ماذا قالت عن لعبة الحوت الأزرق؟.. 4 فتاوى جديدة من دار الإفتاء

تقارير وحوارات





عدة فتاوى أصدرتها دار الإفتاء ومسئوليها خلال الساعات الماضية، حول القضايا الراهنة التي تدور بالمجتمع المصري خاصة لعبة الحوت الأزرق وكذلك الاحتفال بشم النسيم، وذلك لوضع حد للجدل في مثل تلك القضايا.

تحريم لعبة الحوت الأزرق
أصدرت دار الإفتاء المصرية اليوم الخميس، فتوى بتحريم المشاركة فى اللعبة المسمَّاة بـ"الحوت الأزرق" Blue Whale، التى تطلب ممن يشاركون فيها اتباعَ بعض الأوامر والتحديات التى تنتهي بهم إلى الانتحار، وهو ما وقع فيه الكثير من المراهقين مؤخرًا فى مصر وعدد من دول العالم.

وطالبت الدار مَن استُدرج للمشاركة في اللعبة أن يُسارِعَ بالخروجِ منها، وناشدت الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثِّله من خطورة على الأطفال والمراهقين.

وأوضحت دار الإفتاء في فتواها أن الشريعة الإسلامية جاءت رحمةً للعالمين، واتجهت في أحكامها إلى إقامة مجتمعٍ راقٍ متكاملٍ تسوده المحبةُ والعدالةُ والمثلُ العليَا في الأخلاق والتعامل بين أفراد المجتمع، ومن أجل هذا كانت غايتُها الأولى تهذيبَ الفرد وتربيتَه ليكون مصدر خيرٍ للبلاد والعباد، وجعلت الشريعةُ الإسلامية الحفاظَ على النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصدًا من أهم المقاصد الشرعية؛ التي هي: النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال، فكل ما يتضمن حفظ هذه المقاصد الخمسة فهو مصلحةٌ، وكل ما يفوتها فهو مفسدةٌ ودفعها مصلحة.

وأضافت أن الشريعةَ قررت أن الأصلَ في الدماء الحرمة، وسنَّت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ على نفوس الآدميين، ويحافظ على حماية الأفراد واستقرار المجتمعات، وسدَّت من الذرائع ما يمكن أن يمثل خطرًا على ذلك في الحال والمآل.


الاحتفال بشم النسيم
وأكدت دار الافتاء المصرية، أن الاحتفال بيوم شم النسيم، ليس بها شئ مخالف للشرع فهو عادة مصرية ومناسبة اجتماعية لا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية.

وكتب الحساب الرسمى لدار الإفتاء عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر" :"إنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع بالترويح عن النفس وصلة الأرحام وزيارة المنتزهات وممارسة بعض العادات المصرية القومية كتلوين البيض وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا". 

وتابع :"فبعضها مما يحث عليه الشرع الشريف ويرتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام وبعضها من المباحات التى يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام".

 حكم التوسل بالنبي
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن التوسل بالنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مما أجمعت عليه مذاهب الأئمة الأربعة المتبوعين، ومع ذلك فإن بعض الناس يُكَفِّر من يتوسل بالنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وبغيره.

وإستشهدت دار الإفتاء، بقوله تعالى ﴿وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: 213]، ﴿مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾ [الكهف: 17]، ومع هذا فقد قال سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: 52].

وأضافت، أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرٌ جائزٌ ومرغَّب فيه شرعًا؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64]، وكذلك الحال في التوسل بالأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وليس هذا من الشرك؛ لأنه بقصد التقرب إلى الله عز وجل مع تمام العلم بأن النفع والضر بيد الله وحده.

الفرق بين قيام الليل والتهجد 
كما قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن وقت قيام الليل يبدأ من صلاة العشاء ويمتد إلى طلوع الفجر، ولا يشترط لصحته النوم قبله ولا بعده.

وأضاف "ممدوح" في إجابته عن سؤال: "ما الفرق بين قيام الليل والتهجد؟"، أن التهجد هو أن يصلي الإنسان بعد استيقاظه من النوم ليلًا، منوهًا بأن التهجد يعتبر من قيام الليل لأنه يكون في جزء من وقته، فكل تهجد هو قيام ليل ولكن ليس كل قيام ليل تهجدًا.

وأوضح أن قيام الليل لا يشترط أن ينام الإنسان قبله، ويكون بالأذكار وقراءة القرآن والصلاة النافلة، أما التهجد فينحصر في الصلاة بعد الاستيقاظ من النوم.