"يحتفل به المصريون 3 مرات"...كل ما تود معرفته عن مولد الإمام الحسين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شهدت ساحة الحسين والأماكن المجاورة، العديد من الفعاليات، حيث توافد المئات من أبناء الطرق الصوفية ومحبي الإمام الحسيين من كل مكان للاحتفال بمولد الإمام الحسين، ولم تقتصر الاحتفالات على المصريين فقط بل يشاركهم أيضًا الأجانب بالرغم من عدم معرفتهم بطقوس المولد، إلا أنهم حرصوا على مشاركتهم واندماجهم في حلقات الذكر كغيرهم من محبي الحسين.

ويحتفل المصريون 3 مرات بالإمام الحسين في العام الواحد ولكل مرة مناسبة مختلفة، حيث يحتفلون بذكرى استشهاده في 10 من المحرم، والذي سيكون في 9 سبتمبر سنة 2019 وذكرى ميلاده في 3 شعبان الموافق 8 إبريل، أما احتفال 1 يناير فهو بمناسبة دخول الرأس الشريف لسيد الشهداء الإمام الحسين رضى الله عنه لتستقر فى مصر فى مشهدها المعروف الآن، والذى يقصده القاصي والداني محبة في ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لذا تقدم"الفجر"، كل ما تود معرفته عن مولد الإمام الحسين، وسيتم توضيح ذلك فيما يلى:
 
احتفال مولد الإمام الحسين
يحتفل المصريين، بمولد الإمام الحسين مرتين كل عام، الأولى في شهر شعبان، وهي ذكرى يوم ميلاده الشريف في 3 من شهر شعبان عام 4 للهجرة في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسلم، بعد نحو عام من ولادة أخيه الإمام الحسن رضي الله عنه، فعاش مع جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ما يزيد عن الست سنوات.
وهذا يعتبر المولد الأول، الذي يقيمه أهل مصر لمولانا الإمام الحسين رضي الله عنه، ويقام فيه احتفالات في العراق والشام كذلك وغيرها من الدول العربية.
أما المولد  الثاني، وهو الذي يوافق هذه الأيام، فيقام في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الآخر، وهي ذكرى وصول الرأس الشريف للإمام الحسين من عسقلان في فلسطين إلى مصر واستقرارها، وذلك في عهد الدولة الفاطمية، ولذلك قصة.
 
متى استشهد الحسين؟
بعد موقعة كربلاء عام 61 هـ، حيث استشهد الإمام الحسين سيد الشهداء وأهل بيته، اجتز شمر بن ذي الجوشن، رأس الإمام الحسين وذهب بها إلي يزيد بن معاوية في الشام لينال مكافأته بولاية إحدي المدن الإسلامية، فأمعن يزيد في فحشه وعلق الرأس الشريفة للإمام الحسين على أبواب دمشق ليزيد الناس إرهابا، وبعدها تظل الرأس بخزائن السلام بدمشق بعد وفاته لتنقل وتستقر كما ذكر المؤرخون بعسقلان لمدة خمسة قرون.
واستشهد الإمام الحسين وله من العمر سبعة وخمسون عامًا، في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعة كربَلاء بالعراق، عام واحد وستين من الهجرة.
 
قصة وصول رأس الحسين
جاءت رأس الحسين إلى القاهرة من عسقلان الفلسطينية على يد الفاطميين، وذلك بعد الحروب الصليبية حول بيت المقدس، وقد استغل الفاطميين علاقتهم الجيدة بالصليبيين فاشتروا رفات رأس الحسين بـ 30 ألف قطعة ذهبية.
وممن ذهب إلى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة المؤرخ العظيم (عثمان مدوخ)؛ إذ قال في كتابه: "إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار: مشهد بدمشق دفن به الرأس أولًا، ثمَّ مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض، نقل إليه الرأس من دمشق، ثمَّ نقل إلى المشهد القاهري لمصر بين خان الخليلي والجامع الأزهر"، ويقول المَقْرِيزِيُّ في تاريخه: "إنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8 جمادى الآخرة عام 548هـ، وبقيت عامًا مدفونة في قصر الزمرد حتى أنشئت له خصيصًا قبة هي المشهد الحالي، وكان ذلك عام 549هـ".
 
