"عمرها 4300 عام".. المجالس النيابية في مصر القديمة

أخبار مصر

بوابة الفجر


تقترب مصر في الأشهر القليلة الباقية من عام 2020 من انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب في شهري أغسطس وديسمبر، والتي تعتبر قمة الهرم التشريعي في مصر حيث إن المجلسين هما المنوطان بصياغة أو الموافقة على القوانين، وتعتبر مصر من أقدم بلاد العالم التي عرفت المجالس النيابية، وعبر السطور التالية نتعرف على أقدم تلك المجالس.

في البداية، يقول مجدي شاكر كبير أثريين، إن الملك في مصر القديمة كان هو صاحب الكلمة في أمور الموازنة العامة والمشروعات الداخلية وسن القوانين وإصدار المراسيم وتحمل مسؤولية الأعمال الحربية وكذلك تعيين كبار الموظفين وحق منح العفو عن بعض المذنبين والمشاركة في الأعمال والاحتفالات الدينية والرسمية ومنح الهبات والعطايا واستقبال السفراء الأجانب وكان يعاونه الوزير وكبار الموظفين وموظفو القصر الملكي وموظفو الإدارات الحكومية.

وأضاف شاكر في تصريحات إلى الفجر، أن أولى مظاهر الحياة النيابية ظهرت في قرية دير المدنية بالبر الغربي في الأقصر حيث عثرنا على بقايا أوستراكا "أحجار مسجل عليها كتبات أو أحداث"، وبعض البرديات عن حياة طبقة العمال من القرن الرابع عشر حتى بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد، أي منذ ما يقرب من 4300 عام، وتخبرنا هذه الوثائق أنه كان يوجد مجلس يسمى "كنبت" وهو أشبه بالمجلس المحلي بالعصر الحالي. 

كما كان يوجد في قرى أخرى، وتكون هذا المجلس من الشخصيات البارزة من سكان القرية بعضهم من الموظفين المحليين وكان هذا المجلس مسئولا عن إدارة وتنظيم الأعمال بين سكان القرية والنظر في قضاياهم. 

وأشار شاكر أن المجلس كان يتكون من ثمانية أعضاء وأثناء نظر الدعاوى يصبح العدد إثنا عشر وأثناء نظر دعاوى الوصايا العامة يصبح العدد أربعة عشر. 

وهؤلاء الأعضاء كانوا من القضاة ورئيس العمال الكتبة والنواب وحرس المقابر ورجال الشرطة وأهم هذه الشخصيات رئيس كل قسم من العمال والكتبة، والذين لم يحملوا ألقابًا مميزة في المجلس هم السكان العاديين، ومن أعضاء المجلس أحيانا كان يوجد قاضيتان من السيدات. 

وتابع، أن لهذا المجلس مجلس آخر تابع وبه أشخاص مساعدين للمجلس المحلي ينحصر دورهم الرئيسي في القيام بتفتيش المنازل وتحريز البضائع طبقًا لتقرير رسمي فكان لهذا المجلس الحق بالقبض على شخص ما واستخدام القوة معه، وتدل سجلات المجلس على أن القضاة كانوا يختارون من بين الذين يسكنون القرية وكان هناك موظفون آخرون جاءوا من مناطق أخرى وذلك لفترة معينة لعقد المجلس. 

وأشار شاكر أنه كان من حق المجلس إقرار الدعوة بعد ثلاث جلسات مخصصة للموضوع نفسه وكان هناك سجلات للمجلس التي تحتوى على قوائم بأسماء القضاة وكانوا القضاة هم الذين يعلنون بأنفسهم الحكم وكان هناك تمثال للملك أمنحتب الاول موجود في قاعة المجلس وكان يطلب رأيه في بعض الأحكام، وكان المجلس ينظر في الدعاوى بعد رفعها بثلاثة أيام تكون مصحوبة بالأدلة والبراهين وكذلك ينظر في الخلافات بين سكان القرية وطبقة العمال وكل المعاملات