محمد الابن ومن قبله زايد الأب.. محطات في حياة قادة الإمارات مع مصر

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع محمد بن زايد

تشهد مدينة العلمين، اليوم الاثنين، قمة عربية  خماسية بقيادة مصرية دعى لها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تضم قادة 5 دول وهم: مصر والإمارات والبحرين والعراق والأردن.

وتبحث القمة التطورات الراهنة في العالم العربي في ضوء الأزمات والمشاكل الحالية ومنها تداعيات وآثار الأزمة الروسية الأوكرانية على دول المنطقة، والأزمات الراهنة في الدول الشقيقة.

وتربط بين مصر والإمارات علاقات وطيدة، منذ تولي الشيخ زايد حكم الإمارات، وعلي مدار الأمراء إلي أن وصل الحكم إلي الشيخ محمد بن زايد.

 

لذا تستعرض "الفجر" التاريخ الحافل والطويل بين امتداد العلاقات المصرية مع دولة الإمارات الشقيقة علي مر التاريخ.

 

الشيخ زايد بن سلطان الأب 

 

منذ أن أسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وضع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خطوط عريضة للعلاقات بين أبو ظبى والقاهرة، اتسمت بالقوة والصلابة، وحافظ عليها أبنائه من بعده.

 

وصية الشيخ زايد لابنائه بخصوص مصر 

 

وكان الشيخ زايد يقول دائما أن ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء في بحر ما قامت به مصر نحو العرب، عُرف زايد بعلاقته القوية بمصر حيث ربط بين البلدين، وقال الشيخ زايد في أحد لقاءته، حيث كتب في وصيته الأخيرة، أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، وهذه هي وصيتي أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.

 

بدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر بدءا من عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فقد جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعوا شعارا واحدا هو القومية العربية، وارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار.

وكانت مصر أولى الدول التي أيدت بشكل مطلق الاتحاد، بعد ان الشيخ زايد آل نهيان، تأسيس دولة الإمارات، التي أعلن تاسيسها في 1971.

 

التبادل المشترك بين البلدين 

 

 هاجر العديد من المدرسين والمهندسين والأطباء إلى الإمارت، عند تأسيها، في منتصف الخمسينيات، في عهد الراحل الرئيس جمال عبدالناصر، وفتحت مصر ذراعيها لاستقبال الراغبين في التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم.

 

الشيخ زايد يساهم في إعادة إعمار قناة السويس 

 

ساهم الشيخ زايد، بعد انتهاء العدوان،  في إعادة إعمار مدن قناة السويس التى دمرها العدوان الإسرائيلي عام 1967، وكان دوما يردد خلال اللقاءات مع القادة العرب ويقول عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا.ً

 

 الشيخ زايد وزيارته لقبر عبد الناصر

 

وعقب وفاة الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، سنة 1970، حرص الشيخ زايد على زيارة ضريح جمال عبدالناصر مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتم عرض صور الزيارة في متحف زايد الوطنى، بعد رصدتها عدسات الكاميرا.

 

الشيخ زايد يهدي للسادات وشاح آل نهيان

 

وأهدى الشيخ زايد وشاح آل نهيان للرئيس محمد أنور السادات أثناء زيارته للقاهرة، وكان يرى الرئيس السادات في الشيخ زايد الصديق الوفى والموثوق، وأنه حلقة الوصل بين جميع القادة العرب مصر، خاصة بعد توتر العلاقات المصرية بقادة الدول العربية بعد توقيع مصر إتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

 

 

الرئيس السادات والشيخ زايد آل نهيان 

 

توطدت علاقة مصر بالإمارات، في عهد الرئيس السادات،  نظرا لمواقف الشيخ زايد، عندما بدأت حرب أكتوبر 1973، ولم يتردد الشيخ زايد عن إعلان دعمه لمصر في حربها، حينما كان في زيارة إلى بريطانيا، كما اقترض مليار دولار وقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي لمصر أثناء حربها، لاسترداد الأرض التي سلبها العدو الصهيوني في أكتوبر 1973.

 

أشهر أقوال الشيخ زايد عن مصر 

 

"إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف، قد تقدموا الصفوف كلها، وأن النفط ليس بأغلي من الدماء العربية" حيث قال الشيخ هذة المقولة، بعد ان أعلنت الدول العربية حربا على الغرب الداعم لإسرائيل.

