بطل أكتوبر الشاهد على عملية سيناء: قسم التحرير كلمة السر.. ومحاربة الإرهاب الأصعب في التاريخ

تقارير وحوارات


بينما استقبل المصريين نبأ بدء القوات المسلحة في التاسع فبراير الماضي بتنفيذ عملية شاملة للقضاء على العناصر الإرهابية بسيناء، كان يجلس حسني أبو ضيف في منزله بالقنطرة شرق داخل محافظة الإسماعيلية، ينظر لبدلته العسكرية، ويتذكر كيف دافع عن أرض الفيروز قبل 45 عامًا ليعود بذاكرته إلى حرب أكتوبر 1973.

 

يحتفل الرجل السبعيني بالذكرى الـ 36 لتحرير سيناء، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، ويملؤه الفخر لكونه ساهم في استرداد أرض الفيروز من جهة وشاهد على العملية الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة من جهة آخرى.

 

رغم صعوبة عبور خط بارليف في حرب أكتوبر 1973 واللحظات الصعبة التي تعرض لها "أبو ضيف" إلى أنه يرى فرق شاسع بينها وبين عملية سيناء 2018، ليضع الفرق بينهما "في أكتوبر كان عدوى ظاهر لكن دلوقتي عدوى مستخبي في قلب الوطن وبياكل وبيشرب من خيراته.. عايش في الوطن ويخلو من الوطنية".

يصمت الرجل السبعيني للحظات بعدما وضع مقارنة بين حرب أكتوبر والعملية الشاملة بسيناء، ويقطع صمته بقول: "لو الإرهابي اللى موجود دلوقت معروف وظاهر زي وقت حرب أكتوبر كان أخد من وقت القوات المسلحة أكثر من ساعة؟"، يقولها الرجل ولديه ثقة بقدرات القوات المسلحة باعتباره أحد أبنائها وشارك في معاركها ليس بحرب أكتوبر فقط ولكن في حرب الاستنزاف.

                   

ليعود "أبو ضيف" إلى فترة شبابه أثناء حرب أكتوبر فلم يكن تجاوز العشرينات من عمره: "ده خط برليف اللى فيه تكنولوجيا أمريكا العالية.. واحنا بنواجهه بأسلحة دفاعية وليست هجومية.. واتباد في ساعات"، معددًا أماكن خدمته في حرب أكتوبر 1973 "كنت حدود وانذار مبكر ومدفعية واستطلاع وكمان حرب كيماوية".

التحق "أبو ضيف" بالجيش في سن صغير ليترسخ في عقله وقلبه عقيدته التي يأتى أساسها الدفاع عن الوطن، فقبل مشاركته في الدفاع عن أرض سيناء بقرابة الشهرين أقسم هو وزملائه ما يعرف بـ "قسم التحرير"، والذي يتذكر الرجل السبعيني كل كلمه به وينطقه كما ولو كان في ساحة المعركة "أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. نحن جنود القوات المسلحة عقدنا العزم على تحرير أرضنا المغتصبة.. شعارنا النصر أو الشهادة".

 

"الموت كان حاجة عادية عندنا.. وأكتوبر كان بالنسبة لينا عملية مصير".. يقولها الرجل السبعيني بجلد رجال الصعيد فهو من جذور صعيدية من محافظة سوهاج، وكانت الإسماعيلة مسقط رأسه حيث مكان استقرار أسرته، لتكون موضع دفاعه عن وطنه قبل سنوات، وشاهدة معه على دور القوات المسلحة العظيم في أرض سيناء.





يفكر "أبو ضيف" بعقلية محارب فيما تقوم به القوات المسلحة الآن لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية "الله يعين القوات المسلحة.. هو بيقوم بأصعب أنواع الحروب وهي حروب المدن والشوارع لكن احنا كنا بنحارب في أرض مفتوحة".

                              

"بس مفيش حاجة تصعب على الجيش"، بهذا يطمئن "أبو ضيف" قلبه واثقًا في قدرات القوات المسلحة، ليعود قبل 45 عامًا حيث حرب أكتوبر "الجيش المصري في 1973 العالم كله ذهل منه وإسرائيل نفسها.. وقتها من كلمة الله أكبر لقوات جيشنا العسكري الإسرائيلي كان بيرمى سلاحه من الرعب.. وبيجرى في الجبل".

 



يجلس "أبو ضيف" في منزله ويتمنى ولو أن يشارك القوات المسلحة في حربها على الإرهاب "نفسي أشارك في العملية الشاملة.. المشاركة فخر زي ما حاربنا في 1973.. أنا من الشهداء على الأرض.. كان نفسي أنولها بس ربنا أراد إن يمد في عمري".

                   

وبقلب مطمئن على سيناء مع القوات المسلحة يقول الرجل السبعيني "العملية الشاملة هتقرب.. مفيش حاجة تبعد على الجيش المصري.. الجيش المصري بخير ومصر بخير"، ويتبعها بتحية واجبة "اتقدم بالتحية والاحترام لقواتنا المسلحة العين الساهرة على حماية الوطن والمواطنين.. تحية لكل جندي بيحارب لكل قائد.. تحية لكل مصري ومصرية يعشقون أرض الوطن".