حواس يكشف أسرار لوحة "حلم تحتمس" في ظل أبو الهول

أخبار مصر

بوابة الفجر


كشف عالم المصريات الدكتور زاهي حواس عن أسرار لوحة الحلم، والتي تقع بين قدمي تمثال أبو الهول في منطقة الأهرامات الأثرية.

وأوضح حواس أن لوحة الحلم تعود لعصر الملك تحتمس الرابع، وهي مكتوبة بالخط الهيروغليفي، وتحكى عن قصة الحلم الذي راود الأمير تحتمس إلى منطقة الأهرامات، حيث زار منطقة الأهرامات قبل أن يتولى عرش مصر، وغلبه النوم في ظل تمثال أبوالهول، وهو من زاره في منامه، وبشره بأنه سوف يصبح ملكًا لمصر، وفى مقابل هذه البشرى طلب أبو الهول من تحتمس أن يقوم بإزالة الرمال التي حاصرته ودفنت معظم جسمه.

وأشار حواس إلى أن المنظر المصور أعلى اللوحة يشير إلى تكريس تحتمس الرابع مجهوداته لعباده أبو الهول، وأهم ما تتضمنه هذه اللوحة وصف أبوالهول بأنه تمثال الملك "خفرع" للإله "آتوم حور إم نخت"، وتتضمن اللوحة أيضًا، قيام تحتمس الرابع بتنفيذ الأعمال التي طلبها أبو الهول في زيارته أثناء منامه في ظل التمثال، حيث قام بأعمال حفائر وترميمات للتمثال العجوز.

جاء ذلك على هامش جولة الدكتور زاهي حواس، مع وفد أمريكي رفيع المستوى في منطقة الأهرامات الأثرية في الجيزة وأبو الهول، والذي ضم عدد من المثقفين والأدباء وأساتذة الجامعات والشخصيات العامة الأمريكية الذين استمعوا لشرح مفصول حول المنطقة الأثرية وأسرارها من الدكتور زاهي حواس.

يذكر أن أهرامات الجيزة تقع على هضبة الجيزة في محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل، بنيت قبل حوالي 25 قرنا قبل الميلاد، ما بين 2480 و2550 ق، م وهي تشمل ثلاثة أهرام هي خوفو وخفرع ومنقرع.

ومصر بها عدد كبير من الأهرامات، وأشهرها أهرامات الجيزة الثلاثة، والتي هي عبارة عن مقابر ملكية كل منها يحمل اسم الملك الذي بناه وتم دفنه فيه، والبناء الهرمي هنا هو مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة.

فقد بدأت بحفرة صغيرة تحولت إلى حجرة تحت الأرض ثم إلى عدة غرف تعلوها مصطبة، وبعد ذلك تطورت لتأخذ شكل الهرم المدرج على يد المهندس ايمحوتب وزير الفرعون والملك زوسر في الأسرة الثالثة.

وتلا ذلك محاولتان للملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة لبناء شكل هرمي كامل. ولكن ظَهْر الهرمين غير سليمي الشكل. وهما يقعان في دهشور أحدهما مفلطح القاعدة والآخر اتخذ شكلًا أصغر يقارب نصف حجم الأوّل. واستطاع المهندس هميونو مهندس الملك خوفو أن ينجز الشكل الهرميّ المثالى وقام بتشييد هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فدانًا وتبع ذلك هرما خفرع ومنقرع.

أما عن فكرة الهرم تحديدًا فقد ارتبط الشكل الهرمي لديهم بفكرة نشأة الكون واعتقدوا كذلك طبقًا لبعض كتاباتهم ونصوصهم الدينية أن الهرم وسيله تساعد روح المتوفى في الوصول إلى السماء مع المعبود رع، ويمكن أن نرى أحيانا أشعة الشمس بين السحاب وهي تأخذ الشكل الهرمى أيضًا وكانت كذلك من ضمن هذه الوسائل الكثيرة التي يمكن أن تساعدهم في الصعود إلى السماء.

نرى أيضا الشكل الهرمي أعلى المسلات وبعض المقابر الصغيرة للأفراد في جنوب مصر، حتى عندما فكر ملوك الدولة الحديثة في بناء مقابرهم في البر الغربي في وادي الملوك ونقرها في باطن الجبل لحمايتها من السرقة لم يتخلوا عن الشكل الهرمي والذي كان ممثل في قمة الجبل نفسه وبشكل طبيعي.