اغتيال مؤيد حميدي.. كيف كشف الواقع المرير للعاملين بالمجال الإنساني في اليمن؟

تقارير وحوارات

مؤيد حميدي
مؤيد حميدي

ما زالت ميليشيات الحوثي الإرهابية تمارس أعمالها الإجرامية في اليمن، وباتت تهدد بيئة العمل الإنساني في البلاد.

 

فمن الاختطافات مرورا بالتهديدات إلى الاغتيالات "ثلاثية شر"، برزت مؤشراتها الصادمة أكثر عقب مقتل المسؤول الأممي مؤخرا بتعز.

ومنذ الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران،  تعرض بعض العاملين في المجال الإنساني، وموظفين بالأمم المتحدة لجرائم مفزعة؛ أبرزها الاختطافات والاغتيالات، مما هدد وصول الإغاثة لأكثر من 12.6 مليون شخص في المتوسط بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.


ويأتي آخر تلك الجرائم، اغتيال رئيس برنامج الغذاء العالمي الأردني مؤيد حميدي في مدينة التربة جنوبي محافظة تعز، قبل أيام على يد مسلح، مما تسبب بعاصفة تنديد محلية ودولية، وصدمة كبيرة للمجتمعات الإنسانية والإغاثية.
اغتيال الموظف الأممي حميدي، سلط الضوء على حجم المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني والتي تصل إلى القتل والاختطافات والإخفاء القسري.

 

جرائم ميليشيات الحوثي

 

ووفق تقرير أممي حديث، فقد شهد الربع الأول من عام 2023 وقوع 621 حادثة وصول في 102 مديرية في 18 محافظة غالبيتها من قبل مليشيات الحوثي، فيما بلغ عدد المتضررين منها نحو مليونين و868 ألفًا و322 شخصا.

 

وكشف التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، أن النسبة الأكبر من حوادث الوصول كانت في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، التي سُجلت فيها 358 حادثة، ما يمثل نسبة نحو 58% من إجمالي حوادث الوصول خلال الربع الأول من العام الجاري.

 

كما أن هذه الحوادث تنوعت بين قيود بيروقراطية فرضها الحوثيون بلغت 296 حادثة، وتدخلات في تنفيذ الأنشطة الإنسانية بلغت 131 حادثة، بالإضافة إلى قيود مفروضة على حركة العاملين في المنظمات أو المواد الإغاثية داخل اليمن وإليه بلغت 163 حادثة، وتدخلات في اختيار الشركاء المنفذين وتسجيل المستفيدين، وتأخيرات الموافقة على اتفاقيات المشاريع، وتعليق وإيقاف الأنشطة خلال التنفيذ.

 

ورصد التقرير الأممي 18 حادثة عنف ضد العاملين والأصول والمرافق الإنسانية، واحتجاز 3 منهم، وغيرها من الحوادث.

وكانت الأمم المتحدة سجلت العام الماضي أكثر من 3500 حادث متعلق بوصول المساعدات الإنسانية في اليمن،  وتقول الأمم المتحدة إن هناك أكثر من 23 مليون يمني يحتاجون إلى أحد أشكال المساعدات الإنسانية والحماية، مشيرة إلى أنه لولا الالتزام المتواصل من قبل الجهات العاملة في المجال الإنساني، لكان الوضع أسوأ بكثير.

 

يذكر أن مليشيات الحوثي،  صعدت مؤخرا هجماتها البرية والمدفعية والجوية بالطيران المسير ضد الأعيان المدنية وفي جبهات القتال ما يعيد الأوضاع إلى المربع صفر ويهدد بإشعال الحرب مجددا.


وحذر مجلس القيادة الرئاسي، مليشيات الحوثي من التمادي في اعتداءاتها العسكرية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، ومغامرتها التصعيدية التي تقوض فرص السلام.

 

ودعا مجلس القيادة الرئاسي المجتمع الدولي إلى مغادرة حالة الصمت إزاء التعنت الحوثي، والاستجابة لتطلعات الشعب اليمني في بناء دولته العصرية وحقها الحصري في احتكار القوة، وضمان مشاركة جميع اليمنيين في صناعة المستقبل المشرق الذي يستحقونه.

 

وكانت الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة منذ أكتوبر الأول الماضي، أدت إلى توقف تصدير النفط من موانئ حضرموت وشبوة، ما جعل الحكومة اليمنية تخسر أهم مورد بالعملة الصعبة، بالتزامن مع تدني الإيرادات من القطاعات الأخرى وهو ما وضع المجلس الرئاسي أما ضغوط كبيرة.