اندلاع اشتباكات جديدة في بغداد بالرغم من دعوة رجل دين إلى الهدوء

عربي ودولي

بوابة الفجر



وفقًا لوكالة رويترز الأخبارية، اندلعت اشتباكات جديدة بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين المناهضين للحكومة في بغداد، اليوم الجمعة، على الرغم من دعوة رجل الدين الشيعي في البلاد إلى الهدوء، حيث تتصارع السلطات مع أكبر أزمة تشهدها البلاد منذ سنوات.

وقال مراسل رويترز: إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وألقت قنابل صوتية على حشود المتظاهرين، الذين كانوا يرتدون خوذات ودروع بدائية مؤقتة على طريق رئيسي في وسط العاصمة العراقية، مما أرسل متظاهرين مبعثرين، وبعض المصابين.

ووفقًا لما ذكرته الشرطة والمسعفون قُتل أكثر من 260 شخصًا، منذ بدء الاحتجاجات على نقص الوظائف والخدمات في بغداد في الأول من أكتوبر، وانتشرت بسرعة إلى المحافظات الجنوبية.

كما استخدمت الشرطة والجيش والجماعات شبه العسكرية النيران الحية ضد المتظاهرين غير المسلحين في الغالب منذ بداية الاضطرابات.

كما حملت آية الله العظمى علي السيستاني، الذي يتحدث فقط عن السياسة في أوقات الأزمات ويمارس نفوذًا هائلًا على الرأي العام في العراق ذي الأغلبية الشيعية، حمل قوات الأمن مسؤولية أي تصعيد عنيف، وحث الحكومة على الرد بأسرع ما يمكن على مطالب المتظاهرين.

وقال ممثل للسيستاني في خطبة بعد صلاة اليوم الجمعة في مدينة كربلاء المقدسة، "المسؤولية الأكبر تقع على عاتق قوات الأمن"، "يجب عليهم تجنب استخدام القوة المفرطة مع المحتجين المسالمين."

ولم يأخذ المتظاهرون، الذين ينظر بعضهم إلى السيستاني على أنه جزء من النظام السياسي والديني، الذي يقولون: إنه "سبب بؤس العديد من العراقيين، سوى القليل من العزاء من كلمات رجل الدين".

كما يقول إنه يدعم الاحتجاجات وعلينا الاستمرار ولكن لم يساعد.

وقالت امرأة تحتج في بغداد قُتل أبنها في الاشتباكات الأخيرة، إن "الخطاب لن يحدث فرقًا في أي من الاتجاهين".

ويطالب المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب العاطلين عن العمل، بإصلاح النظام السياسي وطبقة حاكمة فاسدة هيمنت على مؤسسات الدولة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

وأدى رد الفعل العنيف من السلطات إلى تأجيج الغضب الشعبي.

كما ذكرت وكالة رويترز، أن القناصة من الميليشيات، التي تدعمها إيران والتي شاركت في الحملة قد تم نشرهم الشهر الماضي.

قوة مميتة
قالت هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، اليوم، إن النيران الحية لا تزال تستخدم، وحتى قنابل الغاز المسيل للدموع، التي أطلقت مباشرة على جثث المتظاهرين بدلًا من رميها في الحشود، قتلت 16 شخصًا على الأقل.

وأظهر الأطباء في المستشفيات مسحًا لرويترز لأوعية الغازات المسيلة للدموع الموجودة في جماجم المحتجين المتوفين.

وحذر السيستاني من استغلال الاضطرابات، من قبل القوى "الداخلية والخارجية"، التي قال إنها سعت لزعزعة استقرار العراق من أجل أهدافهم الخاصة. لم يخض في التفاصيل، كما قال إن على من يتولون السلطة أن يتوصلوا إلى رد حقيقي على المظاهرات.

وفشلت المعونات المقدمة للفقراء والوعود بمحاكمة المسؤولين الفاسدين، وخلق المزيد من فرص العمل للخريجين في استرضاء المتظاهرين، الذين تشمل مطالبهم نظام انتخابي جديد وإقالة جميع القادة السياسيين الحاليين.

ورفض المتظاهرون التدخل الأجنبي في العراق، والذي ظل عالقًا منذ فترة طويلة بين حلفائه الرئيسيين والمنافسة المريرة للولايات المتحدة وإيران.

وتم توجيه الغضب الشعبي بشكل خاص نحو إيران، التي تدعم الأحزاب والجماعات شبه العسكرية، التي تهيمن على حكومة بغداد ومؤسسات الدولة.