أسير فلسطيني: شعرنا بالأمان حينما وطأت أقدامنا الأراضي المصرية للوهله الاولى

أخبار مصر


قال أسير فلسطيني مفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى إننا قبل لحظات من دخول الأراضي المصرية كنا نخشى خديعة إسرائيل ونتوقع أن تعيدنا في أي وقت ،لكننا شعرنا أن قرارات الإفراج عنا أصبحت جدية عندما دخلنا معبر رفح وحينها شعرنا بالاطمئنان الكبير لان إسرائيل لن تصل إلينا حتى لو تراجعت في قرارها لأننا ابتعدنا فعليا عن أيدي سلطاتها الأمنية وأصبحنا في أمان في حماية مصر الثورة.

وروى عبد الرحمن شهاب من حركة الجهاد الإسلامي 42 عاما تفاصيل رحلته من السجون الإسرائيلية حتى وصوله إلى أهلة في القطاع قائلا، إننا داخل السجون وصلتنا القائمة الدقيقة لأسماء الأسرى المفرج عنهم ضمن الصفقة قبل أن تبلغنا بها إدارة السجن إلا أن القلق كان يساورنا من تعطيل إسرائيل لها رغم اليقين الذي أصبح لدينا في الخروج إلى الحرية.

وعن كيفية حصولهم على هذه القائمة قال إنها وصلتنا في رسائل متتالية عبر الهواتف المحمولة السرية لدى البعض وتم تداولها على نطاق كبير بين الأسرى داخل السجون الإسرائيلية مؤكدا أننا علمنا بهذه الأسماء قبل ظهر الجمعة الماضي أي قبل تنفيذ الصفقة بأربعة أيام التي تمت صباح الثلاثاء حتى انه نه عندما أبلغنا بها من جانب إدارة السجن الإسرائيلي صباح

الأحد فوجئت من ابلغنا بردود فعلنا التي غاب عنه الاندهاش أو الفرحة فهو لم يأت بجديد.

وأضاف شهاب الذي أمضى 23 عاما في السجن واعتقل أثناء الانتفاضة الأولى أن إدارة السجن جمعت المقرر الإفراج عنهم صباح الأحد الماضي في سجن النقب تمهيدا لترحيلهم إلى معبر كرم أبو سالم ثم إلى معبر رفح المصري لكننا فوجئنا إنهم يعيدون فحص جميع الأسرى بدقة مرة أخرى وكان هناك مسئولو أمن مصريون في معبر كرم أبو سالم لكننا لاحظنا أن من كان يدخل للفحص لايعود مرة أخرى وهنا عشنا لحظات قلق وحيرة حول معرفة مصير زملائنا الذين يدخلون للفحص ثم لايعودون.

وتابع عبد الرحمن شهاب انه مع مرور الوقت الذي كان ثقيلا عاد واحد فقط من الزملاء مضطربا قلقا وابلغنا أن من كان يذهب للفحص يتم إرساله إلى مكتب خاص بالشاباك الإسرائيلي ويتم إجباره على التوقيع ورقة يتعهد فيها بعدم العودة إلى ما اسموة ''الإرهاب'' وأنه على سجناء الضفة إذا عادوا إلى ذلك مرة أخرى سيتم إعادتهم إلى السجن لقضاء بقيمة محكومياتهم.

وقال شهاب ''إننا اتفقنا على رفض التوقيع على هذه الورقة حتى ولو أعادونا إلى السجن مرة أخرى وبعد ضغط من عددنا الهائل وتدخل من الجانب المصري كما توقع تم تغيير صيغة هذه الورقة التي كادت تفسد فرحتنا إلى التوقيع على ورقة جديدة كتب فهيا صيغة جديدة تقول ''إنني أتعهد والتزم بما تم الاتفاق عليه في صفقة تبادل الأسرى'' بدون تفاصيل أخرى، مضيفا أنه لا يعلم بنود تفاصيل الصفقة لكن لديه ثقة كبيرة في من أدار التفاوض سواء من الجانب المصري أو الفلسطينب.

وتابع ''ثم مررنا من معبر كرم أبو سالم حتى وصلنا إلى مصر التي شعرنا حينها فعلا بالأمان وكانت هذه أول مرة تطأ قدماي الأراضي المصرية''.

ووصف شهاب اللحظات التي مرت بهم من معبر كرم أبو سالم إلى معبر رفح المصري بأنها كانت ثقيلة ومرهقة لنا نفسيا إذ كنا جميعا على يقين انه لو توصلت إسرائيل إلى الجندى الأسير جلعاد شاليط خلال هذه اللحظات كان من المؤكد أن تعيدنا مرة أخرى، وزاد من حدة القلق انه تم إصدار تعليمات إلى سائقي الحافلات بعدم ''تشغيل الراديو'' الموجود في الحافلة وكنا في هذه اللحظات معزولين تماما عن العالم لكن كل هذا الخوف والقلق تبدد عندما لمحنا من بعيد معبر رفح حتى أن الدموع سالت منا وتأكدنا من أننا مفرج عنا حقا''.


وعن تجربته في السجن قال ''إنني اعتقلت وعمري وقتها 20 عاما وأنا الآن في سن الـ 43''، ضيفا أنني عشت في السجن وسط أخوة أعزاء انفطر قلبي للابتعاد عنهم فقد قضيت بينهم فترة هي الأكبر من تلك التي قضيتها وسط أهلي وعائلتي وعندما تأكدنا من أسمائنا ضمن قائمة المفرج عنهم لم نعلن فرحتنا مجاملة لهم أو مراعاة لشعورهم بل حزنا على أننا سنترك هؤلاء الذين عشنا وسطهم وتعلمنا منهم وتقاسمنا لحظات الحياة السعيدة أو الحزينة والغريب أن إخواننا في السجن الذين لم تشملهم قائمة المفرج عنهم أصروا على الاحتفال بنا والفرحة بالقرار الذي لم يشملهم''.

وقال شهاب ''أنا دخلت السجن ولم يكن لدى أي مؤهلات دراسية وقررت الاهتمام بالعلم والثقافة وخصصت الـ 10 سنوات الأولى من السجن للقراء في كافة المجالات الثقافية وبعدها درست وحصلت على الثانوية العامة ثم انتسبت لكلية التجارة في جامعة القدس العربية المفتوحة وهى الوحيدة المتاحة أمامنا وحصلت على البكالوريوس ثم حصلت على الماجستير في العلوم السياسية وبدأت الإعداد للدكتوراه ثم جاء قرار الإفراج وسأواصل للحصول عليها''.

وعن مدى تغير غزة التي تركها وهى تحت الاحتلال الإسرائيلي وعاد إليها وهى محررة، قال ''غزة من وجهة نظري لم يحدث لها تغيير سوى التوسع العمراني الملحوظ لكن هناك أشياء بقيت لم تتغير وأشعر أنها هي التي تركتها منذ 23 عاما فالناس مشاعرها لم تتغير، مشيرا إلى الاحتفالات التي تمت واصطفاف أهل غزة أمام معبر رفح لاستقبالهم بشكل لم يتصوره أحد والازدحام حول الحافلات التي أقلتهم كل ذلك زاد من حبه لغزة''.