طارق فهمي لـ "الفجر": سد النهضة لم يُحقق النتائج المرجوة لإثيوبيا.. والسيسي نجح في تحقيق طفرة في علاقات مصر بالدول العربية (حوار)

تقارير وحوارات

د. طارق فهمي
د. طارق فهمي

استراتيجية السيسي لتدعيم العلاقات المصرية بالوطن العربي جعلت العلاقات المصرية القطرية في تطور إيجابي 

 

مصر تبني موقف عربي لحل أزمة لبنان والولايات المتحدة الأمريكية من مصلحتها تحقيق استقرار لبنان

 

حادثة الطفل ريان لها أبعاد سياسية أخرى إلى جانب البعد الإنساني

 

دخول فكرة المحاصصة في العراق يعطل أي استقرار بالبلاد

 

التطبيق الفعلي لاستئناف حظر جماعة الحوثي الإرهابية يعقب مرحلة التجديد النصفي لانتخابات أمريكا

 

على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحول مواقفها من الأقوال إلى الأفعال بخصوص إرهاب الحوثي

 

 

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعاد بناء العلاقات المصرية العربية على أسس رئيسية قوامها المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة، مشددًا على أن مصر تمد يدها بالسلام والتعاون مع جميع الدول العربية وحريصة على تعزيز علاقاتها.

 

وأضاف "فهمي" في حوار خاص لـ "الفجر"، أن سد النهضة لم يحقق النتائج التي كانت ترجوها إثيوبيا حتى الآن، منوهًا إلى أنه من المتوقع أن تزيد الحملات الإرهابية على دول الخليج مع الزيادة الملحوظة في تزايد الإرهاب الحوثي على الإمارات والسعودية.

 

وإلى نص الحوار..

 

◄ ما أهم النجاحات التي حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي على المستوى الدولي والعربي ؟

بنت مصر استراتيجية في عهد الرئيس السيسي مختلفة تمامًا عن العهود السابقة، الرئيس السيسي لم يدخل في أي تجاذب أو مهاجمة على أي رئيس، وأعاد العلاقات مع قطر بهدوء وآلت العلاقات الآن إلى أحسن مما هو متوقع فلا توجد غصة لدى مصر مع أي دولة عربية أخرى بل إن مصر تقدم أسمى ما لديها لتحسين العلاقات.

 

وأهم نجاحات للرئيس السيسي على المستوى العربي أولًا أنه أعاد بناء العلاقات المصرية العربية على أسس رئيسية قوامها المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة، وثانيًا والأهم أنه قدم للعالم العربي أسمى ما لديه فالقوات المسلحة هي التي تقوم بتدريب وإدارة التحديات التي من الممكن أن تواجه العرب، وثالثًا فكرة التحالف الثلاثي فالسيسي يتصدى للتحديات الخاصة بعدم انعقاد الجامعة العربية وإضعاف مؤسسات العمل العربي، ورابعًا دخول السيسي في مشاركات عربية في مواجهة إرهاب الخليج، وخامسًا هو يعتبر ثاني رئيس مصري  يدخل الإمارات العربية المتحدة ويعلن أثناء تواجده هناك أن الأمن القومي العربي يتماس مع الأمن القومي الخليجي ومع الإمارات تدعيمًا منه للعلاقات بين البلدين.

 

◄ ما تقييمك للعلاقات الحالية بين مصر والدول العربية؟ 

مصر تمد يدها بالسلام والتعاون مع جميع الدول العربية وحريصة على تعزيز علاقاتها لكن هناك مشاكل عربية تنعكس عليها على سبيل المثال القمة العربية لم تعقد وهي مؤسسة هامة يجب الحفاظ عليها وعلى أمينها بصرف النظر عن شخصه، لكن القمة العربية حينما لا تعقد بصورة دورية وكان يمكن أن تعقد بصورة افتراضية عن طريق ادوات التواصل الإجتماعي تجعلنا نقول بأن هناك أيدي عابثة في أمن الوطن العربي الأيدي العابثة هي دول أطراف إقليمية وبشكل أوضح هي إيران وتركيا وإسرائيل، فلهم مصالح تتمثل في استبدال نظام الوطن العربي بنظام الشرق الأوسط.

