حوار| القائمة بأعمال السفيرة الأمريكية: ندعم المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في مصر

عربي ودولي

بوابة الفجر

في إطار دعم المرأة المصرية في مجال الفن والموسيقى، عقدت السفارة الأمريكية بالقاهرة شراكة مع مؤسسة "نفاك" الأمريكية، ومهرجان "هي الفنون"، برعاية وزارة الثقافة المصرية، لتنفيذ برنامج تعليم الموسيقى والتطوير الوظيفي على مستوى عالمي المسمى "موشيقى" والذي يقوم بتدريب 40 فنانة وموسيقية طموحة في مجال الموسيقى المعاصرة وتعليم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى توفير فرص التواصل والإرشاد، حيث استمرت ورش العمل لمدة ثلاثة أشهر. 

وبعد تدريب 40 سيدة وفتاة على الموسيقى، أقيم حفل كبير لهن في المتحف المصري في يوم المرأة العالمي، حضره عدد كبير من وسائل الإعلام المصرية المختلفة، وقامت الفنانات المصريات بالعزف والغناء، حيث يدعم البرنامج تمكين المرأة كما يدعم أيضا السياحة في مصر. 

وعلى هامش الحفل، التقت "الفجر" مع القائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في مصر، إيفينيا سيديريس، حيث دار الحوار حول حول برنامج "موشيقى" والتعاون مع مهرجان "هي الفنون" وجهود السفارة الأمريكية في مجال تمكين المرأة، وإلى نص الحوار..

 

بينما نحتفل باليوم العالمي للمرأة، ما هي الخطط الدائمة للسفارة الأمريكية بالقاهرة فيما يتعلق بتدريب المرأة وتمكينها؟

ينصب الكثير من تركيزنا في مصر على دعم  النمو الاقتصادي الشامل والتعليم والتمكين في مصر، حيث تتركز برامجنا على تمكين الشباب والشابات والبحث عن فرص لجميع أفراد المجتمع المصري للتعلم من بعضهم البعض.

لدينا تحديات اقتصادية وتحديات اجتماعية مماثلة في بلداننا، حيث تجد النساء أحيانًا صعوبة أكبر في العثور على فرص عمل لإعالة أسرهن، وأيضا الترقي والحصول على المساواة في مكان العمل وأيضا داخل المجتمع. 

لذلك، نحن نعمل على زيادة الفرص التعليمية للمرأة، وخاصة في الاقتصاد الجديد ومجالات التكنولوجيا، وزيادة وصول المرأة إلى المهارات التقنية والشبكات اللازمة لريادة الأعمال، وإنشاء الأعمال التجارية، وفرص القيادة في المشاركة المدنية والاقتصادية. 

لذلك، في جميع المجالات، عندما تبحث حكومة الولايات المتحدة في كيفية تمكين المرأة، فإننا ننظر إلى الفرص الاقتصادية والتعليمية أولًا، ولكن أيضًا إلى الرجال، والشباب والشابات على حد سواء.

لكن بالطبع، نحن نعلم أن الإستراتيجية النهائية للحكومة المصرية مع رؤية 2030 وللشعب الأمريكي هي المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. 

.. وما هي الاستراتيجيات المستقبلية للسفارة الأمريكية فيما يتعلق بتمكين المرأة في مصر؟

الحكومة الأمريكية تفكر في صداقتها وشراكتها مع مصر في جميع المجالات، لذلك نتعاون مع الوزارات والحكومة المصرية، خاصة في مجال تمكين المرأة والشباب المصري، حيث نسعى لتمكين النساء والفتيات من خلال التأكد من أن لدينا فرصًا متساوية للنساء والفتيات في جميع برامجنا، إنها أولوية كبرى، ليس هنا في مصر فحسب، بل في جميع أنحاء العالم. 

الحكومة الأمريكية والمصرية تشترك في هذا الهدف بالتفكير حول تمكين الرجل والمرأة على قدم المساواة وتقليص الفوارق بين الجنسين، وكما ذكرت، فإن جزءًا كبيرًا مما نقوم به هو دعم النمو الاقتصادي، لذلك، وضمن دعم النمو الاقتصادي، يتم إنشاء منح دراسية للبنين والبنات في جميع أنحاء مصر ومن ثم للمهنيين في منتصف حياتهم المهنية لدراسة المجالات الناشئة لتكنولوجيا المعلومات، التنمية المستدامة، المبادرات البيئية، أجهزة الكمبيوتر، الذكاء الاصطناعي.

النمو الاقتصادي يتضمن العدد الأكبر من المنح الدراسية والدعم في أمريكا، وأيضًا ريادة الأعمال، والتي نساعد من خلالها أصحاب الأعمال الصغيرة، على رأسهم المصريين الذين لديهم الكثير من الطاقة.