رحلة نقل "رأسه" إلى مصر
وتعود رحلة نقل رأس "الحسين"، بمصر إلى قصة طويلة، عندما تزينت مصر وتجملت وأضيئت المصابيح شوقًا لحضور رأس "الحسين" حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعندما جائت الحملات الصليبية إلى بلاد العرب وكانوا ينبشون القبور المعظمة عند المسلمين خشي الوزير الفاطمي ذو الكلمة النافذة حينها الصالح طلائع على الرأس الشريفة للإمام الحسين أن يمسها الصليبيين بسوء، فأوعز النصح للخليفة الفائز وأجزل فى نصحه له بالتفاوض مع بلدوين الثالث قائد الحملة الصليبية على عسقلان بدفع مبلغ مالى كبير مقابل الحصول على الرأس الشريفة وإعادة دفنها بمصر.
 
وذهب الأمير الأفضل ابن قائد الجيوش بدر الدين الجمالي إلى عسقلان ووقف على قبر الإمام الحسين حتى استقر عند الرأس الشريفة فحملها على صدره من عسقلان فى يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة لتصل يوم الثلاثاء العاشر من نفس الشهر الموافق العام 548 هجريا الموافق 31 أغسطس عام 1153 ميلاديا، وقد سار بها في موكب مهيب تقشعر له الأبدان وتخلج له جنبات الصدور وتنتشي بعزته كل فخور فرحا بنقل الرأس الشريفة إلى مصر المحروسة التي كانت وستظل إلى أبد الآبدين كنانة آل بيت رسول الله في الأرض.
 
وتقديرًا وحبًا من المصريين لأهل البيت وللإمام الحسين رضي الله عنه استقبل المصريون الرأس الشريفة للإمام الحسين عند وصولها لمصر بخلع نعالهم حتى لم يكن بينهم مرتديا لنعله.
وما مرت الرأس الشريفة بقرية أو بلده إلا واستقبلها المصريون بالورود والعطور والفرح والبشر والسرور، ومن كرامات وصول الرأس الشريفة انتشار رائحة المسك منها في كافة الأرجاء التي مرت بها حتى أن الحارة المجاورة لمسجد الصالح طلائع والتي مرت بها الرأس الشريفة لتدخل ساحة المسجد التي دفنت بها الآن فإذا بأهالى الحارة يستنشقون عبير المسك فى بيوتهم وأمتعتهم، ومنذ هذه اللحظة وحتى يومنا هذا يطلق عليه الجميع حارة المسك.
 
احتفالات الطرق الصوفية
تختتم الطرق الصوفية، احتفالاتها بذكرى استقرار رأس الحسين عليه السلام، بعد احتفالات استمرت نحو أسبوع، إذ تؤكد الروايات التاريخية  وصول الرأس الشريف إلى موضعها الحالى ، فى الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الثانى، حيث بلغت الاحتفالات ذروتها بمجالس الذكر والمديح وكلمات العلماء عن فضل آل البيت، فيما يواصل آلاف الزائرين زيارة ضريح الإمام الحسين، كما تقدم الخدمات المأكل والمشرب للزائرين، حيث سيطرت الأكلات الشتوية نظرا لبرودة الطقس فقد قامت الخيام بتقديم الاكلات المختلفة وذلك تبعا للعرف والثقافة، حيث هناك خدمات ينتسب أصحابها لصعيد مصر وأخرى للوجه البحرى، وتنوع الطعام ما بين "شعرية بالسكر" وعدس" وذلك لمواجهة موجة البرد.