارها واحدة من أكثر الدول تطورًا وتقدمًا من الناحية التكنولوجية في مجال التعدين، وهي الأولى عالمياً في صناعة الماس، وبالإضافة إلى ذلك، المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة في العالم من دون أي مصدر للمياه المتدفقة (أنهار)، وإسرائيل هي الأولى عالميا في صناعة هندسة المياه، مما يجعلها مؤهلة للغاية لمساعدة المملكة العربية السعودية مع خططها الطموحة لتحلية المياه والتي هي جزء أساسي من خطة ولي ولي العهد للإصلاح الاقتصادي السعودي، "رؤية عام 2030".

 

وساق قائلاً:"وبطبيعة الحال، لا يمكن أن تنشأ شراكة اقتصادية بهذا الشكل دون مراجعة المخاوف الأمنية، حيث أن عامل الثقة بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط لا تزال بحاجة إلى تعزيز إيجابي. 

فمعظم هذه المخاوف متبادلة، وكلى البلدين يواجهان تهديدات مستمرة من الجماعات الإرهابية المدعومة مباشرة من قبل الحكومة الإيرانية المتطرفة، والمصنفة دوليا كراعي عالمي للإرهاب، فهي توفر ملاذاً آمناً لمعظم المنظمات الإرهابية الخطيرة والمعروفة."

 

وأردف:"أي شكل من أشكال التطبيع بين البلدين (السعودية وإسرائيل) هو أيضا تطبيع عربي وإسلامي تجاه إسرائيل، وذلك سيعزز الأمن في المنطقة و ويضعف الجماعات المتطرفة. في الواقع، كان هنالك وقت اعتمدت الولايات المتحدة فيه على المملكة العربية السعودية و إيران (قبل الثورة) لتكونا "ركني الاستقرار" (Twin Pillars) للشرق الأوسط كجزء من عقيدة نيكسون قبل عقود قليلة. الإدارات الأمريكية الحالية والمقبلة يمكنها أن تعتبر المملكة العربية السعودية وإسرائيل الأجدر للقيام بهذه المسؤولية ليصبحا "ركني الاستقرار" الجديد للمنطقة، فذلك لا يعني فقط تدخلات عسكرية أمريكية أقل، ولكن أيضا فرصة أسهل بالنسبة للولايات المتحدة لتعزيز بيئة اقتصادية أفضل في المنطقة لرفع معدل التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي".

 

واختتم:"تتطلب التغيرات السريعة إجراءات حاسمة وسريعة من أجل تحقيق استراتيجية سياسية وأمنية واقتصادية جديدة في الشرق الأوسط والتي تتمحور حول سياسة الربح للجميع. السعودية وإسرائيل يجب أن يدركا أنه في حين أن كل هذه الفوائد الثنائية الاستراتيجية والاقتصادية تبدو جذابة على الورق، فإن هذه الفوائد لا تكون لها أي فرصة للتجسد على أرض الواقع إلا إذا كانت مدعومة من قبل خطة شاملة تفي بالشروط المطلوبة من قبل الطرفين. إعاقة هذا التعاون بأي شكل من الأشكال سوف يعرقل حتما هذه الفرصة التاريخية لكلى البلدين للنمو والتطوير وترسيخ الأهداف المتبادلة، فالتعاون ليس فقط ضمان لنجاح هذه العلاقة، ولكنه سوف يكون سبباً لإنطلاق الشرق الأوسط إلى عصر جديد من السلام والازدهار الغير مسبوق".