منال لاشين تكتب: الشعب الجمهورى يلعب على خلو مساحة المعارضة

مقالات الرأي



حزب الصوت التانى يجهّز للانطلاق

التنظيم الجديد يشمل خبراء فى هيئات استشارية وترحيب نسائى بالانضمام للحزب ورجال الأعمال الجدد يسعون إليه

الحزب يسعى للمنافسة فى الانتخابات المقبلة

لو كانت الحياة السياسية فى مصر لها كف لكشف عن السرى والجديد فى خريطة الحياة السياسية والحزبية، فعلى ما يبدو أن حزب مستقبل وطن سيفقد قريبًا هيمنته على الحياة البرلمانية، وإن ظل فى دائرة الضوء مع وجود لاعبين جدد أو بالأحرى منافسين للحزب، فخلال الأشهر الماضية تلاقت سرا رغبات حزبية وسياسية فى الاتفاق على أن بقاء الحال من المحال، وأن وجود مساحة للمعارضة المعتدلة (والتسمية ليست من عندى) أصبح ضرورة ملحة، وبحسب أحد كبار المسئولين «عملية أمن قومى»، حزب ينعش الحياة السياسية ويعيد الاهتمام بها فى الشارع ولدى الشباب، حزب يحاسب الحكومة ويراقبها بحق وحقيقى، وهو الأمر الذى فشل فيه حزب مستقبل وطن، فحتى عندما حاول بعض نوابه معارضة الحكومة انتشرت السخرية منه على مواقع التواصل الاجتماعى، لأن المعارضة جاءت ضعيفة من ناحية، ومتأخرة جدا جدا من ناحية أخرى، وكانت هناك بعض الأصوات الحزبية والسياسية فى الوقت نفسه تحذر من غياب المعارضة، وترى أن هناك تيارًا يساند ويدعم الدولة ومصالحها القومية، ولابد لهذا التيار أن يقوم بدور للرقابة على الحكومة، وتفعيل أدواتها فى البرلمان بما يعيد للحياة البرلمانية الروح.

ولذلك فإن خبر انضمام رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة لحزب الشعب الجمهورى وانتخابه نائبا لرئيس الحزب ليس إلا مجرد قمة هرم الثلج فى المحيط لا تزال الكثير والكثير من تفاصيله غير واضحة.

1حزب الشعب

قد يبدو اختيار حزب الشعب الجمهورى لإعداده للصف الأول والمنافسة على القمة مثير للدهشة، أنشىء الحزب عام 2012، خاض الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقد حل الحزب فى هذه الانتخابات الخامس فى الترتيب وحصل على 13 مقعدًا برلمانية فقط، وليس لدى أعضائه شهرة كبيرة أو صغيرة خارج البرلمان، بل إن رئيس الحزب نفسه «حازم عمر» لا تتوافر معلومات كثيرة عنه، ولا يحظى بوجود قوى فى الإعلام.

وقد بحثت كثيرا عن معلومات عنه فعرفت بصعوبة أنه رجل أعمال سكندرى يعمل فى مجال التصدير، ولكن ما اتفق عليه كل من سألتهم عن الرجل أنه محترم وصاحب مشروع، البعض قال لى إنه رجل وطنى لا يسعى لتحقيق أهداف ومصالح شخصية من وراء العمل السياسى، وآخرون وصفوة بأنه سياسى حالم، فقد أنفق حتى الآن نحو 44 مليون جنيه، ولا يسعى للإعلام ولا يتدخل فى أعمال النواب لتحقيق مصلحة شخصية، وأمين عام الحزب هو الدكتور صفى الدين خربوش أستاذ علوم سياسية وهو من يتولى إعداد الأعمال البرلمانية لنواب الحزب، ونواب الحزب لا غبار عليهم، ولذلك فإن حزب الشعب الجمهورى يبدو مبدئيا مناسبا لضخ التمويل والأعضاء لبناء حزب كبير من أحزاب القمة.