 

◄ إلى أين انتهت المداولات في أزمة سد النهضة ؟ 

من المتوقع أن تقوم إثيوبيا بالملئين الثالث والرابع والملء الثالث سيكون ما بين الشهرين ستة أو سبعة القادمين، وقد أصدر آبي أحمد بيان يقول فيه بإمكان مشاركة إثيوبيا مع مصر لطالما نحن شركاء في الكهرباء وغيرها، ومصر حيال ذلك لن تذهب ثانيةً لمجلس الأمن الدولي وأمامها مسارات ثلاث الأول أنها متمسكة بالإتحاد الإفريقي ولن تغادره وتنسق مع دولة الرئاسة، السنغال، والثاني أنها منتظرة مبادرة ربما يطلقها رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، بصفة وضع الجزائر الخاص واعتبارها بين الإثيوبيين والأفارقة وبناءًا على تلك المبادرة ستبني مصر أساسيات المشاركة مع إثيوبيا والثالث يكمن في أن الخيار العسكري موجود وهناك استراتيجيات أخرى وبدائل لا يمكن التهوين من شأنها كتزويد مساحة الأراضي الزراعية وتبطين الترع وتحلية المياه وغيرها، ويبقى القرار في يد صانع القرار المصري فهو وحده من لديه المعلومة الكاملة عن الملء والتدريب والتشغيل والدولة المصرية قوية دبلوماسيًا وسياسيًا والخيارات أمامها متاحة 

 

ومتى يدرك صانع القرار أن هناك خطر حقيقي قادم على مصر سيتخذ القرار، وتحتاج الأزمة لإدارة خلاقة من الجانب الإثيوبي حتى تنتهي وبصفة عامة السد وفقًا لدراسة الجدوى كان لديه ما يقرب من ثلاث لأربع سنوات حتى يبدأ في العمل وإلى الآن لم يتم تشغيله ولم يحقق النتائج التي كانت ترجوها إثيوبيا.

 

◄ وبالإنتقال إلى الإخوان.. هل من المتوقع أن تؤول انقسامات جماعة الإخوان بالنهاية إلى القضاء على مستقبلها ؟

الإخوان المسلمين موجودون منذ أكثر من ثمانين عامًا وخلال تلك الفترة يمكن القول أنهم بنوا ثلاث مظلوميات المظلومية الأولى في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، والمظلومية الثانية في فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات بعد أن أخرجهم من السجون، والمظلومية الثالثة تقام الآن في عهد الرئيس السيسي وهي التي يجب الإنتباه إليها فجماعات الإخوان الآن ترسخ أنها ضعيفة ومظلومة في المجتمع المصري فلديهم فكر أنهم هم سبب قيام وانتصار ثورة ٢٥ يناير وهم الآن يعدوا أجيالهم ويزرعون في مؤيديهم فكرة أن المجتمع المصري ظالم وحيال ذلك اتخذوا إجراءات عدوانية مثل استهداف التجمعات الجماهيرية وزرع قنابل في الشوارع إلا أنهم رجعوا فيها بعد أن أدركوا أنهم بذلك يدخلون في عداء مع المجتمع المصري كله وليس فقط مع ضباط الجيش والشرطة 

 

وفي تقديري لا يوجد إخواني سابق لأن الفكرة كامنة والأيديولوجية موجودة في عقول أفراد هذه الجماعات، وهناك صراع الآن موجود بين الإخوان على ولاية العهد أو تولي منصب المرشد فالإخوان المسلمين في الأردن يريدون أن يتولوا دور المرشد على اعتبار أنهم أقوى جماعة بعد إخوان مصر وكان لهم سبعة عشر نائب في البرلمان السابق وفي البرلمان الحالي لديهم ستة نواب ولهم حضور وتواجد في الشارع الأردني ويقومون بمظاهرات على عكس إخوان مصر، وملك الأردن، عبد الله الثاني بن الحسين، يتعامل على أنهم شريحة موجودة في المجتمع وكذلك غالبية الدول العربية تتعامل معهم على أنهم أمر واقع غير قادرة على حظر نشاطهم والموقف تجاه جماعات الإخوان غير صحيح ومراوغ منذ عهد ترامب فالولايات المتحدة الأمريكية تسلم بمبدأ أن الإخوان ما دام لا يضرون بمصالح الأمة الأمريكية ويشاركون في نشاطاتها الإقتصادية وغيرها من النشاطات فلا داعي لحظرهم.

