هل يتنصر نواب البرلمان في حربهم على الإدمان؟ (تقرير)

أخبار مصر

بوابة الفجر


دائمًا وأبدًا تعد ظاهرة الإدمان من أهم القضايا الداخلية التي تواجه تقدم الشعوب، ومصر تعاني من أزمات وعقبات تلك الظاهرة السلبية منذ عقود، بالرغم من وجود حملات دعائية وتوعوية عن مخاطر الإدمان، الأمر الذي دفع نواب البرلمان لاستخدم صلاحياتهم الرقابية بتوجيه طلبات الإحاطة للحكومة في محاولة منهم للتصدي لتلك الظاهرة. 

مفاجأة.. انتشار أنواع مخدرات جديدة بالمجتمع 
من جانبها، حذرت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، من انتشار أنواع جديدة من المخدرات في المجتمع المصري مؤخرا، وتسبب ذلك في زيادة نسب الإدمان في مصر.

وطالبت النائبة البرلمانية، وزارتي الصحة والتضامن، بضرورة تعزيز الجهود في مواجهة انتشار الإدمان والتنسيق الفوري مع وزارة الداخلية لضبط المواد المخدرة الجديدة التي دخلت السوق، مُشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من ظاهرة الإدمان وانتشارها بين الشباب، غير كافية، مطالبة بضرورة وضع إستراتيجية حقيقة لمواجهة الإدمان في مصر، موضحة أن هذه الإستراتيجية تكون ملزمة للجهات والمؤسسات سواء الصحية أو الأمنية أو التعليمية، حرصا على إزالة هذا الخطر من مستقبل الشباب.

تفشي الإدمان بالشوارع والمدارس 
وفي نفس السياق، تقدم النائب أحمد عبده الجزار، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، موجها ضد كل من المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بسبب تفشي ظاهرة الإدمان في المدارس والشوارع بشكل عام.

وقال الجزار، في نص طلب الإحاطة أنه للأسف هناك ظاهرة ملاحظة وهي تفشي تعاطي المخدرات بين طلاب المدارس الثانوي والإعدادي، وكذلك انتشار عقار جديد يتعاطاه الكثير من الشباب تحت مسمى "الاستروكس".

وشدد النائب البرلماني على أن هناك حملة ممنهجة ضد مصر من أجل إضعافها عن طريق نشر المخدرات فيها لتدمير شبابها، لافتا إلى أنه قوات حرس الحدود استطاعت مُؤخرًا ضبط سفينة إيرانية محملة بالمخدرات كانت في طريقها لدخول مصر عبر البحر الأحمر تحمل 171 كيلو هيروين.

مصر من أكثر الدول العربية والإفريقية استهلاكًا للحشيش
وفي السياق ذاته، أعلن النائب ممتاز دسوقي، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، عن تقدمه بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، حول الرواج الكبير لتعاطي مخدر الحشيش بين الشعب المصري، بالرغم من أضراره المعروفة والتي تصل إلى الإصابة بالسرطان.

وقال دسوقي، إن مصر تعد من أكثر الدول العربية والأفريقية استهلاكًا للحشيش ويصل أعداد متعاطيه بالملايين في مصر، بحسب صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، واحتلت العاصمة المصرية القاهرة المركز الخامس ضمن قائمة مدن العالم الأكثر استخداما للحشيش، وفق مؤشر الأعشاب Weed Index 2018، الصادر عن وكالة ايه بي سي دي الألمانية للخدمات الإعلامية، ما يعنى أننا أمام كوارث صحية وبيئية محققة وتحتاج إلى جهود مضاعفة من الجميع للقضاء على المخدرات، مؤكدا أن الحشيش يعد البوابة الرئيسية لتعاطي المخدرات الأخرى.

وأوضح النائب البرلماني أن الخبراء أكدوا أن الحشيش يتسبب في أكثر من 8%‏ من الأمراض النفسية والعقلية الموجودة في مصر، وأهمها الفصام والاضطرابات الوجدانية مثل الهلاوس أو الاكتئاب والوسواس القهري، بالإضافة إلى تأثير الحشيش في أداء الشخص الوظائف المختلفة، والتأثير في قدرة الشخص على إدراك الوقت، والمكان، والمسافة حتى وإن كانت كميته بسيطة ممّا أدى إلى ارتفاع نسبة حوادث السير بسبب الأشخاص المتعاطين للحشيش، فضلا عن الأضرار الصحية الأخرى التي تصل إلى سرطان الحنجرة، والفم، والرئة.

وطالب النائب البرلماني، بزيادة حملات التوعية وتفعيل دور الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة في نشر الفكر الديني المستنير والتوعية بمخاطر هذا المخدر والرد على الخرافات المتعلقة بكونه حلال وغير مضر، مع التوسع في إنشاء المصحات العلاجية وفق المعايير الدولية، وتوفير أطقم الرعاية الطبية المتخصصة في علاج الإدمان بشكل علمي.