2تجارب سابقة

وقد شهدت السنوات السابقة تجارب مشابهة ولكنها انتهت بالفشل، من أهمها تجربة حزب الوفد، فهو حزب له اسمه وتاريخه، لا تبتعد قيم الحزب الرئيسية عن قيم الدولة، ورئيس الحزب الدكتور بهاء أبو شقة هو رئيس اللجنة التشريعية والدستورية فى البرلمان، وقد فاز أبو شقة برئاسة أهم لجنة دون وجود أغلبية أو حتى عدد نواب كبير من حزبه بالبرلمان، فالوفد له 39 نائبًا لا يمثلون حتى 5% من أعضاء البرلمان.

وظهرت أيضا محاولة الدكتور على مصيلحى وزير التموين الحالى، فعندما كان لا يزال نائبا بالبرلمان حاول تكوين كتلة برلمانية من نحو 150 نائبا تمثل التيار الوسطى الذى يساند الدولة من ناحية، ولكنه يقوم بدوره الرقابى من ناحية أخرى، وقد كان أبرز أعمال هذه الكتلة محاولتهم لنزع منصب وكيل مجلس النواب، بينما يرى بعض الخبراء أن هذه الكتلة كانت مجرد تشكيل مؤقت لمنع النائب المخضرم علاء عبد المنعم من الوصول لمنصب وكيل البرلمان، بينما يصعب التواصل مع مجموعة المعارضة فى البرلمان 25/30 لأن المسافة بين المواقف تبدو بالفعل بعيدة جدا.

3- ملامح غائمة

وحتى الآن لا يمكن معرفة التصور الكامل أو النهائى لإعادة بناء حزب الشعب الجمهورى، ولكن يمكن الوصول لملائح غير كاملة لمشروع الحزب، وذلك من خلال أحاديث أو بالأحرى اتفاقيات الكواليس والجلسات السرية، فالحزب لا يرغب فى إعادة إنتاج الحزب الوطنى لا قديمة ولا جديدة، ولذلك لم يعتمد الحزب على رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة كممول وحيد أو أوحد للحزب، وذلك لضمان عدم تكرار نموذج أحمد عز فى الحزب الوطنى فى سنواته الأخيرة، وبالمثل لن تجد أسماء من الأعضاء الجدد من مجموعة جمال مبارك، وهناك اتجاه لإنشاء هيئة استشارية للحزب من أساتذة الجامعات والخبراء، والجديد أن أعضاء هذه الهيئة لم يكونوا أعضاء بالحزب، أو بالأدق أن عضوية الحزب ليست شرطا للانضمام للهيئة الاستشارية، وربما تكون هناك أكثر من هيئة استشارية.

المفاوضات المبدئية تكشف عن إقبال من النساء وأزمة فى الشباب والأقباط، وعدم وجود كبير لأعضاء الحزب الوطنى السابق، وتهافت من رجال أعمال جدد يرغبون فى الدخول لحلبة الحياة الحزبية والبرلمانية من خلال الحزب.

ولاشك أن الأزمة الاقتصادية وخاصة بعد وباء الكورونا تمثل أزمة داخلية فى اختيار الأعضاء الجدد، فعدد كبير من رجال الأعمال المعروفين واللامعين يخشون الآن من إنفاق أى أموال نظرا للظرف الاقتصادى، وليس هناك اتجاه للاندماج بين حزب الشعب وأى حزب آخر، فقد رفض رئيس الحزب هذه الفكرة من قبل، ولكن الأبواب مفتوحة أمام من يرغب من أعضاء أو نواب الأحزاب الأخرى للانضمام لحزب الشعب الجمهورى.

ومن المفاجآت التى لم يكشف عنها حتى الآن وجود شخصيات كبرى فى العمل السياسى والتنفيذى سيتم الإعلان عن انضمامها فى الوقت المناسب، ومع ذلك سيحتفظ الدكتور صفى الدين خربوش بمنصب الأمين العام للحزب، فى المقابل ستنشأ مناصب جديدة فى الهيئة العليا للحزب لاستيعاب عدد من الوجوه المنضمة حديثا للحزب.