هزة أرضية تضرب تركيا

زلزال جديد يهز الشرق الأوسط.. نبوءة عالم الزلازل الهولندي تتحقق

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

مازالت تترد أصداء تنبؤات العالم الدنماركي هوغربيتس مواقع التواصل الاجتماعي، عقب كل هزة أرضية تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط.

وترصد بوابة الفجر الإلكترونية مخاوف تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، عقب هزة أرضية بقوة 4.7 درجات بمقياس ريختر، اليوم الثلاثاء، ضربت قضاء غوكسون بولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا.

عمق الزلزال

 

وأفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، عبر موقعها الإلكتروني، بأنه وقعت الهزة في الساعة 09:47 على عمق 7 كيلومترات.

وفي 6 فبراير الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان عنيفان بلغت قوتهما 7.7 درجات و7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص وخلَّف دمارًا ماديًا هائلًا.

توقعات عالم الزلازل الدنماركي

 

هوغربيتس، الذي أصبح من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، كان قد نشر مؤخرًا تنبؤًا مشؤومًا يعتقد فيه بأنه، وبسبب تقارب الهندسة الحرجة للأرض وعطارد وزحل، فقد أصبح كوكب الأرض مهددًا في الأيام السبعة الأولى من شهر مارس، بما سمّاه "زلزالًا هائلًا" بقوة 8.5 وما فوق.

ومر الأسبوع الأول من مارس دون وقوع أنشطة زلزالية مدمرة على الرغم من حدوث عدة زلازل كبيرة نوعا ما في أماكن متفرقة حول العالم وصل بعضها إلى 6.9 درجة على مقياس ريختر، إلا أنها لم تتسبب في دمار كبير أو ضحايا، ولذلك وجد عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس نفسه في مرمى النيران أكثر وأكثر، بعد أن حذّر مرارًا من "زلزال هائل" وأنشطة زلزالية مدمرة خلال الأسبوع الأول من مارس، بناء على حساباته الهندسية التي تربط بين تحرك الكواكب واصطفافها وتأثيرها على الأرض.

حالة ذعر من تنبؤات عالم الزلازل

 

تحذيرات هوغربيتس تسببت في حالة من الذعر حول العالم، خاصة بعد أن تنبأ عدة مرات بحدوث زلازل أو هزات قبل وقوعها بالفعل على مدار الأسابيع القليلة الماضية، أبرزها كان الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير، وتسبب في سقوط أكثر من 51 ألف قتيل ما بين تركيا وسوريا، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين والمشردين.

كان العالم الهولندي تنبأ بوقوعه قبلها بثلاثة أيام، وتلا ذلك عدة تنبؤات بزلازل أخرى، وقع بعضها بالفعل، فكان هوغربيتس يذكّر في كل مرة بأنه كان قد تنبأ بتلك الهزة الأرضية أو ذاك النشاط الزلزالي ليؤكد على صحة نظريته التي يكذبها علماء الزلازل لأنها لا تتفق مع أي حقائق علمية.

انتقادات مواقع التواصل للعالم الهولندي

 

ومنذ يوم 7 مارس، وهو آخر يوم في الأسبوع الأول من مارس، يتلقى هوغربيتس العديد من الانتقادات على حسابه في "تويتر"، حيث يوجه المغردون له الاتهامات بأنه تسبب في موجة من الهلع حول العالم بتوقعاته حول قرب حدوت "زلزال هائل". وآخر هذه الانتقادات كان لمغردة من سوريا تدعى شيرين أهان، حيث هاجمت العالم الهولندي بالقول: "لم نعد نفهمك، خاصة شعب سوريا وتركيا، فهم في حالة توتر دائم بسببك، منذ أن قلت يوم 8 مارس هو يوم الدمار. كل شخص محطم نفسيا. نريد شيئًا واضحًا منك يا سيد فرانك".

فما كان من العالم هوغربيتس إلا أن رد بغضب قائلا: "عذرا؟ أين قلت إن 8 مارس سيكون يوم الدمار؟ لقد ذكرت 3-4 و6-7 مارس في التوقعات السابقة وقمت بتحليلها في أحدث فيديو. يرجى التحقق من مصدرك!".

علم التنبؤ الزلزالي

 

ونشرت مجلة “نيتشر” العلمية تقريرًا بشأن ما يخبرنا به زلزال تركيا عن علم التنبؤ الزلزالي، وأكدت المجلة في تقريرها أن التنبوء بوقوع الزلزال خيال علمي ليس له علاقة بالواقع.

وعلى الرغم من أن الجيولوجيين حاولوا منذ فترة طويلة تقديم تحذيرات بشأن موقع الزلازل المستقبلية وحجمها ووقتها بالضبط، فقد أظهرت عقود من البحث أنه ربما يكون من المستحيل التنبؤ بالوقت الذي سيبدأ فيه الصدع الجيولوجي ليحدث الزلزال. 

وأكدت سوزان هوج، عالمة الجيوفيزياء في برنامج مخاطر الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية : أنه لا يمكن التنبوء بوقوع الزلزال، ولكن يعمل الباحثون على تحديد أجزاء الصدع الأكثر خطورة وحجم الزلازل المتوقع حدوثها. وباستخدام تلك المعرفة، يمكن لواضعي السياسات اتخاذ خطوات لتقليل الموت والدمار، على سبيل المثال، من خلال بناء أبنية مناسبة أكثر للتعرض لتلك الزلازل أو حث السكان المحليين على الاستعداد لها. كما طورت بعض مناطق اليابان والولايات المتحدة وتركيا أنظمة إنذار مبكر تنبه السكان عندما يبدأ الزلزال في مكان قريب. 

وأوضحت مجلة نيتشر العلمية أن تركيا هي مفترق طرق نشط زلزاليًا تلتقي فيه عدة أجزاء من قشرة الأرض وتطحن بعضها ببعض. وفي جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، تندفع الصفيحة العربية شمالًا ضد صفيحة الأناضول، وتضغط عليها إلى الغرب، مما يصنع الهزات الارتدادية، مما يطلق طاقة هائلة على شكل زلزال.