أحمد ياسر يكتب: بعد 40 يومًا.. الوضع الإنساني في غزة

مقالات الرأي

أحمد ياسر
أحمد ياسر

خلال أكثر من 35 يومًا من الأعمال العدائية (اعتبارًا من 14 نوفمبر 2023)، لقي 103 من موظفي الأونروا حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 27 آخرين منذ بداية أزمة غزة... لقد كان هذا أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة الذين قُتلوا على الإطلاق في تاريخ الأمم المتحدة.

 

  سمحت إسرائيل بفتح ممر على طول الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب في قطاع غزة، مخصص من الساعة 10 صباحا وحتى الساعة 2 بعد الظهر... وأدى ذلك إلى سفر ما لا يقل عن 70 ألف شخص، ساروا من الشمال إلى الجنوب.

، وقد تم توفير المياه وبعض المواد الغذائية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مع مراقبة الوضع في جنوب وادي غزة.

 

*في الصباح الباكر من يوم 8 نوفمبر 2023، جرت عملية هدم في مخيم شعفاط للاجئين، استمرت لمدة 5 ساعات... وقتل 10569 شخصا منذ 7 أكتوبر 2023، يعتقد أن 67% منهم أطفال ونساء، حسب وزارة الصحة في غزة... وبحسب التقرير، فقد تم الإبلاغ عن 1350 طفلًا في عداد المفقودين وربما كانوا محاصرين أو ماتوا تحت الأنقاض.*

 

*وبلغ عدد المواطنين الأجانب والإسرائيليين الذين قتلوا يوم 7 أكتوبر 2023 نحو 1400 شخص... منذ بداية الحرب، تأثرت ما لا يقل عن 63 منشأة تابعة للأونروا، 70% منها تقع في جنوب وادي غزة في المناطق الوسطى والجنوبية.*

 

  *ودخلت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح 106 شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الإمدادات الطبية والمواد الغذائية ومياه الشرب، ليصل إجمالي عدد الشاحنات إلى 756 شاحنة منذ 21 أكتوبر 2023، عندما سمح لأول قافلة بالدخول... ومن بينها أربع شاحنات تابعة للأونروا.*

 

قبل الحرب، كانت تدخل غزة كل يوم 500 شاحنة، بما في ذلك المساعدات الإنسانية ولكن معظمها إمدادات تجارية... وهذه الكمية الآن أقل بكثير من الكميات اللازمة لتلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص محاصرين في غزة... نظرًا لأن الوقود هو أحد السلع الأساسية، فقد تم حظره منذ 7 أكتوبر 2023، مما خلق مشاكل في العمليات الإنسانية المنقذة للحياة في غزة.

 

وبسبب الاكتظاظ في الشرق الأوسط والجنوب، فإن ملاجئ الأونروا غير قادرة على استيعاب الوافدين الجدد... ويستضيف مخيم المغازي نحو 25،700 نازح داخليًا، بما في ذلك 19،900 نازح في المدارس القريبة... يستضيف مركز تدريب خان يونس التابع للأونروا 21،700 نازح ويقيم 16،700 نازح في القاعدة اللوجستية في رفح... منشآت الأونروا ليست مصممة لاستضافة هذا العدد الكبير من الأشخاص، كما أن الأونروا ليس لديها مرافق كافية لتوفير ظروف معيشية آمنة وكريمة.

 

  يوجد ما بين 30 إلى 50 مرحاضًا في المدرسة، بما في ذلك تلك الخاصة بالإعاقات، مما يعني أن ما متوسطه 160 شخصًا يقيمون في مدارس الأونروا ويتشاركون في مرحاض واحد... توجد مشاكل متزايدة في مجال الصحة العقلية، وانخفاض مستويات النظافة ونقص الغذاء ومواد البقاء الأساسية بين الأشخاص الذين يعيشون في الملاجئ. والآن، فإن 154 منشأة تابعة للأونروا في كافة محافظات قطاع غزة الخمس تستضيف 787،000 نازح.

 

*وفيما يتعلق بالوضع الصحي، فإن تسعة من أصل 22 مركزًا صحيًا تابعًا للأونروا لا تزال تعمل في المناطق الوسطى والجنوبية، حيث يزور المستشفى 6،530 مريضًا حتى 8 نوفمبر 2023، بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين وغير اللاجئين... وتلد أكثر من 180 امرأة يوميًا، مع ما يقدر بنحو 50،000 امرأة حامل في غزة.*

 

  *توفر القابلات الرعاية الطبية للنساء الحوامل بعد الولادة والحوامل المعرضات للخطر من المراكز الصحية التسعة العاملة... منذ بداية شهر أكتوبر، تمت رعاية 718 من الأمهات بعد الولادة في الملاجئ، بما في ذلك 202 من الأمهات بعد الولادة والحمل عالي الخطورة في المراكز... وتم تطعيم 953 طفلًا في سبعة مراكز صحية من أصل تسعة مراكز نشطة.*