 

هل الشراكة بين السفارة الأمريكية في القاهرة ومهرجان هي الفنون المدعوم من وزارة الثقافة المصرية ستكون سنوية؟ 

حتى الآن لم نحدد ما إذا كانت الشراكة مع مهرجان هي الفنون سنوية أم أنها لمرة واحدة، لكن لدينا العديد من أوجه التعاون مع الجامعات المصرية والمنظمات الفنية، فنحن نعمل دائما على توفير فرص للتعاون بين الفنانين من البلدين، حيث نستضيف فنانين أمريكيين عادة في مصر لبحث سبل التعاون بشكل مستمر، ونريد أيضا أن نرسل موسيقيين مصريين إلى أمريكا لأن الأمر مثير للاهتمام جدا، فقد شاهدنا جميعا الشابة الأمريكية التي كانت تغني "حلوة يا بلدي". 

 

ما هي أهداف برنامج "موشيقى" ولماذا تدعمه السفارة الأمريكية؟

لقد دعمنا برنامج "موشيقى" الذي تم تدشينه لتوفير الفرص للنساء المصريات للعمل في الموسيقى، لأنه على الرغم من ازدهار الفنون والموسيقى في مصر، إلا أنها كانت صناعة يهيمن عليها الرجال بشكل أساسي. 

فمصر تعد رائدة في الفنون والموسيقى التقليدية، وتحظى الموسيقى والثقافة المصرية بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لذلك نريد أن نتأكد من أن النساء يمكن أن يكون لهن دور أكبر، ونريد أن نتأكد من أن المرأة يمكنها كسب المزيد من المال وكسب العيش في هذه المجالات أيضًا.

هل هناك أي برامج موسيقية مستقبلية للسفارة الأمريكية في القاهرة؟ 

بالطبع لدينا برامج عديدة، فنحن نحب الموسيقى، ونحب الترويج لثقافتنا وللموسيقى الأمريكية، ونعلم أن الشعب المصري أيضا يحب الموسيقى ويعشقها.

نحن أيضا نحب مشاركة التاريخ، على سبيل المثال، في أمريكا، لدينا برنامج عن تاريخ الموسيقيين الأفارقة، فكان لدينا حفلات عديدة لبعض الموسيقيين الأمريكيين من أصل أفريقي، حيث نعمل على مزج تقاليد الأشخاص الذين جاءوا إلى أمريكا كمهاجرين. 

مصر أيضا لديها ثقافة متنوعة للغاية، لذلك سيكون من العظيم تبادل هذه الخبرات بين البلدين، فجميع البلدان تمزج موسيقاها، حتى أن هناك مخرجًا مصريًا أمريكيًا يتحدث عن الموسيقى المصرية ويروج لها في المجتمع الأمريكي بشكل كبير.

أعتقد أن هذا سيكون عامل جذب كبير لتبادل الثقافة بين البلدين، لأن مصر بلد متنوع للغاية، ولديه تقاليد موسيقية مختلفة، فمصر لديها مشهد موسيقي غني جدًا بموسيقى الروك والميتال.

 

هل تعتقدين أن دعم السياحة في مصر ودعم الأنشطة الثقافية وجهان لعملة واحدة؟

بالطبع، تريد الحكومة المصرية العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مجال الثقافة والسياحة، حيث يعد الحفل الذي أقيم في يوم المرأة العالمي تتويج لبرنامج طويل، شراكة بين منظمة مصرية ومنظمة أمريكية حول تطوير النساء في الفنون والموسيقى.

وأيضا ترغب الحكومة المصرية في جذب المزيد من السائحين إلى مصر من خلال الترويج للثقافة المصرية بطريقة مستدامة، لذا فإن كل ما نقوم به هو البحث عن فرص للحفاظ على الفرص الثقافية وتنميتها بطريقة مجدية اقتصاديا. 

وإلى أي مدى تساعد دبلوماسية الموسيقى في جمع الناس من مختلف البلدان معًا؟

أعتقد أن الموسيقى تدور حول التعبير عن الذات، فمن خلالها نتحدث عن تاريخنا، نتحدث عن آلامنا، عن الخسارة، عن الفرح، عن عائلاتنا، عن حبنا، في بعض الأحيان عن السياسة، وأحيانا النضال الشعبي، فنحن عادة نغني عن الحياة الحقيقية والتحديات.

وبالنسبة لنا، نؤمن بأن الموسيقى تقرب الشعوب، عندما يسمع الناس موسيقى بعضهم البعض، فمثالا في يوم المرأة العالمي، تتشابه الأغنيات التي يرددها النساء الأمريكيات والمصريات وفي كل أنحاء العالم.