 

◄ برأيك هل تنجح تركيا في تطبيع العلاقات مع مصر؟

الخلاف مع تركيا قائم على فكرة الأذرع الإعلامية التي تريد تركيا من خلالها التحريض على نظام الحكم في مصر، وخلال مساعي تركيا لتحسين مصالحها مع مصر وبناءًا على طلب مصر تم إيقاف نشاط بعض الإعلاميين أمثال معتز مطر وناصر، ولكن حل محلهم الآن إعلاميين جدد وهم يؤدون نفس دور الأذرع الإعلامية الأولى ولا تزال قنوات الشرق ومكملين والوطن مستمرة في هجومها وعداءها على الدولة المصرية وتريد تركيا إعطاء جنسيتها للإخوان المصريين الموجودين هناك، ومصر مطالبها واضحة فهي تريد على سبيل المثال تقديم مراجعات فكرية كما المراجعة التي قدمتها الجماعة الإسلامية التي كانت موجودة في مصر في التسعينات من القرن الماضي وتلك الجماعة تعد أخطر من الإخوان ولكن بعد حملتها العدوانية الشديدة على مصر واستمرارها لأعوام قال الإمام فضل، أحد أفراد الجماعة، بفكرة تجميع أفراد الجماعة وتقديم مراجعة فكرية يعلنوا فيها أنهم أخطأوا في حق الشعب والدولة المصرية وبالفعل تم ذلك وكان ممن عاد منهم وأعلن مراجعته دكتور ناجح إبراهيم، وكرم زهدي، ومجدي دربالة  ورحبت الدولة المصرية واستوعبت ذلك وهي الآن تريد من الإخوان المسلمين تقديم وإعلان مثل تلك المراجعات وتطلب من شباب الإخوان أن يعودوا لحضن الوطن ولكن جماعة الإخوان تستمر في المراوغة فما إن يظهر الشباب الإخواني مراجعة تختفي ثم يقدم الكبار ثم تختفي وذلك يدل على هشاشة الجماعة وأن وضعها وموقفها ضعيف وأن الإنقسامات الموجودة في الجماعة كبيرة ويدل على هشاشتها أيضًا أن التيار القطبي لا يزال محتجزًا داخل السجون.

 

◄ لماذا جذبت حادث الطفل ريان اهتمام دولي وعربي كبير حتى أصبح حديث مواقع التواصل ووسائل الإعلام ؟

مبدئيًا ودون نقاش هذه الحادثة لها بعد إنساني لكن هناك أسئلة مشروعة تطرح نفسها وتحتاج إلى إجابات منها علامات استفهام حول إهمال الأب والأم والعائلة التي غاب عنها طفلها خمسة أيام ويتحركون ببطء في إنقاذه، وقد عرضت إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا مساعدات لإنقاذ الطفل فلماذا تمسكت المغرب بأن تدير هي موضوع الإنقاذ، وأمر آخر أن هناك خبرات علمية وتكنولوجية قادرة ومن السهل عليها أن تقوم بعملية الإنقاذ مثل الروبوتات وغيرها من الوسائل الإنقاذية.

 

يستمر الوضع خمسة أيام ويدخل العالم في حالة استنفار في عدم التمكن من إنقاذ طفل، والعالم لا يعلم أيضًا كيف بدأت الأزمة وانتهت فعدم ظهور جثة الطفل أمام الناس بعد إعلان وفاته يثير علامة استفهام. لكن الواقع أن الموضوع سار في بعد آخر هو البعد الإنساني والتضامن العربي وانطلاقًا من هذه النقطة أقول بأن هناك مئات وآلاف من الأطفال يموتون في كل دول العالم العربي مثل اليمن، وسوريا، وفلسطين، والصومال، والعراق وغيرهم الأمر الذي يجعلنا نسلم أن للقضية أبعاد أخرى.

 

