"النواب" يرفض تزكية أى مرشح بالانتخابات الرئاسية باستثناء السيسى

العدد الأسبوعي

الدكتور علي عبدالعال
الدكتور علي عبدالعال - رئيس مجلس النواب


أعضاء البرلمان المعارضون يرفضون توقيع استمارات تأييد لصالح نائب سابق مقرب من "الإخوان"


لم يمر سوى 24 ساعة على إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، نائب رئيس محكمة النقض، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، من 20 إلى ٢٩ يناير الجارى، بدأ عدد من أعضاء مجلس النواب، جمع التزكيات المطلوبة التى تسمح لأى مرشح بخوض الانتخابات، ولكن لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسى، فقط.

ورغم أن الرئيس السيسى، يميل بحسب مصادر إلى خوض الانتخابات الرئاسية عن طريق جمع توكيلات من المواطنين، كما حدث فى انتخابات 2014، إلا أن أعضاء البرلمان يصرون على جمع التزكيات، حتى لو لم يطلبها الرئيس.

وتنص المادة 142 من الدستور على: «يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكى المترشح 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب فى 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها، وفى جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مترشح، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون».

المؤشرات الأولى تؤكد أن الرئيس السيسى سيلجأ إلى استخدام التوكيلات، والتى لن تستغرق مهمة إنجازها وقتا كبيرا، خاصة مع وجود حملات شعبية فى المحافظات طالبته بالرشح لفترة رئاسة قادمة، تأكيداً على قوة شعبيته بين المواطنين.

أما نواب البرلمان فأكد عدد منهم لـ»الفجر» أنهم يسعون للانتهاء من جمع التزكيات خلال الأسبوع المقبل، ويقود هذه المهمة، النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، حيث يستهدف النواب جمع 500 تزكية بدلاً من الـ20 تزكية المطلوبة حسب الدستور، تأكيدا على تأييد البرلمان لترشح الرئيس السيسى.

ولكن عابد، أعلن فجأة أمس، عن جمع التزكيات، وقالت مصادر، إن خطوة عابد، تأتى فى إطار الصراع بين قيادات البرلمان والأحزاب، على التأكيد على دورهم ونشاطهم فى إطار تأييد الرئيس.

ورغم هذا الحراك المنتظر، إلا أن مهمة منح التزكيات لاتعد عقبة أمام الرئيس السيسى، كما أن الوصول إلى هذا الكم من تزكيات النواب، لا تبدو مهمة صعبة، خاصة فى الوقت الذى يسعى فيه الأعضاء إلى إعلان تأييدهم للسيسى فى أى مناسبة، إضافة إلى ائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية البرلمانية والذى يزيد عدد أعضائه عن 400 عضو، حسموا موقفهم منذ أشهر مضت بدعم الرئيس السيسى فى الانتخابات.

وسبق وأعلن محمد السويدى رئيس الائتلاف أن إطلاق حملة دعم الرئيس السيسى للترشح لفترة رئاسية ثانية رسمياً سيكون خلال افتتاح مقار الائتلاف بالمحافظات التى ستكون مراكز لتنمية المجتمع، وتستهدف عملاً يشعر به المواطن، مؤكداً أن الائتلاف ونوابه سيكونون فى مقدمة صفوف الداعمين للرئيس، بوضع خطة تنظيمية وشعبية لإحداث حالة من الزخم والحراك الشعبى لتشجيع المواطنين على المشاركة فى التصويت.

أما حزب المصريين الأحرار فيبدأ - حسب قول علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان - بعقد مؤتمرات شعبية بالمحافظات بداية من فبراير المقبل، وعقب إعلان البرنامج الانتخابى للرئيس السيسى، على أن تكون جميع مقار الحزب فى المحافظات، بمثابة مقرات للحملة الانتخابية الرئاسية، وذلك لشرح الدور الذى قام به الرئيس السيسى فى الحفاظ على الأمن القومى، والإصلاحات التى قام بها فى البنية التحتية بالمدن الجديدة، إضافة إلى تشييده العاصمة الإدارية.

وأضاف عابد: إن تمويل هذه الحملات، ستكون من خلال تبرعات أعضاء الحزب والشخصيات التى تموله وعلى رأسها الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، فى ضوء ما يسمح به القانون.

ويكثف البرلمان من جلساته خلال الأيام المقبلة، لإنهاء أكبر قدر ممكن من التشريعات المطلوبة، قبل بدء الانتخابات، ليتمكن النواب من العمل داخل دوائرهم لحشد المواطنين خلف الرئيس السيسى.

ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب، 596 نائباً، منهم 28 عضواً معيناً، ومن المتوقع أن يزيد عدد الأعضاء الذين سيوقعون على استمارات تزكية السيسى للترشح، أكثر من الـ500 نائب، ورغم وجود ائتلافات داخل البرلمان، معارضة للحكومة مثل ائتلاف «25 – 30»، إلا أن جمع التزكيات لصالح أى مرشح غير السيسى تبدو مستحيلة، حيث رفض النواب ومنهم المعروفون بانتمائهم للمعارضة، توقيع استمارات تزكية لصالح محمد محيى الدين، النائب السابق بالبرلمان فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، المقرب من جماعة الإخوان، وصارحه أحدهم بقوله إنه من الصعب على محيى الدين جمع تزكيات الـ20 نائباً.

ولم يعد أمام محيى الدين، سوى جمع 25 ألف توكيل شعبى من المواطنين، إلا أنه قال أيضاً إن الأمر شديد الصعوبة، لأنه اكتشف حاجته لتمويل ضخم، لتوفير مواصلات تحمل الراغبين فى تحرير التوكيلات إلى مقار الشهر العقارى وإعادتهم إلى منازلهم، بالإضافة لدفع يوميات للعمال والفلاحين الراغبين فى تحرير التوكيل، لأن الأمر سيعطلهم عن العمل، وهو ما يكلف مبلغا ضخما.

أما محمد أنور السادات، أحد المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة، فهاجم الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان، لأن الأخير أبدى غضبه من تواصل بعض أعضاء المجلس مع السادات، وقال المرشح المحتمل فى بيان رداً على رئيس البرلمان، إن تزكية أى من النواب لأى مرشح غير الرئيس السيسى، أمر يجب تقبله ولا يدعو للغضب.