مصر وسلطنة عمان تاريخ قديم من العلاقات.. هل تعززها زيارة "شكري" لمسقط؟ ‏

تقارير وحوارات

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري


يتوجه وزير الخارجية سامح شكري، غدا الأحد، إلى العاصمة العمانية مسقط، ناقلا رسالة ‏شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الملك قابوس بن سعيد‎.‎
‏ 
وتأتي زيارة شكري، إلى العاصمة العمانية مسقط في إطار تعزيز العلاقات الوثيقة والتاريخية ‏بين البلدين، ومن أجل استعراض أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل ‏التعامل مع الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية وتمثل تهديدا للأمن القومي العربي، وذلك ‏على خلفية توافق الرؤى والسياسات بين مسقط والقاهرة حول ضرورة التوصل لحلول سياسية ‏لأزمات العالم العربي، وأهمية تكثيف وتيرة التشاور والتنسيق بين الدول العربية في سبيل تحقيق ‏هذا الهدف.‏


الخارجية: العلاقات المصرية- العمانية محور ارتكاز في المنطقة العربية
‏ 
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها أن زيارة شكري إلى سلطنة عمان تستهدف بالأساس ‏تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومتابعة برامج ومشروعات التعاون القائمة، بالإضافة إلى ‏التشاور حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية التي تهم البلدين.‏
‏ 
كما أكد البيان أن العلاقات المصرية ـ العمانية تمثل محور ارتكاز أساسي في المنطقة العربية ‏يستمد قوته من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها على مختلف ‏الأصعدة.‏

علاقات تاريخية 

وتشير الدراسات التاريخية إلى أن العلاقات العمانية - المصرية، ليست بالعلاقات الحديثة ولكنها ‏ضاربة في التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذى أدى إلى إنتاج اتفاقيات تجارية ‏واقتصادية واسعة، تطورت مع الوقت وأنتجت أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية ‏وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقي  الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت ‏من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في  بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين. 
‏ 
وتستمد العلاقات المصرية - العُمانية قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها وعدم ‏اقتصارها على جانب واحد، وثمة علاقات تجارية واقتصادية وإعلامية وثقافية قوية بين البلدين.‏

روابط اقتصادية

فعلى الجانب الاقتصادي، تشكل الاستثمارات العمانية جزءا مهما من الاستثمارات الخليجية ‏والعربية في مصر، وهناك تعاون ملحوظ بين رجال الأعمال المصريين والعمانيين ، وثمة عدد ‏من الشركات المصرية الكبيرة التي تقوم بمشروعات ضخمة في سلطنة عمان في مجالات البنية ‏التحتية ومشروعات الطرق والصرف الصحي والاستثمار العقاري السياحي مثل شركة بتروجيت ‏وشركة المقاولات المصرية وشركة المقاولون العرب.‏
‏ 
وانطلاقاً من التناغم في الأفكار والمبادرات التي يسبقها دوماً التنسيق والتشاور ‏المشترك،  طرحت مصر وسلطنة عُمان رؤية مهمة لتطوير سوق التأمين العربي، وذلك خلال ‏الاجتماع الدوري الثاني لمنتدى الهيئات العربية للإشراف والرقابة على أعمال التأمين التي ‏استضافتها سلطنة عُمان مؤخراً، بمشاركة واسعة من ممثلي الهيئات الرقابية من مختلف الدول ‏العربية، يدعم ما سبق عدة اتفاقيات موقعة بين البلدين.‏

اتفاقيات 

وفي مايو 2014 تم توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وعمان في مجال التطوير الإداري، شملت ‏مجالات عديدة منها التدريب والتطوير والاستشارات والتخطيط الوظيفي وتبادل القوانين ‏والتشريعات المنظمة للموارد البشرية والتقنية الحديثة والآليات المستخدمة فى قياس عائد التدريب ‏والتطوير الإداري، وفي ديسمبر 2016 تم توقيع مذكرة تفاهم فى مجال السياحة بين مصر ‏وسلطنة عمان.‏
‏ 
وعلى صعيد العلاقات الإعلامية والثقافية بين البلدين، وقعت كل من مصر وسلطنة عُمان في ‏الخامس عشر من مايو 2014 مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي بين حكومة السلطنة وتمثلها وزارة ‏الإعلام العمانية، والحكومة المصرية، وتمثلها الهيئة العامة للاستعلامات.‏
‏ 
وتعد مذكرة التفاهم تفعيلاً للاتفاق الثقافي المبرم في عام 1974، وبروتوكول التعاون الإعلامي ‏الموقع في سنة 1983، تتضمن المذكرة توثيق أواصر التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات ‏للارتقاء بمهارات الكوادر البشرية، والاتفاق على تطوير التعاون عبر عدة قنوات اتصال فى ‏مقدمتها: القيام بتبادل منتظم للأنباء والأخبار المصورة عن  الاحداث الجارية فى البلدين، ‏وإعطائها الأفضلية في وسائل النشر والإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وكذلك المواقع ‏الالكترونية  إضافة إلى  تبادل الدراسات والمعلومات.‏
‏ 
وتنص المذكرة على دعم الإنتاج المشترك للإصدارات المطبوعة والإلكترونية التي تلقي الضوء ‏على العلاقات بين البلدين فى مختلف جوانبها سواء التاريخية أو المعاصرة، كما اتفق الجانبان ‏على تقديم التسهيلات اللازمة للباحثين والمتخصصين  للحصول على الخبرات والمهارات ‏الإعلامية، ويجوز للطرفين إضافة مجالات أخرى من خلال القنوات الدبلوماسية.‏
‎ 
وتمتلك مصر ثقل ثقافي وإعلامي ملموس في سلطنة عمان، ويلعب الأزهر دوراً ريادياً في ‏القطاع الديني بسلطنة عُمان، فهناك بروتوكول موقع بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ‏والشئون الدينية العُمانية، ويلتقي ممثليها في إطار اللجنة المشتركة‎.‎

خبراء: تقدم في العلاقات المصرية- العمانية

ويؤكد خبراء العلاقات الدولية أن مؤشر العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان يسجل تقدما ‏مطرداً  نتيجة العديد من  المستجدات الإيجابية فى ظل استمرار الاتصالات بين القاهرة ومسقط، ‏انطلاقا من المواقف الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان التي تعكس تقديره العميق ‏لمصر ولشعبها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما سبق وأن جسدته العديد من المبادرات ‏التاريخية، حيث قال السلطان قابوس في كلمته التي ألقاها بمناسبة العيد الوطنى الرابع عشر ‏للسلطنة عام 1984 :"لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في ‏بناء الكيان والصف العربي، وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب ‏والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير".‏

فضلاً عن التوافق في السياسة الخارجية للبلدين، والتي تقوم على مبادئ مهمة في مقدمتها ‏الحرص على استقرار الدول وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، ونبذ الخلافات العربية ‏العربية وضرورة توحيد الصف العربي لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة العربية.‏