وبالإنتقال إلى لبنان.. ما مستقبل الانتخابات هٌناك؟ 

لبنان مرشح لحالة من عدم الإستقرار خلال الفترة القادمة لا علاقة لها بالانتخابات. تظل المسألة اللبنانية محل خلاف وتجاذب وربما لن تجرى بسبب اعتراضات وتحفظات على إجرائها وحيال ذلك سيكون للجانب المصري والفرنسي دور في إجراء الإنتخابات وأجرت مصر اتصالاتها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدفع المرشحين وإمضاء الإنتخابات في إطارها فمصر حاضرة في الملف اللبناني بقوة لاعتبارات كثيرة والتنسيق العربي في القمة يشمل الملف اللبناني والتصميم على إجراء الإنتخابات في موعدها ومحاولة دخول مصر مع المنظمات المانحة لتقديم مساعدات للدولة اللبنانية لأن دول الخليج لديها تحفظاتها مع الدولة اللبنانية فيبقى معيار الوضع في لبنان في يد مصر وفرنسا. أما بالنسبة لشكل الحكومة وأطرافها فالرئاسات الثلاث حتى هذه اللحظة لم تتفق على قواعد إدارة العملية الإنتخابية، ولأنه أيضًا قد تجرى انتخابات ولا يعترف أحد بنتائجها تتدخل مصر وفرنسا في المشهد اللبناني لإدارة الصراع إلى أن تنتهي الإنتخابات ويتحقق شكل من الإستقرار للدولة اللبنانية فمصر تبني موقف عربي  لأن حل الأزمة في لبنان ليس فقط في إجراء انتخابات بل في تقديم الدعم العاجل للمواطنين اللبنانيين من قبل المنظمات الأوربية المانحة والتمويل الفرنسي ومصر دورها هام لسمعتها الجيدة فهي قادرة على تنفيذ ذلك من خلال اتصالاتها، والولايات المتحدة من مصلحتها أن تتدخل من أجل استقرار لبنان بصفتها وسيط بين إسرائيل وفرنسا ولبنان في المفاوضات البحرية التي تجرى لترسيم البلوك ٩ في البحر المتوسط فالولايات المتحدة تريد تمرير المفاوضات وحزب الله يعترض ورافض ويبقى كل هذا الوضع مرتبط بموافقات حزب الله.

 

◄ كيف رأيت انسحاب سعد الحريري واعتزاله للحياة السياسية؟

اختفاء سعد الحريري من المشهد يُحدث فراغ سياسى، لأنه لا يوجد شخصية الآن تستطيع أن تمارس دوره، ولا بد أن تملأ ذلك الفراغ أحد الشخصيات الكبيرة ودون ذلك ستدور لبنان في حلقة مفرغة. ويشترط أن تكون هناك مواصفات خاصة في رئيس لبنان القادم حيث يستلزم أن يكون شخصية دولية ليس عليها أي غبار، وله علاقة بمؤسسات ومنظمات مانحة حتى يستطيع أن يجلب دعم واستثمارات للدولة اللبنانية، ويكون قادر على خلق توافق بين الرئاسات اللبنانية الثلاث، فدون ذلك يبقى حزب الله المتحكم في كل ما يجري.

 

◄ وعن العراق.. هل كان من المتوقع أن تنتهي نتائج إنتخابات العراق بفوز التيار الصدري ؟

بالطبع المؤشرات كلها كانت تتجه إلى فوز التيار الصدري والقضية ليست في الفوز القضية في مرحلة ما بعد الفوز وتشكيل الحكومة وتمتد إلى ما بعد تشكيل الحكومة وبناء مؤسسات في العراق فالمشهد في العراق مفتوح يحتمل سيناريوهات متعددة. نريد استقرار العراق لكن دولة العراق أمامها بعض الوقت حيث دخلت في فكرة المحاصصة وتقسيم الأنصبة وذلك سيعطل أي استقرار من شأنه أن يصل إلى الدولة العراقية في الفترة القادمة.

 

◄ ما ملامح تشكيل الحكومة الجديدة في العراق؟

وضع التيار الصدري شروط معينة لإمكانية تشكيل الحكومة والإئتلاف وفي تقديري سيكون المكون الكردي هو الضابط لإيقاع ما سيجرى، وبالنسبة للسنة فوضعها متأرجح لم يرتسم حتى الآن صورة كاملة للمكون السني، والتيار الصدري سيمارس نوع من الضغط على تشكيل الحكومة في الفترة القادمة.

 

◄ ما الدور الذي ستقوم به إيران حيال ذلك ؟

تدير إيران المشهد من الخارج وهي اليد العليا في هذه القصة ولها الغلبة، فلن تمر الحكومة أو تشكل بالصورة التي تؤدي إلى استقرار العراق دون إيران.

 

◄ هل سيحدث توافق بين القوى الشيعية بالعراق؟

لا أعتقد أنه سيكون توافق جوهري، سيكون توافق لا يتخطى مستوى الشكل لتمرير الشكل العام للحكومة في هذه المرحلة.

