كيف تسببت جرائم الحوثيين في زيادة النازحين والمشردين في اليمن؟

تقارير وحوارات

عناصر حوثية_ أرشيفية
عناصر حوثية_ أرشيفية

تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية التصعيد ضد المدنيين باليمن، في ظل صمت دولي على جرائم الحوثي التي ترتقي لجرائم حرب.

 

ويأتي آخر مظاهر ذلك التصعيد، من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تلك الهجمات المدفعية التي شنتها على القرى السكنية في محافظة لحج، جنوبي اليمن، ما أسفر عن تدمير منازل وسقوط ضحايا بصفوف النساء والأطفال.

وقبل أيام، شنت مليشيات الحوثي الإرهابية هجمات انتقامية ضد الأعيان المدنية بالطيران المسير وقذائف الهاون، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بصفوف المدنيين.

 

جرائم مليشيات الحوثي


وكشفت تقاير بأن التصعيد العسكري لمليشيات الحوثي رفع معدلات المشردين داخليًا في اليمن، حيث دفع أكثر من 26 ألف مدني للنزوح بعيدًا عن مساكنهم خلال 6 أشهر.

 

عدد النازحين بسبب حرب الحوثيين

 

ووفق تقرير حكومي حديث، فإن تصعيد مليشيات الحوثي أجبر أكثر من 4 آلاف و763 أسرة للنزوح من أكثر من 20 محافظة وتوزعت على نحو 10 محافظات وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري 2023.


التقرير الصادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، وهي وكالة حكومية، رصد نزوح ما مجموعه 4763 أسرة مكونة من 26 ألفًا و253 فردًا خلال الفترة من 1 يناير وحتى 30 يونيو 2023.

 

وأضاف التقرير أن الأسر نزحت من 20 محافظة، وتوزعت على 10 محافظات مشيرًا إلى أن شهر يونيو الماضي وحده، شهد نزوحًا داخليًا لـ541 أسرة تتألف من 2693 شخصًا، غالبيتها نزحت لأول مرة.

 

وأوضح أن غالبية هذه الأسر نزحت من محافظة الحديدة وبنسبة 20%، تليها محافظة مأرب بنسبة 17%، ثم تعز بنسبة 11%، أما محافظة إب فقد سجلت ما نسبته 10% من إجمالي النزوح المسجل خلال فترة التقرير أما بقية النسبة فقد توزعت على محافظات شبوة وذمار وريمة والبيضاء والضالع وعمران وأمانة العاصمة وحجة، وفقا للتقرير.

 

ويبلغ عدد النازحين في 13 محافظة محررة 486 ألفًا و572 أسرة (3 ملايين و78 ألفًا و336 فردًا)، حسب تقرير حكومي سابق.

ووفق التقرير فإن نحو 483،330 نازحًا يقطنون ‏المخيمات، فيما يسكن 2 مليون و604 آلاف و6 أفراد المنازل، وقد احتلت محافظة ‏مأرب المرتبة الأولى حيث يتواجد فيها 2 مليون و274 ألفًا و453 نازحًا وبنسبة ‏‏73.67% من إجمالي النازحين في المحافظات المحررة.‏

 

جرائم الميليشيات الحوثية في محافظة تعز

 

وتعليقًا على جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني ان استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران في فرض حصار غاشم على محافظة تعز، مستهدفة الملايين من أبناء المحافظة الاكثر كتافة سكانية في اليمن، سياسة عقاب جماعي وجريمة حرب مكتملة الاركان، تدخل عامها التاسع في ظل صمت دولي مخزي، وتقاعس وعجز منظمات وهيئات حقوق الانسان.

 

واوضح أن الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحوثي على تعز والذي خلف ازمة إنسانية ومعاناة هي الأكبر منذ الانقلاب، ترافق مع عدوان بربري على المدن والقرى والاحياء السكنية ومنازل المدنيين التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة -ايرانية الصنع- ونشر القناصة لقتل النساء والاطفال بصورة وحشية، وارتكاب عشرات المجازر وزراعة الالغام التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء.

 

وأشار الإرياني إلى إنه نتيجة للحصار الغاشم على مدينة تعز، أضطر سائقي المركبات من المدنيين وناقلات السلع الغذائية والاستهلاكية وقاطرات النفط والغاز لسلك طرق بديلة وعرة وغير أمنه، ما تسبب في مضاعفة معاناة المدنيين لا سيما المرضى والنساء والأطفال، ووقوع حوادث يومية راح ضحيتها آلاف المواطنين وخلفت خسائر مادية كبيرة.

 

وأضاف أن إمعان مليشيا الحوثي في حصار تعز، وتنصلها من تنفيذ اتفاق ستوكهولم، ورفض كافة العروض والمبادرات لرفع الحصار عن المحافظة، وتحويلها ورقة للابتزاز والمساومة، يعكس حقدها الدفين على ابناء هذه المحافظة التي أنجبت العديد من رموز العمل الوطني والنضالي، وكانت صاحبة الكلمة والموقف والطلقة الأولى في صدر الانقلاب، كما يؤكد ادراك المليشيا أهمية "تعز" في المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

 

وطالب الارياني من المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان والنشطاء وكافة الأحرار في العالم لادانة هذه الجريمة النكراء، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي لفك الحصار المميت لتعز فورا دون قيد أو شرط، وملاحقة ومحاسبة المسئولين عنها من قيادات وعناصر المليشيا في المحاكم المحلية والدولية باعتبارهم "مجرمي حرب"، وضمان عدم افلاتهم من العقاب.

 

وكشف مراقبون لـ "الفجر" بأن تصعيد ميليشيات الحوثي من جرائمها باليمن يفاقم المعاناة الإنسانية وتُهدد بنسف فرص وجهود التهدئة واحلال السلام، وجر الأوضاع في البلد لمزيد من التعقيد.