 

وتقوم الأونروا بتوفير الرعاية الصحية المستمرة للنازحين في الملاجئ من خلال 92 نقطة طبية متنقلة، وقام 267 عاملا صحيا بحضور ما مجموعه 9،794 حالة..... في 7 نوفمبر 2023، قامت الأونروا بتسهيل تسليم الإمدادات الطبية الطارئة والأدوية من منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

 

  الكميات التي تم تسليمها أقل من الكافية ويوجد ما يقرب من مريضين لكل سرير متاح.... 36،000 فرد منهم 62% إناث حصلوا على الدعم النفسي والاجتماعي بما في ذلك الدعم الأسري والأنشطة الترفيهية.... إن تشغيل آبار المياه في خان يونس ورفح لتوفير إمدادات المياه الصالحة للشرب والمياه المنزلية من قبل الأونروا ليس كافيا نظرا للعدد الكبير من الأشخاص في الملاجئ وكذلك وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية.

 

وقد قامت الأونروا بتوفير نحو 1.5 لتر من المياه الصالحة للشرب وما بين 3-4 لترات من المياه لأغراض الطهي والغسيل والنظافة في جميع الملاجئ.... ونظرًا لانخفاض الوقود الجاري، يواجه توفير المياه إما من خلال محطات تحلية المياه أو تتبع المياه مشكلة. منذ 7 أكتوبر 2023، تعرض أحد عشر مخبزًا للقصف والتدمير.

 

وتستطيع المخابز المتعاقدة مع برنامج الأغذية العالمي، إلى جانب ثمانية مخابز أخرى في المناطق الجنوبية والوسطى، توفير الخبز للملاجئ اعتمادًا على توفر الدقيق والوقود.... ويضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات طويلة خارج المخابز، مما يجعلهم عرضة للقصف والضربات.

 

 

في 6 نوفمبر 2023، صرح الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمره الصحفي أنه ستكون هناك حاجة إلى ما يقرب من 1.2 مليار دولار لتلبية احتياجات جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية..

 

  *وهذا يفوق بكثير النداء الأولي الذي قدمه مكتب الأمم المتحدة في 12 أكتوبر 2023 بتمويل قدره 294 مليار دولار، والذي يهدف إلى مساعدة ما يقرب من 1.3 مليون شخص... وتأكيدا على ذلك، خصصت الولايات المتحدة 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية لفلسطين، وتبعها الاتحاد الأوروبي بمضاعفة مساعداته البالغة 75 مليون يورو ثلاث مرات.*

 

  ومنذ 16 أكتوبر 2023، قدم الاتحاد الأوروبي 263 طنًا من المساعدات تم نقلها عبر 6 رحلات جوية عبر مصر إلى غزة... وإجمالًا حتى الآن، تبلغ قيمة الأموال المستلمة والتعهدات المؤكدة 128.1 مليون دولار أمريكي (27% من إجمالي المتطلبات).

 

ودعا مؤتمر باريس في 10 نوفمبر 2023، الذي نظمه الرئيس الفرنسي ماكرون، إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء “نزيف الأرواح البشرية” في غازي....ومن بين الإجراءات المقترحة في المؤتمر، إنشاء ممر بحري ونشر مستشفى عائم.

 

ومع السيطرة على المياه الإقليمية والمجال الجوي، هناك مطالبة بإجراءات إنسانية إضافية، مثل فتح معبر كرم أبو سالم، باستثناء رفح، التي تم اقتراحها في مؤتمر باريس.

 

*الطريق إلى الأمام*

 

إن معالجة الوضع في غزة أمر ذو أهمية قصوى، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في نهاية المطاف... وفي الوضع الحالي، ليس هناك بديل سوى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة لحماية المدنيين الأبرياء.

 

إن الالتزام بالقانون الدولي أمر لا بد منه لحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال....وينبغي للمجتمع العالمي أن يسد الفجوة التمويلية البالغة 1.2 مليار دولار، وهي الأموال اللازمة لحسن سير العمل في الرعاية الصحية، وإعادة بناء البنية التحتية، والغذاء، والمياه، والصرف الصحي.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن إصلاح إمدادات المياه والمأوى وضمان حصول الأطفال على التعليم أمر لا بد منه... وعلى المستوى العالمي، يعد التنسيق الدولي ضروريًا للسيطرة على الوضع المتدهور، بما في ذلك مراقبة وتقييم صرف الأموال ومعالجة انتهاكات حقوق الإنسان.

 

أخيرًا، ينبغي تقييم سكان غزة من منظور إنساني بحت، بدلًا من التحليل من خلال عدسة السياسة الواقعية في السياسة العالمية.