 

◄ وعن الهجوم الحوثي المتكرر على منطقة الخليج.. ما سبب مسلك الحملات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الحوثي ضد الإمارات والسعودية ؟

يتفاجأ الناس في البلدين باستهداف المنشآت المدنية وهناك تطور في مسلك الحملات الحوثية الإرهابية في أبو ظبي، جزء من ذلك المسلك مرتبط بطبيعة الإنجازات التي تجريها قوات التحالف على الأرض فقوات التحالف قدمت إنجازات حقيقية شاركت فيها قوات العمالقة، وقوات العمالقة تحظى بدعم قوات التحالف التي تكشف لهم مسار العمليات ومناطق معينة داخل البلدين ليتم استهدافها. ومن المتوقع أن تزيد الحملات الإرهابية على أبو ظبي مع الزيادة الملحوظة لاستهداف الصواريخ والطائرات المسيرة والتي يتمثل  هدفها في جانبين الجانب الأول هو رد فعل لقوات التحالف التي تقوم بذلك الدور والجانب الثاني هو أن إيران تضغط على المليشيات الحوثية لتحريك مشهد مفاوضاتها النووية في ڤيينا والذي يمكن وصفه بالمتعسر حيث لم يتم التوصل من خلاله إلى أية بروتوكولات، فهناك نهج من قبل الإيرانيين الآن أنه كلما زاد الضغط على المليشيات الحوثية كلما زاد الإنفراق في المشهد التفاوضي بالتالي الهدف من إطلاق الصواريخ وتوسيع مسارح العمليات يتلخص في حاجة إيران إلى تخفيف الولايات المتحدة الأمريكية العبء عن كاهلها في المفاوضات التي تجرى في ڤيينا.

 

ومن الملاحظ أن الصواريخ التي تطلقها الحوثيين في الخليج لم تقتصر على المنشآت المدنية بل طالت المنشآت العسكرية الأمريكية في أبو ظبي مثل قاعدة الظفرة وهذا ما يفسر تحرك الولايات المتحدة الأمريكية لتسريع نصب أنظمة دفاعية أقوى لحماية السماوات السبع الخاصة بمنطقة الخليج، البحرين والإمارات والسعودية وقطر، والسعودية بصفة خاصة حيث يتم استهدافها يوميًا والمعدل يزيد مرة تلو الأخرى.

 

◄ هل تسبب الدعم الدولي للإمارات والسعودية في انقلاب أمريكي على الحوثي ؟

الموقف الأمريكي موقف مرتبك ومتردد بسبب نقطتين الأولى في الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي في بادئ تسلمه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أصدر قرارًا برفع الحظر عن المليشيات الحوثية  الأمر الذي ترتب عليه تسهيل دخول وخروج الأسلحة للخليج العربي، والواجب الآن أن تستأنف الولايات المتحدة الأمريكية حظر المليشيات الحوثية، والنقطة الثانية تتمثل في المواجهة التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بها ضد الحوثيين عن طريق اجتماعات الكونجرس وأخذ قرار من الديمقراطيين والجمهوريين بأن المليشيات الحوثية مليشيات إرهابية مما يعني تأمين لكل موانئ الخليج بحظر دخول مصادر الأسلحة وتفتيش جميع المناطق في الخليج بدايةً من عمان وحتى مضيق باب المندب 

 

ويمكن تلخيص ذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تترجم موقفها من الأقوال إلى الأفعال لأن الولايات المتحدة أخذت قرارات قولية بنصب دفاعات واستئناف الحظر لكن حتى الآن لم يتم تنفيذ هذه القرارات.

 

◄ هل من الممكن أن تحدث تطورات عسكرية ونرى الولايات المتحدة الأمريكية تشارك في محاربة الحوثيين ؟

هذا أمر مستبعد قليلًا ففي تقديري ستتدخل الولايات المتحدة مع الخليج في مواجهة الحوثيين عسكريًا لكن ليس في صورة حرب بل في صورة تزويد ونشر قواتها وإنشاء أنظمة دفاعية جديدة وتطوير المنظومة كاملة في حالة إذا تم التعرض فعليًا للقواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في الخليج وأُصيبت الجنود الأمريكية وتضررت المصالح الأمريكية بخطر فعلي.

 

◄ هل من الممكن أن يعود الحوثي إلى قوائم الإرهاب ؟

يمكن أن يعود إلى قوائم الإرهاب من خلال الولايات المتحدة الأمريكية إذا استأنفت الحظر كما أشرنا سابقًا، وهناك اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين على أمر استئناف الحظر ولكن هذا الإتفاق يحتاج إلى تحرك وتطبيق. ومن المتوقع ألا يتم ذلك التطبيق إلا بعد الإنتهاء مرحلة انتخابات التجديد النصفي القادمة خلال الشهرين القادمين في الولايات المتحدة الأمريكية أما ما يجري الآن هو مجرد اتفاقات ونوايا كلامية وخطوة التنفيذ لا تزال قيد الإنتظار.