الجمباز رياضة مصرية قديمة

المصريين القدماء هم من وضعوا الأصول الأولي لألعاب الجمباز، ومن خلال النقوش الأثرية التي وجدت في مقبرة "الأمير باكت" ببني حسن بالمنيا، ونقوش مقبرة "ميراروكا" في سقارة، وكذلك مقبرة (بتاح حتب )، يتضح ان المرأة المصرية أولي نساء البشرية ممارسة للجمباز، حيث سجلت النقوش مشاهد تمثل ممارسة المرأة المصرية القديمة لألعاب الجمباز بمصاحبة الموسيقي، غير أن الجمباز كان يمارسه قدمتء المصريين كفن تعبيرى فى المناسبات الدينية والحفلات الاجتماعية، حيث كان يستعمل الجمباز غالباً لأداء رقصات مقدسة. 

مناظر عديدة وأوضاع دقيقة وجدت علي الجدران منها منظر لاربعة شباب يقف أحدهم باسطا ذراعية بشدة الي الجانبين في مستوي كتفيه، ويبسط آخر ذراعيه بشدة أمامه في مستوي الكتفين أيضاً في حين يعتمد علي ساق واحدة دافعاً الأخري الي الأمام في وضع ويتخذ الآخران أوضاعاً مماثلة .

 أيضاً حفظت لنا نقوش "الحياة اليومية" التى تزين الجدران مجموعات قيمة من استعراضات ألعاب الجمباز الجماعية التى تشترك فيها ا الفيتات مع الشبان وتجمع حركاتها الكثير من حركات الأكروبات المعروفة حاليا بأوضاعها الفنية التى تجمع بين الرشاقة والتناسق. 

وكانت هناك أنواع خاصة من الاستعراضات للحفلات الدينية وأعيادها تجمع بين الحركات التوقيعية والتمثيلية التعبيرية كالبالية. 

وفى الحفلات الاستعراض والمباريات كان المشاركون يرتدون أزياء الرياضة، ويتألف الزى من ازار نصفى محبوك على الخصر ومثبت بحزام عريض يحمل شارة الفريق الذى ينتمى اليه اللاعب أواللاعبة، وأشرطة عريضة يربطها كل لاعب حول معصميه ورسفية , كما كان للمدربين والمحترفين زى خاص يميزهم عن بقية اللاعبين .

وسجلت النقوش حركات بهلوانية فردية وجماعية وتمرينات مشتركة بين النساء والرجال تمثل أدق الحركات التي تمارس الآن في الجمباز حيث يدل ذلك على أن القدماء المصريين هم أول من مارس رياضة الجمباز.

قد شهدت رياضة الجمباز في العصور الوسطى تدهور و تراجع  يرجع لظهور الديانة المسيحية إذ سرعان ما بدأ الناس يمتنعون عن الألعاب البهلوانية، ورفض حياة الترف و الانخراط في الجيش، وكثر الاضطهاد الروماني لمعتنقي الديانة، وتخلى الكثيرين عن هواياتهم واتجهوا للإهتمام الديني، وكان هذا حال الرياضات بشكل عام وليس الجمباز فقط، في حين أبتكر الرومانيون جهاز الحصان المصنوع من الخشب و ذلك لتدريب الجنود الذين يلتحقون بالجيش علي الفروسية التي تعتمد عليها الجيوش في ذلك الوقت و قد كانت هذه بداية اجهزة الجمباز  والتي تطورت فيما بعد .

ظهز في هذه الفترة "جوتس موتس" المعروف بـ "جد" الجمباز، وقد ألف أول كتاب باسم (الجمباز و الشباب) , ثم جاء بعده (فريدريك لودفيج يان) و قد قام بجهود عظيمة حيث تم تشييد أول معهد رياضي في برلين , و عندما أرتبط ( يان) بالسياسة أدى ذلك إلي نزوح العديد من التلاميذذ اللاعبين إلي دول أخرى و قد ساهم ذلك في تطور و أنتشار لعبة الجمباز فيأوروبا و العالم .

تأسس الأتحاد المصري للجمباز عام 1936م و كان أول أشتراك لمصر في بطولات العالم و ذلك في البطولة الثانية عشر بسويسرا عام 1950م , و حصلت مصر علي المركز السادس في هذه البطولة .