قرص الطعمية بـ2 جنيه.. ارتفاع الأسعار يهدد وجبة المصريين الأساسية

تقارير وحوارات

عربة فول
عربة فول

أمام إحدى عربات الفول بمنطقة المهندسين الراقية، وقف إيهاب سامي، عامل النظافة، محاولا الحصول على عدد من الساندوتشات يحملها لموظفين في المؤسسة التي يعمل بها.

10 فول و5 طعمية، طلب إيهاب هذه الكمية من بائع الفول الذي بدا منهمكا في إنجاز طلبات الزبائن بسبب شدة الزحام على العربة، لكنه أنجز طلب عامل النظافة، وسلمه مساعده الطلب.

مد إيهاب يده في جيبه ليخرج 100 جنيه منتظرا الحصول على الباقي، لكن فوجئ بارتفاع الأسعار وأن عليه سداد 5 جنيهات أخرى بدلا من الحصول على الباقي.

بشكل عفوي سأل إيهاب عن السبب: أنا واخدهم امبارح بـ 75 جنيها، إزاي زادوا 30 جنيه في يوم، ليرد الواقف خلف عربة الفول: الزيت والفول سعرهم زاد، ومكناس هشتغل أصلا بالوضع ده.

في منطقة الإسعاف وبالقرب من مستشفى الجلاء للولادة، يقف علاء وشريكه، أمام "نصبة فول وطعمية"، لبيع الساندوتشات فقط.

مقلاة مليئة بالزيت تفوح منها رائحة طعمية في مرحلة متقدمة من القلي، وعلى مقربة منها ترابيزة تعلوها بطاطس وباذنجان وأقراص طعمية وسرفيس سلطة خضراء وعدد من أرغفة العيش.

يرد علاء على سؤال أحد الزبائن عن سعر الساندوتش، قائلا: النص رغيف بـ 7 جنيه، الحاجة سعرها زاد ومبقناش عارفين نشتغل إزاي.

يقول علاء في تصريحات لـ "الفجر"، إنه يواجه أزمة كبيرة جدا في توفير الزيت اللازم لعمله اليومي، فضلا عن ارتفاع سعر الكيلو من 60 جنيها إلى 120 جنيها في عدة أيام قليلة فقط.

يشتري علاء "عجينة الطعمية" من أحد المطاعم القريبة من موقعه، وتفاجئ هو الآخر بأن سعر طبق العجينة راد بمقدار الضعف، فبدلا من شرائه بسعر 20 جنيها أصبح بـ40 جنيها.

ويضيف علاء: نعمل إيه، الأسعار كل يوم في حال ومش لاقيين الحاجات اللي بتشتغل بيها، في النهاية بضطر أزود الأسعار على الزبون والساندوتش زاد من 5 لـ7 جنيه.

في منطقة شبرا مصر، يجذبك صوت مرتفع من مسافة ليست قريبة: قرص الطعمية الصغير بـ2 جنيه والكبير بـ 4.

سمع شحتة الطبلاوي ذلك، فبدأ يفكر في الكمية التي سيحصل عليها، فيقول في حديثة إلى "الفجر": الطعمية امبارح كانت بجنيه وعامل حسابي أشتري 10 أقراص بـ10 جنيه كده هجيب 5 بس أو هجيب العشرة بـ20 جنيه.

ويضيف شحتة، أن تكلفة وجبة إفطار الفول والطعمية لأسرته المكونة من 4 أفراد تضاعفت أكثر من مرة، فبعد أن كانت تكلفه منذ اسبوعين تقريبا نحو 20 جنيها أصبحت الآن تكلفه 50 جنيها بمعدل 1500 جنيه شهريا لإفطار الفول والطعمية فقط.

الحاج مصطفى، صاحب محل الفول والطعمية، حاول احتواء حالة الغضب بين الزبائن، قائلا: والله يا جماعة غصب عننا لو معملناش كده مفيش حل غير أننا نقفل لأن كل حاجة سعرها زاد الضعف أو أكتر كمان.

ويحكي محمد في حديثه إلى "الفجر": الزيت بقى بـ 120 جنيه والبطاطس وصلت 17 جنيه والفول قرب على 70 جنيه، ومش لاقيين البضاعة كمان، في الأول صغرنا حجم الطعمية لنفس السعر جنيه لكم بردوا منفعش، فقررنا نزود السعر جنيه كمان، مفيش بديل تاني غير أننا نقفل المحل ونبطل شغل.