 

"لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغنى عن الأمة العربية"، قال الشيخ زايد مقولته، بعد عقد اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978، حينما كثرت ردود الفعل المعارضة لتلك الإتفاقية في معظم الدول العربية، لدرجة أن هُناك بعض الدول قاطعت مصر بعد قمة بغداد، ولكن موقف الشيخ زايد كان مختلفًا، حيثُ ظلّ على تواصل مع الرئيس، محمد أنور السادات.

 

الشيخ زايد والرئيس السابق محمد حسني مبارك

 

ارتبط البلدان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة، في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ‏حيث تم توقيع 18 اتفاقية، تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما ‏1.4 مليار دولار، وفقًا لمتحف زايد الوطني، وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر 10 مليارات دولار عام 2010 في قطاعات الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية، بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول في مصر.

 

 

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ومواقفه مع مصر 

 

تولّى سموّ الشيخ خليفة بن زايد رئاسة دولة الإمارات، في عام نوفمبر عام 2004 إلي أن وفاته المنية في مايو 2022، حيث سار على منهج والده عليه رحمة الله الشيخ زايد، وأرسى علاقات  الأخوّة والمحبّة بين مصر والإمارات.

 

وشُهدت العلاقات الثُنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإماراتي خليفة بن زايد، تطورًا كبيرًا ونوعيًّا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة، لتصبح القاهرة والإمارات هما النموذج الأبرز للعلاقات العربية.

 

الشيخ خليفة يدعم مصر بعد ثورة 30 يونيو

 

وكانت الإمارات بقيادة الشيخ خليفة، أول من دعمت مصر بعد ثورة 30 يونيو، وأعلنت دعمها الكامل لمصر، للخروج من أزمة الثورة والحرب التي اندلعت بين الشعب وجماعة الإخوان، حيث قدمت الإمارات مساعدات ماليّة وعينية بقيمة 3 مليارات دولارات في أغسطس 2013.

 

 

دعم الاقتصاد المصري

 

وكان لدولة الإمارات، دور كبير  في تقدم الاقتصاد المصري، حيث تم تنفيذ عدة من المشروعات التنموية وتطوير البنية الأساسية، إلى جانب اتفاقية مساعدة بقيمة 4 مليارات و900 مليون دولار، في أكتوبر 2013، ومنحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات الوقود بقيمة مليار دولار أخرى. 

 

كما شاركت الشركات الإماراتية في عدد من مشروعات، منها إنشاء 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة، فضلًا عن بناء 100 مدرسة، واستكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي.

 

وفي مارس لعام 2015، قامت الإمارات بالمشاركة في فعالية المؤتمر الاقتصادي المصري، وأعلنت دعم مصر بـ 4 مليارات دولار، بواقع إيداع مبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي، وتوظيف مليارين لتنشيط الاقتصاد عبر مبادرات اقتصادية.

 

شارك في حرب أكتوبر

 

وكان الشيخ خليفة بن زايد، خير خلف لخير سلف، وسليل عائلة زايد الداعمة لمصر منذ نشأتها، حيث وصلت خصوصية العلاقات بين البلدين إلى أن أرسل الراحل الشيخ زايد، ابنه الشيخ خليفة بن زايد، وكان ولي عهده وقتها إلى مصر وقت حرب أكتوبر عام 1973، ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة.

 

 

الشيخ محمد بن زايد يسير على درب أشقائه 

 

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمطار العلمين، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الذي يحل ضيفًا عزيزًا على مصر.

و تأتي زيارة رئيس الإمارات لمصر اليوم؛ استمرارا للتنسيق والتشاور المستمر بين البلدين، والعلاقات الثنائية القوية على مر العقود، حيث تعد هذه الزيارة الأولى له بعد أن تولى منصب رئيس الإمارات في مايو الماضي.

 

عدد زيارات محمد بن زايد لمصر

 

 وقد زار بن زايد مصر في العديد من المناسبات خلال توليه منصب ولي عهد الإمارات، كان آخرها في 3/7/2021 لحضور افتتاح قاعدة "3 يوليو" البحرية المصرية في منطقة جرجوب بمحافظة مطروح، حيث جمع أكثر من 25 لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد من 2014 وحتى 2021.

 

ويسير رئيس دولة الامارات الحالي،الشيخ محمد بن زايد علي درب أشقائه وابيه من دعم والوقوف جنبا إلى جنب في المواقف السياسية والتجارية واوجه التعاون بين البلدين، كما يتنظر البلدين الكثير من التعاون فيما هو القادم.